تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي
المحتويات
اللي عايز تعرفه .. ودلوقت ياريت تصالح البني ادمه اللي كانت ھتموت بسببك دي واطمن مفيش حاجه هتحصل وانا مأمنك كويس ..
انهي عبدالله الاتصال وقلبه كاد ان ينفطر وهو يفكر .. هل كان سيفقدها حقا ! .. لا يريد ان يعرف جواب ذلك السؤال مطلقا لانه ليس لديه الطاقه لتحمل اجابته .. اطرق مفكرا في صمت والم لكل ما يحدث مره اخري وبين الحين والاخر تأتي بعقله صوره مرام وهي بين الحياه والمۏت فتأتي غصه مريره بقلبه وهو يعتصر من شده الالم .... اراد العوده الي تلك الطفله ذات السابعه عشر عام التي لم تعرف موطنا غيره .... اخذ يسترجع ذكريات الماضي مع حبيبته وهو يبتسم مع كل ذكري بينهم وبين اﻻحين والاخر يطمئن عليها ويسأل الطبيب متي ستستعيد وعيها ..
الطبيب بابتسامه هي بقت كويسه الحمدلله وحتي فاقت وفتحت عينيها وهننقلها دلوقت علي غرفه تانيه .. بس للأسف هي واخده مهدئ ورجعت تاني نامت .. بكره الصبح هتبقي كويسه وهتفوق
عبدالله بفرح طب الحمدلله يارب .. ينفع اشوفها !
نقلها الممرضين الي غرفه اخري واطمئن عليها الجميع وغادر مسعد الي زوجته كي يطمئنها ويظل بجوارها وايضا ايمان كذلك غادرت بعد اتصالات كثيره من زوجه عمها ..
في صباح اليوم التالي فتحت مرام عينيها في وهن
لتري الممرضه تقف بجوارها تعلق لها محلولا اخر قائله حمدالله علي السلامه يا دكتوره
اغمضت عينيها وقالت في همس عايزه اشرب
اومأ لها رأسه قائلا حاضر يا حبيبتي
كانت الممرضه مشغوله بعمل المحلول فاشار لها بانه سيحضر لها الماء وما ان خرج لكي يحضر المياه حتي قالت لها الممرضه بأبتسامه مش قادره اقولك كانت حالته عامله ازاي من وقت ما جيتي .. بجد مشفتش حد بيحب مراته بالشكل ده ! .. ده اتبرع لك بكيلو ونص ډم وكان ھيموت فيها بس مكنش فارق معاه وكان عامل زي المچنون عشان ينقذك .. بجد ربنا يخليكم لبعض .. نادر لما حد بيلاقي حد يحبه كده
لم تستجيب له وظلت تنظر الي الناحيه الاخري وهبطت الدموع من عينيها ببطئ اتجه عبدالله الي الناحيه الاخري ودني منها وقبل خدها الذي صفعها عليه برقه وحنان قائلا قي همس حقك علي عيني يا مرام انا اسف .. سامحيني يا حبيبه قلبي والله العظيم كان ڠصب عني لما اتعصبت عليكي
رددت وهي مشتاقه لكل كلمه حب وحنان منه عملت ايه !
عبدالله وهو بعينيه جننتيني ووقعتي قلبي .. مكنتش قادر ولا عايز افكر ان انا ممكن اخسرك ومشفكيش تاني .. تعرفي اني اتعلمت درس اكبر من تفكيري ده وهو ان كل حاجه تيجي في المقام التاني بعد حياتك ووجودك في حياتي .. اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك يا مرام .. حياتي عمر ما هيبقي ليها طعم ولا لون من غير ميمتي ما تكون فيها ..
اخذت تبتسم مرام بشده وفرح وقلبها يتراقص من شده التأثر فقال لها بتضحكي ليه !
مرام اصل انا مش فارق معايا من اللي حصل ده كله غير اني رجعت شفتك تاني
عبدالله بضحك بتثبتيني انتي بالكلام ده هاه !
