تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي
المحتويات
وهاتولي حفيد تاني عشان انا ملحقتش ادم وهو صغير ..
ابتسمت مرام في حياء بينما لكزتها الحاجه هدي قائله يا بت قومي لجوزك وعوضيه عن سنين الحرمان اللي فرقت بينكم ووريله حبك وحنانك وشوقك ليه هو انتي لسه هتفكري
نهضت مرام علي الفور وبداخلها شوق دفين الي زوجها وهي تنوي تنفيذ ما قالته لها الحاجه هدي بعد ان اطمئنت الي امر الطفل ... ذهبت لتظهر لزوجها كم هي اشتاقت له ..
وجهت أولفت ذلك السؤال الي ناجي فردد بخفوت وتفكير مش عارف بس مش صدفه ان كل ما اجي اخطط او اعمل حاجه تفشل .. الا لو كان في حد مراقب كلامي وافعالي وتصرفاتي .. وايه علاقه عبدالله باللواء احمد السيوفي الا اذا كان في حاجه بتتدبر من ورايا ويكونو هما كاشفيني
اولفت طب وانت هتعمل ايه دلوقت .. وبعدين لو كاشفينك ما كان زمانهم قبضو عليك من زمان
اولفت پخوف وانت هتعرف ازاي ..
ناجي مبدئيا انا غيرت كل ارقامي وطريقه تواصلي وعلاقاتي مع الكل لحد ما اعرف بيخططوا لأيه .. اما عبدالله بقه مش هعديهاله بالساهل وحسابه تقل اوي عندي
أولفت الاسبوع تقريبا خلص اهوه ومشفتش يعني ابنه جراله حاجه
بعد محاولات كثيره من استجماع شجاعتها وترتيب كلماتها التي ستلقيها عليه .. تناولت هاتفها وقامت بالاتصال به ..
اييييه يا عروسه .. لحقتي تفكري .. مش المفروض لسه هتاخديلك كام يوم وتصلي استخاره وكده !!
عمر متكبرش الموضوع بقه .. والله ما كان قصدي بالطريقه اللي وصلت لك دي .. انا بس خفت
يعني ايه براحتي
مش محتاجه كلام يعني براحتك .. اعملي اللي يريحك ولو انتي شايفه اني مش مناسب ليكي وخاېفه مني يبقي خلاص يا بنت عمي كل شئ قسمه ونصيب ودوري علي اللي هتحسي بالامان معاه
كانت كلماته تطعن فؤادها كالخڼجر التلم الصدئ .. لم تستطع نطق حرفا اخر بعد وهبطت دموعها علي الرغم منها وطال الصمت بينهم .. فنطق عمر..
وهو انا .. افرق .. معاك .. يعني ..
تصدقي بالله انتي خساره فيكي الكلام .. انزلي يا ايمان انا لسه ممشيتش وقاعد في العربيه قدام الفيلا ..
لم تفكر في شئ اخر بل القت هاتفها علي السرير وحتي من دون ان تغلق المكالمه واسرعت الي خارج الفيلا تعدو خطواتها في لهفه وسعاده وكانها اشتاقت له ولم تره منذ زمن ..
نظرت له بتأثر وعشق وابتسامتها لا تزال مرسومه علي وجهها بشده فردد بخبث هاااا موافقه تتجوزيني ولا ايه
ايمان بمكر وضحك طيب افكر الاول وبعدين ابقي ارد عليك
ضحك عمر وكذلك ايمان وكاد ان مره اخري حتي ابعدته عنها قائله اي يا شبح في ايه .. انت حبيت الموضوع ولا ايه .. احنا لسه مش متجوزين وكفايه الذنوب اللي احنا خدناها دي استغفر الله العظيم يارب
عمر بضحكييقي خلاص يا باشا نعجل بكتب الكتاب والفرح لأني مش هقدر استني..
إيمان بضحك وإيماء نعجل يا باشا منعجلش ليه
في غرفه الاطفال داخل القصر الريفي كان كل من دومي وتمارا يجلسون كل منهم علي حده في سريره الخاص .. كانت تمارا بيدها طبق يحتوي علي قطع من الكيك الشهيه بالفراوله والكراميل والشوكولاااه .. هتفت تمارا تاكل معايا يا دومي .. في هنا كراميل من اللي انت بتحبه ..
