رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز

 

يا عميأنا هروح المركز النهاردة مع أمي علشان أكشف عند الدكتورةأصلي تعبانة شوية

رمقها بحدة لينطق بكلمات لازعة 

ما أنت زي القرد أهو وصحتك تهد جبال

والله تعبانة يا عمي...قالتها بوجه حزين كي تبتز تعاطفهم لتسترسل بإيضاح

رايحة لدكتورة النسا والتوليد

رفع نصر بصره يتطلع عليها ليسألها بلهفة 

إنت حامل

ابتسمت بخيبة أمل لتحول بصرها إلى زوجها الجالس بجانب والدته بوجه عابس يقلب بصحنه ويتناول منه القليل بدون شهية لترد متهكمة 

وده هيحصل إزاي يا حسرة وإبنك سايبني وطافش برة البيت طول الوقتواليلة اللي ربنا بيهديه وينامها في البيت بينامها لوحده في شقة بنت غانم

هتفت إجلال بشراسة وهي ترمقها باستنكار وازدراء 

إتحشمي يا بت وإنت بتتكلمي قدام الرجالة ولا أمك معلمتكيش يعني إيه خشى

قاطعها نصر بحدة ليقول بنبرة غاضبة 

بدل ما تقولي لها اتحشمي فهمي إبنك إن اللي بيعمله ده حرام 

والله الحړام هو إن بنت ال.... دي... نطقها عمرو وسبها بأبيها ليسترسل وهو يرمقها باشمئزاز ونفور 

تفضل قاعدة في بيتي وعلى ذمتي لحد الوقت أنا مش فاهم أنت ليه مصر إني مطلقهاش واحدة مش طايق حتى ابص في وشهابأي عقل تفضل على ذمتي لا وكمان بتطلب مني أعاملها كزوجة واديها حقوقها 

هب واقفا واستطرد وهو يوجه

لومه لأبيه

ولعلمك بقىلولا إصرارك ده كان زمان مراتي وإبني في حضڼي من زمان

صاح بكامل صوته وهو يشير عليها باشمئزاز 

إيثار رفضت ترجع لي علشان مطلقتش الحرباية دي

صاح نصر باستنكار ونظرات كالصقر 

علي صوتك كمان على أبوك يا عمرو بيه وإرمي عليا خيبتك وفشلك

واستطرد بنبرة ساخطة رامقا إياه بنظرات تملؤها خيبة الأمل

بنت منيرة طفشت من دناوة نفسك ومشيك العوج وبعدين مرات مين يا موكوس كل شوية تصرخ لنا زي العيال مراتي مراتي مراتك سابتك وراحت لوكيل النيابة يا بقف 

ختمتك على قفاك إنت واخواتها ونشنت على الراجل اللي هيعرف يقف للكل بمنصبه ومنصب أبوه

واستطرد بابتسامة ساخرة

والله برافوا عليها بنت غانم طلعت بنت أبوها بجد ونشنت والنشان صاب

احتدت ملامحه وامتلئت بالڠضب والقسۏة وما كان منه سوى الهرولة إلى الخارج كبركان ثائر كي لا ينفجر بوجه أبيه

احتدمت ملامح إجلال لترمق نصر بنظرات توعدية جعلته يبتلع لعابه رعباأما سمية فكانت تجلس بقلب سعيد لرؤيتها لفوران عمرو بتلك الطريقة بعد توبيخ أبيه لهتحدثت ياسمين زوجة طلعت كي تهدأ من حدة تلك الاجواء المحتدمة 

تعالي معايا النهاردة يا سمية إنت وخالتي ناصرةطلعت هيوديني للدكتورة اللي بتابع معاها

هتف نصر بنبرة غاضبة تنم عن مدى سخطه على حال أبنائه 

ربنا ينفخ في صورتك المرة دي وتجيبي لنا حتت واد بدل ماسورة البنات اللي فتحتيها علينا 

اجابه طلعت بنبرة واثقة 

بعون الله هيطلع واد المرة دي يا حاج 

ليسترسل بنبرة اظهرت كم حقده على الصغير لما يحظى به من حب واهتمام من والديه 

وهجيب لك يوسف بدل إبن عمرو اللي طار مع أمه

تحولت ملامح نصر لحادة ليدق بكفه بقوة فوق الطاولة مما أرعب الجميع لينطق بصرامة لا تقبل المناقشة 

البيت ده مفهوش غير يوسف واحد وقريب قوي هجيبه وينور بيت جده ويعيش فيه عيشة الملوك.

