تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز

في ابتسامه فبادله عبدالله اياها وهو يراه يبتعد عنه وهو يتقدم الي زوجته وأولاده فلمح عبدالله اللواء احمد يجلس علي نفس طاولتهم ونظر الي عبدالله فنهض عبدالله من موضعه وهو يسرع اليه فنهض اللواء احمد يحتضنه في حب وترحاب ازيك يا بطل !! والله وحشتني تصدق بقه !! شهر كامل ما اشوفكش !! 
عبدالله بود كبير والله وحضرتك اكتر معلش بقه كنت برتاح شويه من اللي شفته انت عارف انه مكنش شويه !
اللواء احمد بتفهم عارف يا ابني بس برضه ربنا رجعلك حقك ونصفك علي كل اللي اتعرضلك وأذاك في يوم 
فهم عبدالله مقصده وانه لا يرمي الا علي سيف فردد اللواء احمد مره اخري بس صدقني يا ابني سيف فعلا ندمان من جواه 
عبدالله عارف بس ڠصب عني 
اللواء احمد ولا يهمك كفايه اللي انت عملته ومرضتش تأذيه عشان ولاده ربنا يكرمك يا ابني 
عبدالله وهو ينظر الي اﻷمام بتفكير وردد انا لحد دلوقت مش عارف انت ليه كنت قلتلي انه سيف ماټ !! ولما هو مماتش ! ليه كان سايب سمر تضيع بالشكل ده !!
نكس اللواء احمد رأسه في اسي وردد موضحا مكدبش عليك يا ابني لما قلت لك ان سيف ماټ كنا فعلا كلنا ناشرين خبر مۏته لظروف معينيه في الشغل ﻷنه كان في الوقت ده في مهمه تبعنا في اسبانيا انت طبعا عارف طبيعه شغلنا واننا ممكن نضطر كتير لحاجه زي دي سيف كان بقاله سنتين هناك وفي الوقت ده سمر
كانت متجوزه بس لما والدتها توفت اتطلقت بسرعه جدا وكأنها كانت مجبوره علي الجواز ده وبعدها سافرت ومحدش عرف هي راحت فين ولا عايزه تعمل ايه واحنا مدورناش وراها لحد ما اكتشفنا بعدين علاقتها مع ناجي وكل اللي وصلتله بس برضه لحد دلوقت انا شخصيا معرفش ايه سر الكراهيه الشديده اللي بينها وبين مرام!! تعرف ان السبب الرئيسي اللي خلاها تبقي مع ناجي هي انها ټأذي مرام لما اكتشفت انه عايز ينهيها ويدمرها بجد مش قادر افهم ليه بتكرهها كده!!
ابتسم عبدالله متهكما في حزن بس انا عارف ! 
اللواء احمد بفضول طب ما تعرفني !!. 
عبدالله برفض معلش يا سياده اللواء اللي ماټ اعتبر سره اندفن معاه بلاش نفتح في حاجات مش هتفيد اكتر ما هتضر ربنا يسامحها بقه علي اللي عملته !
اللواء احمد بتفهم ماشي يا ابني اللي تشوفه المهم سيف لما رجع طبعا مكنش عارف كل اللي سمر عملته وبدافع اﻷخوه حب يرجعها تاني كأخ ويشوف ايه اللي وصلها لكده بس للأسف كان فات اﻷوان وحصل اللي حصل 
اومأ له عبدالله برأسه متفهما وهو يشكره علي توضيحه له تلك اﻷمور التي كانت تضع علامه استفام بداخله ودع عبدالله اللواء احمد وهو يغادره حينما وجد دومي يجذبه من يديه 
احتلت الوان الليزر الاجواء دفعه واحده وتبدلت الموسيقي بواحده اعلي وارتفعت صوت التهليلات لتظهر تلك الحوريه ذات عيون الزيتون مع زوجها وحبيبها ورفيق روحها الذي هرم من اجل هذه اللحظه اللحظه التي تجمع بينه وبين حبيبه قلبه ببدله عرس وفستان ابيض كانت جميله كعادتها وسعادتها تخرج من وجهها لترسم ابتسامه جميله علي محياها هي وعمر وهم ممسكون بيد بعضهم البعض ويتبادلون النظرات العاشقه وكان عينيهم تخرج قلوبا من شده العشق الذي جمع بينهم
صفق عبدالله لهم وامتزجت صفقاته مع الحضور والمدعوين وبجواره ابنه الصغير الذي كان يهلل ويفعل مثل والده ثم اخذ يصفر بيديه لهم ببراءه ومرح كبير
اتجهت عين عبدالله مره اخري تبحث بين الحضور عنها وهو لا يدري لما يظل يفعل ذلك !!! وجد عبدالله من يعانقه بقوه وهو يحمله صارخا بحراره وحشتني يا حسيييييني !!!!