مرام بحب طول عمري بعرف اثبتك علي فكره
ضغط عبدالله علي يديها في حب وتأثر وحنا قائلا موافقه ترجعيلي تاني يا مرام ! .. وانا واوعدك اني هخليكي اسعد واحده في الدنيا ومش هزعلك تاني ابدا ولا هبعدك عني ولو لحظه واحده بعد كده !
ترقرقت الدموع في عينيها وشهقت مره واحده وهي قائله قلبي واجعني قوي يا عبدالله ومش قادره صدق كلامك ده
ربت علي رأسها في حنان ليه بس يا حبيبتي
همست مرام في دموع كل مره تقرب مني يحصل حاجه وتاخدك .. مبنلحقش نتقابل في طريق الا والقدر يبعدنا .. حاسه اني مش مكتوبلي افرح يا عبدالله
قبل رأسها بحب قائلا مټخافيش يا حبيبه قلبي .. طول ما انا جنبك مش هسمح لحاجه تفرقنا تاني ابدا دا انا ما صدقت لقيتك يا ميمه ..
ثم تغيرت نبرته الي المزاح قائلا وبعدين متهربيش يا حلوه مني وقوليلي .. موافقه ترجعي مراتي تاني ولا لا !
خفق قلبها بقوه ولكنها تصنعت الڠضب ولوت شفتها السفليه قائله موافقه بس لما تصلح غلطتك اللي عملتها معايا في القصر الاول
ابتسم عبدالله لها بعشق قائلا بس كده ! .. وانا تحت امر معاليكي يا فندم ! ده أنا ھموت واصلح غلطتي دي.. لحظه واحده
نهض عبدالله باتجاه باب الغرفه واوصده من الداخل فقالت مرام في ضحك
بتعمل ايه يا مچنون !
عبدالله وانا مين جنني غيرك يعني
جلس عبدالله بجوارها ونظر الي عينيها مبتسما في حب انا قررت انام معاكي في الاوضه هنا عشان اعرف احرسك كويس
كاد ان يسمع دقات قلبها المتلهفه لكل ذره به فاخفضت وجهها في خجل قائله عبده احنا في المستشفي
عبدالله قائلا في همس لا ما انا بس هصبر نفسي دلوقت والليله الكبيره لما نرجع بيتنا
ثم تذكر امر اخر قائلا في خبث بس بشرط ..
نظرت اليه في تساؤل واستفهام بيننما اكمل هو تقوليلي فين الفستان الوردي اللي كنتي لابساه يوم افتتاح الصرح
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 21
من اجمل ما قيل عن الاشتياق.. ساكن القلب كيف العقل ينساه اما البقيه فهي محاولات يائسه لننسي..
كانت تجلس بغرفتها
داخل ذلك القصر الريفي الذي يعد من اجمل البيوت بتلك المحافظه بل لم يضاهيه بيتا اخر في جماله وفخامته .. فتحت عيناها حين شعرت بحركته تجاهها و
بلهفه وشوق وضعف شديد قائله عبدالله .. انت جيت امته يا حبيبي وحشتني قوي انت كمان .. تعالي .. تعالي في تيته يا عبده
مال عليها الطفل في حنو وبرائه واخذ يضمها بحب وحنان فنطقت وهي تسأله بضعف ولهفه ماما رشا فين ! ..