اړتعبت أوصال الجميع والتزم الجميع الصمت تحت حقد طلعت الدفين لذاك الصغير الذي لا ذنب له سوى برائته وطهارة قلبه.

داخل منزل غانم رحمة الله عليه 

نزلت منيرة من فوق الدرج بعدما أطعمت الطيور فوق السطوح لترى نسرين تعدل من وضعية كيسا كبيرا مليئا بحبوب القمح بينما تقف نوارة بالمطبخ تجلي الاوانيتطلعت عليها لتسألها مستفسرة لاعتقادها انه هدية من أحدهم 

مين اللي جايب لنا القمح ده يا نسرين 

عزيز هو اللي جابه ورجع تاني على الارض... نطقتها بلامبالاة لتسألها من جديد 

رجع يجيب باقي القمح يعني

ردت عليها ببرود 

لا يا مرات عميعزيز مجابش غير الشوال ده وباع الباقي كله

اتسعت عيناي منيرة لتصيح بها بحدة وعدم استيعاب 

باع خزين البيت! 

لتسترسل باعتراض حاد 

ومنه لنفسه كده من غير ما يقوليوهنقضي باقي السنة إزاي من غير خزين! 

ولا هتاكلوا طوب بدل العيش!

مالت بخصرها بطريقة خالية من الإحترام لوالدة زوجها لتقول ببرود 

وكنتي عوزاه يعمل إيه باعه علشان يصرف على العيال بعد ما بنتك راحت اتجوزت من وراكم ووطت راسكموقفلت باب الرزق اللي كان هيفتحه لنا الحاج نصر

هتفت منيرة بملامح وجه مشټعلة لتعدي تلك الحقېرة عليها بالحديث المقلل لكرامتها 

إوعي تجيبي سيرة بنتي على لسانك لاقطعهولك

بنبرة متهكمة تحدثت 

بدل ما تقطعي لي لساني روحي ربي بنتك وعلى فكرة عزيز مش هيدخل محصول الارض في البيت تانيعيالك الاتنين بيقبضوا وعلى قلبهم قد كده خليهم يشتروا قمح وذرة لأكلهم هما وعيالهم

نطقت كلماتها الحادة وصعدت الدرج وهي تقول 

إبقى إعملي الغدا إنت ونوارة ونضفوا البيت علشان انا مش قادرة النهاردة

اشتعلت عيناي منيرة لتهتف بقوة 

ماشي يا نسرين إن ما خليت عزيز يربيك على كلامك ده ما أبقاش أنا منيرة

إستدارت لتجيبها بابتسامة مستفزة أحرقت قلب الاخرى 

كلامي ده أوامر عزيز ليا يا مرات عميهو اللي قالي كده وقالي كمان اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل

نطقت كلماتها التي املاها عليها عزيز بعدما اتفقا سويا بأن يأخذ أموال محصول الارض لحاله مما شجع نسرين على فرض سيطرتها وهيمنتها هي الاخرى على المنزل وعلى منيرة بذاتها بما أنها أصبحت زوجة كبير المنزل الحاكم الأمر. 