ما ان وضعه ذلك الشخص علي اﻷرض حتي استدار له عبدالله وكاد يلكمه قائلاااا يخربييييتك هبلك !!! انت ايه يا ابني !! خضتني 
ضحك ادهم بشده مرددا عارف عارف لمحتك من بعيد وانت سرحان كده وعينيك بتدور علي حاجه فملقتش احسن من اني اخضك واقطع عليك اللحظه دي 
عبدالله بضيق وغلاسه طول عمرك فصيييل يلا يلااا من هناا موحشتنيش اساسا 
ادهم وهو يتصنع الڠضب اي ده هو انا من ضمن قائمه الناس اللي انت لسه زعلان منها !!! قلبك اسود قوي كده كده انا ماشي اهوه وعلي العموم انا عارف اللي انت بتدور عليها فين يلا بقه بعد اذنك 
ما ان استدار ادهم مغادرا حتي امسك عبدالله بكتفه وهو يستوقفه بضحك استني بس رايح فين ! دا انا مفيش حد كان واحشني هنا قدك تصدق !! احم هي فين !!
ضحك ادهم مره اخري ولما انت واقع قوي كده ليه بتعذبها وټعذب نفسك !! 
عبدالله بجديه لا بعذبها ولا بعذب نفسي كلكم فاهمين غلط انا بس مشفتهاش من الصبح من ساعه ما ايمان جت وخدتها ڠصب عنها كانت تعبانه الصبح ومكنتش عايزه تروح وانت عارف انها حامل في ابني وانا بصراحه خاېف عليه مش اكتر ثم
ان ادم كمان كان بيسأل عليها 
نظر ادهم ﻷدم بطرف عينيه الي دومي فوجده يرقص بجوار والده وهو مندمج تماما مع اجواء الفرح ليعود بنظره مره اخري الي عبدالله مرددا في خبث لا واضح فعلا ان ادم بيسأل عليها 
عبدالله بضيق ونفاذ صبر بقولك ايه !! انت هتعمل فيها زي مسعد !! اصلا محدش فيكم فاهمني ولا عارف ايه اللي جوايا واعتقد ان محدش هيقدر يفهمني في يوم اساسا فبرضه متحاولش في حاجه مفروغ منها عن اذنك مش عايز اعرف مكانها لو ده هيثبتلك اني مش قلقان عليها ولا هي واحشاني اساسا 
تركه عبدالله وخرج من القاعه بأكملها ېدخن سيجارته بعد ان شعر بالضيق والاختناق بالداخل أسند جسده علي شرفه خارجيه واشعل قداحته وهو يضع السېجاره بفمه وبينما هو يفعلها وقعت عينيه عليها وجهها المطفي ولونها الباهت وجسدها الذي اصبح نحيلا والدموع ترافقها دوما وجدها مسنده علي نفس سور تلك الشرفه ولكن بعيده عنه وجدها هائمه وكأنه تفكر بشئ ما وغير مكترثه لذلك الفرح وتلك الزيجه بالداخل .
شئ ما بداخله كان يلعنه يلعن شخصيته الصعبه تلك يلعن كبريائه وكرامته التي تحول دونه ودونها لما فعل بها ذلك !! اهي حقا تستحق كل ما تعانيه ! علي اي شئ يعاقبها هو اﻷن لتصل الي تلك الحاله !! لا يدري من اين اتت له تلك الدقات التي اخذت تحتل قلبه وهو يحرك قدمه لا اراديا باتجاهها بعد ان ألقي تلك السېجاره من يديه وهو ينظر اليها
توقفت قدماه فجأه وثبت مكانه حينما وجدها تلقي بنفسها بين ذراعي صديقتها يمني التي تلقتها بحنان وهي تربت علي ظهرها 
زفر عبدالله في ضيق واخرج من علبه سجائره واحده اخري واخذ يشعلها پغضب وبداخله صراع كبير يكاد يهدمه بأكمله نظر اليها مره اخري فوجد يمني تمسك بوجهها وتجفف دموعها في مواساه وتتحدث معها بكلمات حاول ان يفهم ما تقوله من حركه شفاهها ولكنه فشل وجدها تربت علي يديها وتتحدث بكثره ويدها اﻷخري كانت تلوحهها مع نظرات خاصه كأنها تحثها علي شئ وتقويها علي فعله ومرام تستجيب له تاره في بكاء وتاره في ابتسامه حزينه
تملك عبدالله فضول شديد وهو يريد معرفه ما تقوله لها يمني ولما تتحول مرام بتعبيرات مختلفه اثناء حديثها !! القت بنفسها مره اخري بين ذراعيها ويمني تربت عليها مما جعل عبدالله يردد في ضيق شديد وهو يري ذلك المشهد يوووووووه 
ثم تركهم وترك الفرح بأكمله وذهب يتمشي بالجوار في تلك المنطقه كادت ان تنفذ من شراسه تدخينه وضيقه من كل ما يحدث . 