عبدالله الصغير ماما هتيجي مع بابا كمان شويه .. انا سبتهم وجيت عشان اشوفك وانام معاكي النهارده ... تيته ! .. هو انتي هتفضلي تعبانه كده مش هتروحي عند دكتور بقه وتكشفي
نظرت له پانكسار وضعف وكانها تحدثه .. ما ادراك يا صغيري ان دوائي لا يمكن ايجاده عند الطبيب .. فدوائي هو رؤيه فلذه كبدي الذي طالما احببته اكثر من اي شئ .. وانا ايضا الذي اضعته من بين يدي ولم اقدم له ما يستحقه .. ذهبت بخاطره الي الچحيم وام اكن بجانبه في الوقت الذي كان يحتاجني بشده فيه .. ظننت به السوء وحرمته من حناني وعطفي وكانه لم يكن ولدي يوما ما .. فرقت بينه وبين الوحيده التي عشقها من بين نساء العالم اجمع بدلا من ان أجعلها عروسا له ... شردت زوجته وطردتها من منزلها وكأنها ارتكبت جرما فادحا وهي ليست سوي فتاه اسعدت ولدي واحبته وقدمت له كل ما بيديها .. متي اصبحت بكل هذا الجحود لأظن به السوء .. الست انا من ربيته علي الخصال الحميده ! .. اكنت بحاجه الي اسمع دليل برائته بأذني حتي اصدق انه برئ من ډمها !..
اخذت تتذكر ما حدث منذ اسبوع..
دلفت غاده الي حجره الحاجه هدي الزين وبيدها طفلتها رحاب التي لم تتخطي الاربع سنوات بعد ان سائت حالتها الصحيه ..
خالتي هدي !.. ازيك عامله دلوقت !
قالتها غاده وهي تتجه لتجلس بجوارها وتقبل يدها في قلق ..رددت الحاجه هدي بضعف نحمدوه يا بنتي علي كل حال .. انتي اللي عامله ايه يا غاده وليه مش بتيجي تشوفيني علي طول وتخليني املي عيني من رحاب بنتك .. دا انتي من ريحه الحبايب يا بنتي
امسكت غاده برحاب ابنتها وهي توجهها اليها قائله معلش يا خالتي والله لما عرفت انك تعبانه جيتلك جري انتي عارفه اني متجوزه في بلد تانيه وصعب عليا اني اروح واجي كل شويه .. بس حقك عليا خلاص انا هاجي علي طول اشوفك .. يلا يا رحوبه سلمي علي تيته وبوسي ايدها
اتجهت الفتاه تقبل يد جدتها الحاجه هدي بقوه ولهفه وهي تقول بدموع حاسه اني خلاص يا غاده .. وقتي جه ودي اخر ايامي .. هروح خلاص للحبايب اللي فارقوني .. بس مش عارفه .. مش عارفه هواجه الحاج عطيه ازاي لما يسألني علي بنته ! .. هقوله ايه ! .. اني مقدرتش احافظ عليها وسبتها لأبني اللي ضيعها !
كانت الكلمات تزعج غاده بشكل مبالغ به حتي لاحظت الحاجه هدي تأففها وهي تكشر وجهها في ضيق فقالت غاده انا لحد دلوقت يا خالتي مش عارفه ازاي لسه
مصممه ان عبدالله اللي قتل رحاب ! .. بقه عبدالله الجدع الشهم المحترم اللي كانت الف بنت وبنت بتيجي تترمي عليكي عشان تجوزيهاله وانتي تقولي انه مش هياخد غير زينه البنات بحالها ومش اي واحده وخلاص ! .. عبدالله العاقل اللي عمره ما عمل حاجه غلط وكان دايما بييجي يبوس رجليكي عشان ترضي لما يكون حد مزعلك من خواته .. كان هو اللي بييجي يصالحك ويترمي في لحد ما ترضي !.. عبدالله اللي كان بيشتغل ليل مع نهار في كل حاجه عشانه يوفر لكم اللقمه ويراضي ده ويصالح ده ويطبطب علي ده ! .. اللي شال حمل البيت كله وهو في لسه في الكليه ومع ذلك كان بيطلع الاول ويشرفكم .. دا انتي كنتي بتتباهي بيه في كل حته وتشاوري عليه وتقولي ده عبدالله ابني ! .. شالكم من الفقر ووصلكم وخلاكم اغني ناس في البلد ونساكم الايام اللي مكنتوش بتلاقو فيها اللقمه الحاف .. يستاهل منك كل ده ! .. عبدالله يا خالتي ! .. دا انا مشفتش علاقه ام بأبنها زيك انتي وعبدالله وكنت بغير منكم عشان امي مبتحبنيش كده !.. امته كنتي قاسيه كده يا خالتي عشان تقسي علي عبدالله ! .. عبدالله اخر واحد يستاهل منك كل ده ..