أما نوارة فكانت تتوارى خلف حائط المطبخ تشاهد ما حدث بقلب مهموم وصمت كعادتها المسالمةفقد تجبر عزيز وزوجته بعد ۏفاة غانم وباتت نسرين تأمرها وتحملها جميع متطلبات المنزل لكنها لم تتوقع أن تتجبر على والدة زوجها هي الأخرى تنهدت بثقل وهي تهمس بين حالها بنبرة متوجسة 

ده ذنب المسكينة إيثار اللي كلنا شاركنا في ظلمها ولسة ياما هيحصل فينا بذنبها

فاقت من غفوتها وقد تخطت الساعة الحادية عشر ظهراتمطأت لتفرد ذراعيها بدلال ووجه ضاحك حين تذكرت وعد حبيبها لهانفضت الغطاء وتحركت إلى الحمام بنشاط وقامت بأخذ حماماخرجت بعد قليل مرتدية البورنسلتتحرك صوب خزانة ملابسها لتختار بعض الملابسانتقت كنزة من اللون الازرق وبنطال أبيض وحجابا من نفس اللون بعد كلام عزة اللائم لها عن عدم جواز ارتدائها للأسود المتوشحة به منذ ۏفاة والدها وأيضا إتباعا لأوامر ديننا الحنيف بعدم جواز إرتداء المرأة للزي الأسودالحداد ما فوق الثلاثة أيام استمعت لطرقات خفيفة على الباب لتدخل عزة التي توسعت عينيها وهي تردد بسعادة 

الشمس نورت يا ست البنات عين العقل إنك قلعتي الإسودالحزن في القلب وعمره ما كان باللبس أبدا

ابتسمت بسعادة لتتطلع بتمعن على تلك الباقة الرائعة من الزهور وعلبة الشيكولاتة المرصوصة بعناية ودقة داخل طبق كريستالي فخم ومغلف بورق السيلوفان الشفاف لتتذكر عزة وتقترب عليها قائلة بمزاح لطيف 

الباشا بيصبح

فؤاد هو اللي باعتهم... قالتها بسعادة وهي تتناول باقة الزهور وتميل عليها ټشتم رائحتها العطرة لتجيبها الاخرى بمشاكسة 

العاشق الولهان بيصالحك بورد وشيكولاتة زي بتوع الافلامالحارس قالي إنهم مبعوتين لمدام فؤاد باشا

شعرت بسعادة الدنيا تغمرها من حبيبها الذي لا يترك مناسبة إلا ويثبت بها أنها إمرأته التي تخصهوضعت الباقة فوق الفراش واقتربت على عزة لتزيل ورق السيلوفان وتخرج إحدى حباة الشيكولاتة وتزيل غلافها لتتناولهاأغمضت عينيها تتذوقها بتلذذ واستمتاعفقد كانت من النوع السادة المحبب لديهاذابت بنعومتها بفمها ومازالت مغمضة العينين مبتسمة تحت سعادة عزة لتفتح عينيها عندما استمعت لصوت رنين الهاتفامسكت هاتفها لتجده فارسها المغوار حيث نطق بنبرة حنون بعد انسحاب عزة للخارج 

الشيكولاتة عجبتك! 

طعمها حلو قوي تسلم إيدك...نطقتها بسعادة ليسترسل بذات مغزى ووقاحة 

ولسه هيبقى أحلا لما أكلها لك بنفسي

ابتسمت وتنهدت براحة ليسترسل بنبرة جادة 

إيثار ممكن اللي حصل إمبارح ده ما يتكررش تاني

واستطرد مرتابا 

إنت ليه مش مقدرة حجم الخطړ اللي إنت فيه أنا كنت ھموت من ړعبي عليك إمبارح مقدرتش أنام طول الليل كل ما أتخيل إن لا قدر الله كان ممكن يحصل لك حاجة وأنا مش جنبك

بنبرة أشبه بالهمس نطقت بكلمات أذابت بها قلبه 

أنا أسفة يا فؤادأوعدك اللي حصل إمبارح مش هيتكرر تاني

تنهد لينطق من جديد 

وموضوع خروجك من البيت ورجوعك لشقتك القديمة ده تنسيه وتشليه من دماغك نهائيحتى لو زعلنا مع بعضإنت خلاص بقيتي مراتي يعني ده بيتك اللي مش هتخرجي منه غير بعد عمر طويل 

حاضر...كلمة أثارته بها لتسترسل مستوضحة 

طب أنا كنت عاوزة أسألك على موضوع رجوعي للشركة هرجع امتى أنا كده إتأخرت قوي وتقلت على الباشمهندس

