سيدنا صالح ولوط كامله
فماذا حدث لك؟ وقال آخر: ما الذي دعاك لأن تأمرنا بترك ديننا ودين آباءنا؟ وتبجح آخرون وقالوا: لقد خاب رأينا فيك والأن صارت مختل التفكير.
وذات يوم جاءت الفئة الكافرة تشكلك وتخوف الفئة المؤمنة وتقول لها، أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه.
فردت الفئة المؤمنة دون خو.فا لأنها أصبحت قوية الايمان ولديها ثقة في نفسها بما اتبعته من هذا الدين، نعم، إنا بما أرسل به مؤمنون.
طلب القوم من صالح عليه السلام أن يأتي لهم بمعجزة لتدل على أنه رسول من عند الله،
وأن يخرج لهم من الصخرة ناقة، وشاءت الأقدار أن يستجيب الله طلبهم.
وقال لهم صالح: هذه ناقة الله وإضافة الناقة إلى الله يدل على أتها ناقة غير عادية وأنها معجزة من عند الله. وأمرالله سبحانه وتعالى صالحا بأن لا يمس القوم هذه الناقة بسوء وإلا أنزل الله عليهم العذاب.
فقد كانت ناقة غير عادية فقد كان لبنها يكفي آلاف الأطفال والنساء والرجال وإذا نامت أو وقفت في مكان هجرته جميع الحيوانات والطيور.
وعندما تشرب من البئر لا يشرب أحد غيرها في هذا اليوم، فكانت تشرب يوما وتترك لهم يوما. وهذا يدل على أنها ليست ناقة عادية بل هي أية معجزة من عند الله سبحانه وتعالى.
وعاشت الناقة بين القوم فترة من الزمن دون أن يمسها أحدا بسوء لكن الفئة الكافرة أخذ الكره يدب في قلبها فبعد أن كانت تكره صالحا ودعوته أصبحت الكراهية متجهة إلى الناقة.
وكانت الناقة في اليوم الذي تشرب فيه من البئر لا يشرب القوم ويشربون لبنها ويكفيهم جميعا الكبار والصغار ولكن عندما دب الكره في قلوبهم للناقة تامروا على قتلها.
وعندما اجتمعت الفئة الكافرة قال أحدهم: إذا جاء الصيف أخذت الناقة المكان الذي فيه الظل فتهجر المواشي المكان إلى الحر.
وقال آخر: وإذا جاء الشتاء أخذت المكان الدافئ فتهجر المواشي المكان وتذهب إلى البرد فتمرض مواشينا وتهلك.
وقال آخر ليس هناك غير حل واحد، فقال الجميع: فما هو؟ قال: قتلها، لكي تتخلص منها.
فرد أحدهم وقال: لقد أمرنا صالح بعدم المساس بها وإلا أنزل الله علينا العذاب. فرد عليه الكافرون وقالوا: نحن لا تصدق صالحا فيما يقول.
وبعد التفكير في قت.ل الناقة اختاروا تسعة رجال من أشدهم قسوة وكفرا وعنادا، ليتولوا أمر قت.ل الناقة، واتفقوا علی مواعد الجریمة والمكان
ولما جاء الليل أخذوا يتسللون ويوجهون إليها السهام، فقامت الناقة من نومها مفزوعة والد,م ينسال منها.