بكت الحاجه هدي وهي تتذكر كل موقف كلمه فرحه حزن لحظه مرت عليهما سويا .. شعرت بالاشتياق الشديد له ودموعها تنساب قائله اقولك ايه يا بنتي .. اكدب عليكي لو قلت لك اني مش نفسي اخده في تاني .. اكدب لو قلت لك انه موحشنيش.. دا كان حته من قلبي ..
مش عايزه اموت من غير ما اضمه لقلبي تاني .. بس مش قادره اصدق انه عمل كده في بنت عمه .. الوصيه اللي عمه أمنه عليها ..
كانت غاده تحاول استعطافها وتليين قلبها علي ولدها دون اخبارها الحقيقه .. لا تريد اخبارها بحقيقه صديقتها التي طالما حملت سرها واحتفظت به طوال تلك السنوات كي لا تجعلهم يكرهونها .. بكل الاحوال هي ماټت ولا تريد سوا الدعاء لها بالرحمه والمغفره .. ولكن في تلك اللحظه شعرت ان عليها اخبارها هذا السر لن تسامح نفسها ابدا ان اتت ساعه مۏتها وهي لم تجمع بين الابن وامه وبالتحديد حين تمتلك الحقيقه الكامله .. بلعت ريقها في توتر وقد عزمت امرها وقررت فتح تلك الچروح التي غطي عليها الزمن لسنوات .. خالتي .. انتي ظالمه عبدالله اوي .. انا مش عارفه ابدأ منين ولا اقولك ايه بس انا الوحيده اللي عارفه ومتأكده ان عبدالله مظلوم .. وان .. ان رحاب هي اللي أذنبت في حقكم وحق عبدالله وحق نفسها
نظرت لها الحاجه هدي بتعجب وهي تجفف دموعها بوهن قائله انتي بتقولي ايه يا بنتي ! .. يعني ايه فهميني
امسكت غاده بيدها قائله في هدوء هقولك يا خالتي عشان اريح ضميري ..
بينما كان يجلس ادهم بردهه القصر بعد ان قدمت له الخادمه فنجانا من القهوه وجد هاتفه يهتز فاخرجه ليجد المتصل اسلام فأجابه ..
ايوه يا اسلام..
مساء الخير يا ادهم باشا .. انا بس يعني .. كنت ببلغ حضرتك .. اني .. اني رايح اتقدم لأيمان النهارده وكنت ..
انا عااارف يا اسلام اني قلت لك هاجي معاك .. لكن انت شايف الضغط اللي عليا قد ايه في الشغل .. اتوكل انت علي الله وانا لو لزم الامر هتدخل..
اها .. تمام يا باشا ..
ما ان انهي اتصاله حتي وجد عبدالله يدلف اليه قائلا بترحيب ولوم اهلا باللي تاعبني !
احتضنه ادهم بقوه قائلا انا برضه ! .. الله يسامحك
ااااااه يا حرقه قلبي .. بقي كل ده حصل وانا معرفش ! .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم فيا وفي كل اللي ظلمك يا ابني...
قالت تلك الكلمات الحاجه هدي وهي تشرع في البكاء بمراره شديده بعد ان قصت عليها غاده كل
ما تعرفه عن رحاب وكيف ورطت نفسها مع خالد وحملت بطفله وايضا كيف تصرف معها عبدالله ولم يخبر احدا بذلك كي لا يرغمكم علي كرهها حتي ولو حكم عليه مائه سنه سجن .. وقصت عليها كيف قټلت في النهايه لانها الوحيده التي حضرت جلسه المحكمه واستمعت الي القضيه من بدايتها بعد ما منعت الحاجه هدي اهل
متابعة القراءة