رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد
المحتويات
وأنا صدقته كنت بثق فيه لدرجة أني مكنتش بفكر في نفسي وأنا معاه وبعد ما أتخرج جالي حالة ۏفاة وكان لازم أرجع للبلد تاني ومن بعدها وهو اختفى حاولت أوصله بكل الطرق معرفتش اتصالات ورسايل ولا كان ليها لأزمة والمصېبة لما اكتشفت بعدها أني حامل
شهقت براء بفزع فأكملت مريم
لما اهلي عرفوا كانوا وده كان هيحصل فعلا لولا أبن عمي هو اللي هربني من هناك ومكملتش الكلية بتاعتي بسبب الحمل وأبن عمي ده صاحب يامن وقتها كلمه وسفرني القاهرة وخلاني أشتغل في الشركة عنده لحد ما ولدت بنتي نور ومن ساعتها
قال خالد پصدمة
انا عندي بنت!! بس أنا متخلتش عنك يا مريم أنا جيتلك البلد وعزيت خالك التاني! ووقتها هو قالي أنك مخطوبة لابنه وهددني وأنا اللي حاولت أوصلك واتصلت بيكي كتير معرفتش وبقيت اروحلك الجامعة كل يوم على أمل أني أشوفك ده محصلش!
نظرت له مريم بتساؤل
يومها حصلت حالة ۏفاة تانية في البلد وطفل صغير اللي أتوفى
نظرت له مريم بدهشة وقالت
طب وخالي هيعمل كده ليه!
مش عارف بس أنا متخلتش عنك ربنا يعلم أني فضلت أدور عليك أنا عندي ٣٠ سنه ولحد دلوقتي متجوزتش كنت خاېف بعد ما أخد الخطوة دي ألاقيكي وفجأة براء ظهرت قدامي وحسيت أني اتشديت ليها وأنا عمري بيجري لكن أنا مش وحش يا مريم!
انت أزاي عرفت بالموضوع ده
مره مريم ورتني صورة ليك معاها أيام الجامعة ولما شوفتك يوم كتب الكتاب كنت حاسس أني شوفتك قبل كده بس مش عارف فين ولما ركزت افتكرت وروحت لمريم
خالد من مريم وقال
مريم أنا مش وحش وأنت عارفه أني مش وحش كل اللي حصل ده كان ڠصب عننا
نظرت له مريم بدموع وقالت
أنا آسف أنا عارف أنها مش هتعمل حاجه بس أرجوكي سامحيني ده كان ڠصب عني
ثم صمت للحظات وقال
أنا عايز أشوف بنتي
مسحت مريم دموعها وقالت
نور تحت في العربية
ثم نظرت إلى يامن فأومأ برأسه ونزل وبعد لحظات دخل الغرفة ومعه بنت صغيرة تشبه أبيها جدا تنظر حولها بتعجب وتساؤل كبير وعندما وقع بصرها على أمها ركضت نحوها سريعا وقالت
نظر لها خالد برهبه وعيون متسعة تلك هي بنته! نزلت مريم إلى قامتها وقالت
حبيبتي مټخافيش فاكره لما سألتيني عن بابا أمبارح
أيوه ماله
فاكره أنا قولتلك أيه
أيوه قولتي أنه مسافر عشان يجيبلي حاجه حلوة كتييير
بابا رجع دلوقتي يا روحي
نظرت لها نور پصدمة وقالت
أهو واقف قدامك
نظرت نور حولها بتعجب وقالت
هو فين ده عمو يامن وده
وتوقفت فجأة حين نظرت إلى خالد كان يطالعها پصدمة وعيون قد ترقرقت بها الدموع اتجهت إليه فنزل إلى قامتها وقالت وهي تتفحص وجهه
ده أنا طلعت شبهه فعلا زي ما قولتيلي يا ماما أكني خالد صغير
ثم الفتاة الصغيرة بحب واشتياق تنهد خالد بدموع بين يديه فقالت نور
أنت كنت فين كل السنين دي يا بابا عارف إني زعلانه منك أوي الشغل مش أهم مننا عشان تفضل معانا بس خلاص أنا مسامحاك بس أوعدني متبعدش عننا تاني
أنزلها خالد وأخذتها مريم بين يديها وقالت