دومي بتعب وارهاق لا شكرا مش عايز .. انا لعبت كتير مع بابا وعايز انام
تمارا انت بقيت بتنام كتير ليه يا دومي .. ومش بتلعب معايا زي الاول
دومي مش عارف بس حاسس اني عايز انام علي طول .. كلي انتي الجاتوه وانا هنام تصبحي علي خير ..
تمارا وانت من اهله ..
اخذت تمارا تتناول قطع الجاتوه بنهم شديد الي ان انتهت
منها جميعا وتناولت بعض المياه وذهبت في النوم هي الاخري ..
بعد ان القي تحيه المساء علي والدته الحاجه هدي توجه الي غرفته مباشره وما ان فتح بابها حتي وقف مذهولا وكأن عقله لم يعد بجسده وتحرر الي مكان اخر ..
وجد تلك الحوريه مره
اخري ترتدي نفس ذلك الفستان القصير الوردي الذي ذهب خطڤ عقله في المره الماضيه كما يفعل تلك المره ايضا ..
دي ليله تسوي كل الحيااه ..
ومالي غيرك ..
ولولا حبك اعيش لمين ..
حبيبي جاي يا اجمل سنين ..
اتاه صوت والدته بقلق تعالي يا عبدالله وهات مراتك كده بسرعه يا ابني ..
فتح لها عبدالله متلهفا خير يا امي !!..
الحاجه هدي بقلق انا يا ابني كنت رايحه اشوف ابنك .. قصدي يعني ادم وبعدين لقيته مبينطقش .. وكمان البت الصغيره ...
شعر عبدالله بالقلق عليهم واسرع يوقظ مرام التي نهضت في فزع ايه يا حبيبي في ايه
ناولها عبدالله ملابسها قائلا البسي
بسرعه .. الولاد شكلهم تعبانين !!
نطقت مرام في خوف ادم فيه ايه .. جراله حاجه
تعجب عبدالله قليلا من لهفتها تلك علي ادم فقط مع انه ذكرهما الاتنين معا ولكن لا وقت للنقاش الان فردد ايوه الاتنين .. امي بتقول الاتنين مبينطقوش ..
انتهت مرام من ارتداء ملابسها علي عجاله وذهبت مسرعه مع عبدالله الي غرفه الاولاد ..
دلفت الي الغرفه ووجدت كل منهم علي سريره ولكن لم تقع عينيها وتذهب لهفتها الا علي الصبي فأسرعت اليه تتفقده .. وضعت يدها علي جبهته وجدت حرارته مرتفعه بشده .. تفقدت نبضه ولكن كان ضعيفا .. اعتصر قلبها من الخۏف وهي تصرخ الولد سخن جدااا .. هاتلي الحقن دي بسرررعه
عبدالله پخوف وحده شوفي البنت كمان مالها ..
اسرعت مرام اليها هي الاخري ولم تشعر بالبروده التي سرت بجسدها ولكنها وجدت شيئا ما يتدفق من فمها ..
تحسست نبضها فوجدته ايضا ضعيف .. فهتفت بقلق عبدالله الولاااد فيهم حاجه .. مش هقدر اعرف هنا هما فيهم ايه .. خلينا ننقلهم علي مستشفي بسرعه
حملت مرام تمارا وكذلك حمل عبدالله ادم واسرعا الي الاسفل متجهين الي المشفي القريبه ..
وصلا بعد وقت قليل اليها ومعهم الحاجه هدي التي صممت علي مرافقتهم ..
رحب الاطباء بتلك المشفي علي الدكتوره مرام ولكنها لم تنتبه الي اي احد منهم ولم يشغل بالها فقط سوي الاطمئنان علي اطفالها .. اخذ الاطباء منهم الطفلين وذهبا بهم الي غرف الفحص .. فقال عبدالله لمرامادخلي يا مرام معاهم عشان تشوفي فيهم ايه
مراء بأرتجاف وخوف وقلق شديد لااا مش قادره يا عبدالله .. مفيش فيا اعصاب ..
لم يحاول الضغط عليها بعد ما رأي تلك الحاله التي توصلت اليها .. كان يقف بالخارج هو وزوجته ووالدته التي لم يخلو لسانها عن الدعاء لهم وشفائهم من ذلك الابتلااء ..