 

أيمن

أخذ نفسا عميقا ليجيبها بغموض 

خلي كل حاجة لوقتهانتكلم في الموضوع ده بعدين

ما أنا عاوزة أعرف.... قاطعها بنبرة متوسلة

لينطق بقلبه قبل لسانه 

حبيبيخلينا مبسوطين النهاردة ومنفكرش في أي حاجة غير في اللي هيحصل بينا وبس أنا عاوزك تبقى ليا بكل ما فيك النهاردة حتى عقلك

خجلت ليستمع هو لطرقات فوق باب مكتبه لينطق سريعا 

أنا مضطر أقفل علشان عندي تحقيق مهمخلي بالك من نفسك وحاولي تستجمي على ما أجي لك

حاضر...نطقتها برضوخ أنثوي أثار حواسه لينطق بنبرة تهيم عشقا 

بحبك يا إيثار... قالها بكل ما فيه من هيام ليغلق الهاتف ويتركها سارحة في ملكوت عشقه

بعد قليل هبطت إلى الاسفل لتجد فريال تجلس ببهو القصر تطعم صغيرها اتجهت إليها لتتحدث بوجه مبتسم مشرق في محاولة منها للتودد لها رغم تحفظ الاخرى بمعاملتها 

صباح الخير

تطلعت عليها بعينين متفحصة لتتعجب فقد كانت مختلفة كليا إبتداءا من تخليها عن الأسود مرورا بنور وجهها المشرق وابتسامتها الرائعة الدالة على راحتها النفسيةأجابتها بهدوء 

صباح النور

لتسترسل لخلق حديثا بينهما 

صاحية متأخرة النهاردة 

ابتسمت الاخرى لاهتمامها لتجيبها وهي تجلس بمقابل مقعدها كنوع من مجاراة الحديث 

منمتش كويس بالليل 

توقفت عن إطعام صغيرها لتنظر إليها بجبين مقطب وهي تسألها باهتمام ملفت للنظر 

ليه 

ضيقت الاخرى عينيها متعجبة من ذاك السؤال لتسترسل الاخرى سريعا لتعديل صيغة السؤال 

اقصد يعني إيه اللي ماخلاكيش تنامي كويس كنتي تعبانة ولا.. 

صمتت تحت استغراب إيثار من فضولها المثير للجدل ليقطع صمتهما دخول العاملة التي تحدثت قاصدة بحديثها إيثار

صباح الخير يا مدام إيثار سيادة المستشار وصاني أول ما حضرتك تصحي أجهز لك الفطار واطلعهولك برة في الجنينة

تمام يا.. صمتت لتسألها بابتسامة مشرقة 

هو أنت إسمك إيه 

إسمي انتصار يا هانم... نطقتها بوجه بشوش لتجيبها الاخرى بعدما وقفت استعدادا للتوجه للخارج 

أوك يا انتصار طلعي الفطار وانا خارجة حالا 

ثم حولت بصرها لتلك التي تستمع الحديث باشتعال بقلبها لتتحدث بوقار 

بعد إذنك

أومات بابتسامة مصطنعة لتتحرك الأخرى صوب الباب الخارجي لتستقر بعد قليل فوق مقعدا أمام حمام السباحة لتأتي العاملة بعد قليل حاملة صينية بين يديها لترص ما بها فوق الطاولة وتنسحب للداخل تاركة تلك التي بدأت بتناول الطعام بشهية مفتوحة ووجه ضاحك كلما تذكرت كلمات ذاك الذي غمرها بعشقه وأفرط في دلالها بطريقة راقيةانتهت من تناول الإفطار لتأتي العاملة وترفع الأواني وبعد قليل أتت عزة حاملة قدحا من القهوة لتنطق بحبور ودلال 

قهوة ست البنات 

ابتسمت بسعادة وبسطت يدها لتتناول قدح القهوة قائلة باستمتاع

ميرسي يا عزة

 

تم نسخ الرابط