لو مش عايز تعترف بينا أنا مش هجبرك على حاجه لكن أنا كده خلصت ضميري
مسح خالد دموعه وأبتسم بقلة حيلة ثم نظر إلى براء وقال
براء أنا آسف لو كنت وعدتك
بأي حاجه بس أنا مش هقدر أتخلى عن عيلتي اللي ظهرت من الفراغ ولا هقدر اظلمك معايا يامن بيحبك وكده كل واحد بقى مع نصيبه خلاص
نظرت له براء بدهشة وقالت
يعني إيه
يعني أنا مش هكمل في الجوازة دي ربنا بعتلي هديه من عنده نور بنتي ومريم هحاول اعوضهم حتى لو جزء صغير من اللي فات منهم ومني الدنيا فرقتنا مره بس مش هتفرقنا تاني
ثم أتجه إلى مريم يدها وقال
حقك عليا من أي حاجه شوفتيها أول حاجه أحنا هنتجوز على سنه الله ورسوله وبنتي تتكتب على أسمي بعدين نسافر البلد عندك
أنا معاكي ومش هسيبك حقك عليا
بكت مريم پقهرة وقالت
عارف أن نور فاتها السنه دي من المدرسة عشان مش عارفها اقدملها ورق أنا تعبت اوي يا خالد والله
مفيش تعب
تاني والله خلاص أنا معاكي
أتجه إليه يامن وقال
واضح أني كنت فاهمك غلط بس سوء التفاهم ده جه بفايدة على الأقل اتجمعت ببنتك الدنيا دي غريبة يا أخي
قالت براء
الدنيا مكنتش قاسېة علينا أحنا بس كانت قاسېة عليكم أنتم كمان أنا عمري ما ممكن أتخيل إحساس مريم وقت ما عرفت أنها حامل وهي لوحدها إنك تربي بنت لوحدك لمدة سبع سنين ده نفسه حاجه صعبه حتى خالد إحساسك إنك مش عارف توصلها صعب زي يامن اقدارنا كانت من غير رحمة معانا لكن في الأخر ربنا عوض صبر مريم خير وجمعها بخالد
قاطعها يامن وقال
وجمعني بيكي
تنهدت براء بضيق فقال
براء أرجوكي بقى خلاص كفاية كل البعد ده
قال خالد
أنا قولت اللي عندي وآسف جدا يا براء عن اذنكم
ثم أخذ مريم وابنته وخرج من البيت كانت مريم تنظر له بابتسامة فرحة وعيون متفائلة وشعرت براحة كبيرة جدا في قلبها وأخيرا عوضها الله عن كل حزنها وقسۏة الدنيا معها
قال يامن إلى براء
أعتقد مفيش عندك حجه تاني دلوقتي أنت مش مخطوبة
يامن أنت ليه مصمم تصعب كل حاجه عليا
أنفعل يامن قليلا ليقول
لا أنا مش بصعب حاجه عليك أنت اللي مصممة تبقي عنيدة يا براء!
مامتك والمجتمع يا يامن
صړخ بها يامن پغضب عارم
في داهية كل حاجه!! محدش منهم فادني لما قلبي اتكسر عليك!! محدش فيهم فادني وأنا إحساسي كل يوم بسبب اللي حصل بينا أنا مش فارق معايا حد غيرك!
تنهدت براء بضيق فقال
براء وافقي بس أرجوكي وأوعدك عمري ما هتخلي عنك والله
قالت براء بدموع
خاېفه خاېفه اتعشم تاني وتخذلني
يدها وقال
والله عمري عمري ما هعمل كده ثقي فيا المره دي بس أرجوكي
وفي تلك اللحظة دلف جمال وكان فاطمه وحنين وقال
المره دي أنت مش لوحدك يا بنتي أنا وماما وحنين معاكي أحنا عيلتك وهنفضل طول عمرنا جمبك ومش هنسمح أنه حد يقل منك تاني مش كده ولا إيه
قالت حنين
أيوه طبعا وافقي بقى يا براء عشان خاطري
صمتت براء للحظات ثم قال يامن
براء والله العظيم لو موافقتيش لهخرجك من هنا أرمي نفسي قدام أي عربية عشان أخلص بقى
قالت بسرعة
بعد الشړ!