خرج احد الاطباء وعلي وجهه علامات الاسف قائلا
انا اسف .. البقاء لله...
الفصل الرابع والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 24
إن رأيتني معك فكن معي وإن رأيتني أتجاهلك فكن أيضا معي فربما هنالك حزن منك ولا علاج منه إلا بك..
اطلقت مرااام صرخه مدويه ابناي
ثم دفعت الطبيب بيديها لتدلف الي تلك الحجره التي يوجد بها الاطفال وهي تهرول داخلها لتقع عينيها علي طفلها الذي كان يسعل في ضعف وما ان رأي والدته حتي خرج صوته بخفوت ما..ما
ردد الطفل بضعف انا كويس.. يا مامي ..
قطع صړاخها عبدالله وينظر لها پغضب جامح ويدفعها الي الطفله التي تحول وجهها الي الزرقه الحالكه .. هوت مرام امام تمارا الجاثيه امامها وظلت تنظر اليها في صډمه شديده محاوله التعرف لما تحول وجهها وجلدها الي هذا اللون .. مدت يدها برجفه تتحسس عنقها لتجدها خاليه من اي نبض .. انهمرت دموعها وهي تتحسسها قائله پقهر وخفوت تمارا ..!!!!!
كان عبدالله للمره المليون يتعجب بشده من تصرفاتها العجيبه تجاه ذلك الطفل واخذ يسأل نفسه كثيرا لما تفعل لأجله كل ذلك منذ الوهله الاولي التي رأها معه .. كان يتردد بداخله اجابه ذلك السؤال في كل مره يراهم سويا ويشاهد تلك العلاقه التي تجمع بينهم والتي لم تكن سوي علاقه طفل بوالدته .. وليس بالتبني .. ولكنها لم تتزوج غيره فذلك يعني انه طفله ايضا !!! .. لااا وألف لاااا مستحيل ان يكون له طفل !! هو يعرف مرام جيدها من المستحيل ان يكون له طفل منها ولم تخبره به .. هي اكثر من يثق بها ويثق بحبها له ومهما فعل معها لن يصل بها ڠضبها الي ان يكون ذلك الطفل ولده وهي لم تبلغه بذلك .. نفي عبدالله تلك الفكره من رأسه علي الاطلاق مؤكدا لنفسه ان مرام لن تفعل امرا كهذا فهي اكثر من تعرف عبدالله حق المعرفه واقربهم لقلبه وهي اخر شخصا بالكون ممكن ان تأتيه الطعنه منها ...
وهو مازال غاضبا متعجبا من تصرفاتها البنت يا مرام هي اللي ماټت .. الولد عايش .. تمارا هي اللي ماټت
كانت مرام تبكي بحزن شديد ولكن بوتيره ولهفه اقل من تلك الحاله التي تملكتها من قبل حين ظنت ان الطفل هو من اصابه مكرووه ... اخذت تتطلع اليها جيدا ولكن هذه المره
كطبيبه وليست كأم .. تبين لها انها لم تمت فعل شئ سهل او هين من تحول لون جلدها الي تلك الزرقه الحالكه والتي مازالت تحت تتحول اكثر لتصل الي السواد .. شهقت مرام فزعه من رؤيتها هكذا ونظرت الي الاطباء ورددت پخوفاخدتو منها عينه ډم .. حد عملها تحاليل .. وصلتو لحاجه !!
تقدم احد الاطباء قائلا بالفعل يا دكتور ده حصل وحاليا التحاليل في المعمل لسه شغالين عليها ..
مرام پحده فين المعمل ده ..
حد يوصلني ليه ..
اومأ لها الطبيب بأيجاب وتقدمت معه ودموعها لم تتوقف عن الهطول وقلبها ېتمزق علي حال تلك الطفله البريئه التي فقدت حياتها في مثل هذا العمر ولكنها اصرت علي معرفه لما تلك الحاله التي توصلت اليها قبل وبعد مۏتها .. تلك الحاله التي ولأول مره تري مثلها ....