نظر في علبه سجائره فوجدها قد فرغت فزفر حانقا وهو يحاول ملئ رئتيه بهواء الليل البارد ذلك قرر النهوض من موضعه ليذهب الي اي مكان قريب ليشتري علبه اخري ولكنه عندما نظر الي ساعته وجدها تتجاوز الثانيه عشر مساء ليردد عبدالله في قلق ياااااه انا كنت قاعد كل ده !! 
قفز عبدالله من مجلسه وعاد مسرعا علي قدميه حتي وصل الي القاعه مره اخري ليجدها شبه فارغه دب الخۏف في أوصاله ولا يدري لماذا ولكنه حينما وجد الجميع قد غادر شعر بالقلق الشديد نظر خارجها فوجد ادهم مازال هنا ولم يغادر ولكن تبدو عليه العصبيه الشديده والتوتر وهو يتحدث مع اللواء احمد ووالد عمر يبدو ان هناك امرا ما هو لم يعرفه ذهب باتجاههم كي يستفسر ما في
اﻷمر ما ان رأه ادهم حتي قطع حديثه ونظر له بنظرات اشعلت الحيره والقلق اكثر بداخل صدره ليستوقفه عبدالله مرددا في قلق وتسائل ادهم استني في ايه !! وفين مرام وادم !! 
ردد ادهم وهو علي عجل وينظر لهاتفه بترقب مفيش يا عبدالله خلي بالك من مرام وابنك اهم حاجه 
ازداد الخۏف بداخله وهو ينظر اليه ويتحدث بعصبيه ما تقولي يا ادهم في ايه !! وفين مرام وابني !!
ادهم وهو يركب سيارته مرددا معرفش يا عبدالله تلاقيهم روحو الناس كلها مشيت انت كمان روح عشان تفضل جنبهم 
معلش انا مسافر دلوقت مع مراتي ولازم الحق الطياره عن اذنك 
انطلق ادهم بالسياره من امامه وكذلك فعل والد عمر واللواء احمد بعده وهو مازال واقفا في مكانه لا يدري ماذا يفعل اخرج هاتفه واخذ يتصل بمرام ولكن لا يوجد اي رد منها نظر حوله باحثا عن سيارته فلم يجدها بالمكان الذي وضعها به فأخذ يبحث عنها باﻷماكن المجاوره وهو لا يدري حقا انسي اين وضعها ام انها تمت سرقتها !!! كان المكان مظلم بشده حوله في تلك المنطقه وهو لا يجد السياره علي اﻷطلاق
قام باﻷتصال مره اخري علي هاتف مرام ولكن لا يتلقي سوي نفس اﻷجابه ليتملك الخۏف اوصاله هذه المره ويشعر بالذعر الشديد علي حالهم
بينما كاد عبدالله ان يعود الي مكان القاعه مره اخري ليستقل سياره اجره من هناك حتي وجد جسده يكاد ان يسقط أرضا بعد ان نفذت بداخل انفه رائحه غريبه حاول عبدالله ان يدرك نفسه وما يحدث له ولكنه لم يلبث ان يفعل ذلك حتي ازدادت الرائحه حوله لتكمم فمه هذه المره وهو لا يقوي علي المقاومه بعد ان وجد جسده يرتخي علي الرغم منه بين يدي هؤلاء الذين اخذوا يكبلونه من يديه وهو لا يري شيئا في تلك العتمه بعد ان وضع هاتفه بجيبه مره اخري فقط كان يستمع لهم قبل ان يغلق عينيه ويدرك انه وقع اسيرا بين يدي احد ما
قبل ان يغيب عن الوعي ارتسم برأسه كل اﻷشخاص الذين تصدوا له بحياته بدايه من فاروق الفداء مروان باسل أبو الروس سيف الشافعي سمر أولفت واخيرا ناجي الكافوري
تري من فعل ذلك !! أهو ثأر قديم عند احدهم !! أم عدو جديد يتربص له !!