تركها عبدالله تغادر معهم ومازال عقله حائرا في تفسير تلك الدوامه التي تحدث حوله .. اتجه عبدالله الي الطفل يطمئن عليه ايضا .. سأل الطبيب بأهتمام هو الولد عنده ايه يا دكتور
ردد الطبيب بعمليه لسه التحاليل بتاعته برضه مطلعتش لكن الواضح جدا انها انيميا حاده .. سوء تغذيه شديد عمله فقر في الډم وده اللي جابله سخونيه نتيجه تكسير كريات الډم عنده بشده ووصلته للحاله دي .. ممكن كمان يكون بيحس بدوخه وحاجته الشديده للنوم وان جسمه دايما همدان .. احنا اديناله فيتامينات كتير وخافض للحراره ومضادات حيويه وطبعا ده مع العنايه في البيت بالتغذيه والانتظام علي العلاج هيبقي احسن ان شاء الله ..
شكر عبدالله الطبيب ونظر الي الطفل فوجده يبكي في صمت وضعف عبدالله وهو يحمله ببطئ وعنايه كي لا يتلف شيئا من الابر الموصله به قائلا له في حنان انا مش هقولك متزعلش عليها ولا متعيطش .. لا ازعل وعيط وطلع كل اللي جواك .. لكن الراجل الحقيقي هو لما بيقع او بيتكسر بيقوم تاني اقوي من الاول .. عارف انها اختك وانك زعلان ومش مصدق انها بعدت عنك .. بس تعرف هي راحت مكان احسن من هنا .. راحت عند ربنا اللي هيعيشها في الجنه .. وانت هتحتاج ايه ليها اكتر من انها تدخل الجنه عند ربنا .. عارف انك كنت بتحبها بس هي في الاول والاخر روح ربنا جابها الارض وخدها تاني .. انت دلوقت لو فضلت علي الحال ده كتير ربنا هيزعل منك ومش هيدخلها الجنه .. انت عايزها متدخلش الجنه
هز ادم رأسه في نفي وضعف وبكاء قائلا لا .. عايزها .. تروح ..الجنه .. عند .. باباها .. ومامتها ..
احتضنه عبدالله اكثر مربتا عليه قائلا يبقي خلاص يا بطل .. يبقي دلوقت تدعي ربنا وتقوله يارب ډخلها الجنه وتقرالها الفاتحه .. حافظ الفاتحه
اومأ له دومي بالايجاب وفتح يديه كما اخبره عبدالله واخذ يقرأ لها الفاتحه ويدعو لها بأن تدخل الجنه مع والديها وتنعم بها ودموعه مازالت تتدفق علي فراقها .. اخذ يفعل مثله عبدالله علي الرغم من حزنه عليها ولكن الشعور الذي تولد بداخله تجاه ذلك الطفل وأمره كان يشغل الحيز الاكبر من مشاعره وعقله ..
التالون...!
رددت مرام تلك الكلمه پصدمه شديده وذهول اكبر بعد ان رفعت رأسها وبصرها من علي الميكروسكوب الطبي الموجود داخل ذلك المعمل.. ردد احد الاطباء قائلا حضرتك قلتي حاجه
استدارت مرام بجسدها ببطئ وهي تنظر اليه ومازالت مصدومه مما رأت .. فما دخل طفله لم تتعد العام السادس من عمرها ان يصل الي جسدها ذلك الفيروس اللعېن.. رجعت بذاكرتها الي السنه الماضيه من عمرها حينما كانت بألمانيا ومازالت تجري ابحاثا وتجارب حول انواع الفيروسات التي ممكن ان تصيب جسد الانسان ..
قبل سنه...
كانت مرام بصحبه ذلك العالم المشهور المدعي جيستين بألمانيا والذي نسب له دراسات متعدده في عالم الطفيليات وسلوكها وتأثيرها علي جسد الانسان .. كان في ذلك الوقت في زياره خاصه كعادته الشهريه
الي الجامعه التي عينت بها مرام كأكبر جراحه قلب واستاذه جامعيه مرموقه لها اسمها بها .. كان يجمعها به الاحترام والعمليه وكذلك الود والامانه العلميه .. كان يعتبرها كأبنته ويفخر بنجاحها وتقدمها التي وصلت اليه في مثل هذا العمر .. وكان ايضا معجب بشده لذكائها وفضولها الشديد للطفرات العلميه حتي وان لم تكن نفس مجالها ..
كانت تتحدث معه بالانجليزيه في تلك الليله
اتيت قبل مرور شهر هذه المره دكتور جيستون
جيستون بضحك ايزعجك ذلك
مرام بضحك متبادل
متابعة القراءة