اوصد عينيه في استسلام بعد ان تغلغلت الرائحه داخل جسده بأكمله واختفي معهم عبدالله الي مصيره الذي لا يعرفه بعد استغل هؤلاء المجرمين تلك العتمه التي يقف بها لينفذوا مخططهم معه ويقومون بأختطافه 
في مكان اخر بالعالم وتحديدا في استراليا دلف عمر وعروسه الي ذلك الجناح الذي تم حجزه خصيصا لهم لقضاء اﻷيام القليله التي حصل عليها كأجازه من عمله
اخذت تنظر حولها وهي تتأمل ذلك الجناح الكبير الذي يرسم من الجمال واﻷناقه لوحه ابداعيه في قمه الروعه تقدمت الي اﻷمام ببضع خطوات لتصل الي تلك الشرفه الزجاجيه الكبيره وتفتحها علي مصراعيها ليلفحها الهواء بقوه
توجهت مسرعه الي الحمام بعد ان اخرجت بيجامه قطنيه شتويه ودلفت بها الي الحمام وهي تتنفس الصعداء بعد ان اختفت من امام حصار عينيه وهي تشعر بالقلق الشديد يتغلغل بداخلها
اما هو فظل ينظر اعقابها في تعجب من امرها الذي تبدل هكذا ! واي نوم تتحدث عنه ! فقد اخذت الوقت بأكمله في الطائره وهي نائمه ! لا يفهم عمر لما تتصرف هكذا وحدث نفسه انه ولكن لما شعر بخۏفها هكذا وتوترها
الشديد !
بدل هو ثيابه بأخري اكثر راحه واخذ ينظر من خلال نافذه تلك الشرفه الزجاجيه في انتظار انتهائها من استخدام الحمام مر اكثر من نصف ساعه وهي مازالت به ولا يدري لما تأخرت كل هذا الوقت فقرر الذهاب اليها ورؤيه ما حل بها
طرق عمر علي باب الحمام مناديا بأسمها ايمااان !!! 
هو يرفع من صوته ايماان ردي !! انتي كويسه !!
زفر عمر في ضيق وحنق وهو يردد استغفر الله العظيم يارب 
ثم حاول تهدئه نفسه وعدم التعصب عليها وهو لا يستوعب علي اﻷطلاق لما كل هذه التصرفات الچنونيه التي حلت عليها !! اقترب عمر منها مره اخري بهدوء وتريث طب اهدي يا حبيبتي وتعالي نتكلم مع بعض شويه 
انا جنبك دايما يا يمني مش عايزك تخافي وكوني متأكده ان لو الدنيا كلها في كفه وانتي في كفه عمري ما هختار غيرك عشان كده كنت بفكر اسيب الشغل
اسرعت يمني تردد لا يا ادهم كفايه وجودك معايا كفايه ان انا مراتك وشايله اسمك عشان احس باﻷمان أوعي تسيب الشغل انا عارفه قد ايه انت بتحبه وبتلاقي نفسك فيه ! 
ردد ادهم بس بحبك انتي اكتر وبحب بنتنا اكتر ومفيش حاجه في الدنيا تعوضني عنكم مهما كانت 
يمني عارفه يا حبيبي والله بس برضه شغلك عندي خط احمر ومش هسمحلك تسيبه ابدا لمجرد خۏفك علينا طب تعرف !! انا بس لولا اني كنت حامل علي اخري وتعبانه يوم ما خطڤوني دا انا كنت قطعتهم ووريتهم النجوم في عز الدهر 
قهقه ادهم بشده علي ما تفوهت به تلك المجنونه لتنسحر هي في جمال ضحكته وعيونه الممزوجه بخضره الزرع وهي بين ذراعيه وقريبه منه الي هذا الحد لم يكد يتوقف ادهم عن ضحكه 
كانت تجلس القرفصاء علي السرير وهي تحتضن الوساده الموضوعه بجوارها ودموعها لم تتوقف عن الهطول ولكن هذه المره ليست خوفا أو عصبيه وأنما ندما علي ما رددته منذ ساعه وفعلته مع ذلك الذي يعشقه فؤادها لا تدري لماذا توصلت الي تلك الحاله من الخۏف مع انها تثق به وتؤمن من تفهمه لها
تم نسخ الرابط