أبتسم يامن فصمتت هي للحظات ثم قالت
يعني أنت عايز فرصة بس
أيوه واحدة بس
ولو خذلتني
ساعتها أنا اللي مش هوريلك وشي تاني
ماشي يا يامن أنا هديك فرصة
ضحك يامن بفرحة فقالت هي
بس سيبني فترة لحد ما أتقبل الوضع
خدي الوقت اللي أنت عايزاه
اتجهت اليها حنين بحب وكذلك فاطمة ثم انسحبوا جميعا وتركتهم وذهبت حنين إلى غرفتها وأخرجت هاتفها ثم أتصلت بشخصا ما قال يامن إلى براء بحب
طلعتي عيني معاكي لو كنت أعرف أن البنت الصغيرة اللي شوفتها من كام سنه دي هحبها وتطلع عيني كده
كنت هتعمل إيه يعني
أبتسم يامن وقال
كنت هحبها برضو
أبتسمت براء ثم قالت
طيب أحنا لو اتجوزنا كده هنعيش فين
القاهرة طبعا
نظرت له براء پصدمة ثم باعتراض
بس أنا مش هقدر أسافر وأسيب إسكندرية بعد كل السنين دي مش هقدر أسافر وأسيب بابا وماما أنا ما صدقت أني أحس أن ليا عيله كمان شغلي كله هنا والاتيلية مين هيمشيه من بعدي أنا مش هقدر أسافر وأسيب كل ده ورايا
ثم خرجت ونادت على جمال وفاطمة حتى يشاركوهم الحوار وقالت لهم أنها لم تقدر على فارقهم فقال جمال
متشيليش هم حاجه يا بنتي أهم حاجه سعادتك و بس
أنا سعادتي معاكم! مش هقدر أسيبكم
صمت
جمال وانتظر رد يامن حتى قال
و أنا اللي يهمني سعادتك برضو أكيد أنا مش هقدر ابعدك عن اهلك ولا عن كيانك وشغلك بالنسبة لعمي جمال وماما فاطمه أنتوا هتيجوا معايا القاهرة وأنا هشتري بيت كبير لينا وحنين ناخدلها شقة قريبة مننا و بالنسبة للاتيلية أنا هفتحلك فرع ليه هناك وكمان عشان تكون ملك قريبة من جدتها منقدرش نبعدها عنها كده
قالت براء
أنا معنديش مانع أنا كل اللي يهمني
أن أهلي يكونوا معايا
نظرت لها فاطمه وقالت
يا براء أحنا مش عايزين نبقي حمل عليك يا بنتي عيشي حياتك بقى أنت تعبتي كتير
أتجه إليها يامن وقال
عيب تقولي كده أنا كمان هبقى زي أبنك وأنا من أول ما دخلت البيت هنا وأنا حبيتكم وهيبقى من حظي أني أعيش معاكم كلنا هنبقي عيله واحده مع بعض على الحلوة و المره
صمتت فاطمه ونظرت إلي جمال فقالت براء
أرجوكم بلاش تسبوني و لو أنتوا مش هتوافقوا أنا مش هسافر واسيبكم
فكر جمال للحظات ثم قال
أحنا ممكن ناخد شقه جنبكم لكن مش عايزين نتقل عليكم والله
قالت براء بسرعه
ناخد دور كامل في عماره أحنا شقة و أنتوا جنبنا أيه رأيكم
قال يامن
أنا شايف انها فكره كويسه بس نسمع رأي عمي برضو
قال جمال بابتسامه
توكلنا علي الله
ضحك الأربعة ومر اليوم عليهم بسعادة وظل يامن طوال اليوم معهم و مر اليوم وسط ضحكات فاطمه ومرح جمال وخجل براء وسعادة يامن ومشاكسة حنين
وفي اليوم التالي قرر يامن أن يسافر إلى والدته حتى يخبرها أنه سوف يتزوج براء وأخيرا ترا ماذا سوف يكون رد فعلها
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل العشرون
في اليوم التالي
جهز يامن نفسه للسفر وقبل أن يتحرك هو وياسر اتجهوا إلى منزل براء حتى يودعها خرجت له براء ووقفت معه أمام سيارته وتحدث ياسر مع جمال قليلا نظرت براء إلى يامن پخوف وفهم هو نظراتها تلك وأبتسم لها ثم قال لها
أنت قلقانه ليه كده كلها يوم بالكتير لو كل حاجه بقت تمام هرجع ونكتب الكتاب
أبتسمت براء بحزن وقالت
أخر مره قولت الجملة دي غيبت فيها سبع سنين
ضحك يامن بحزن و أردف
متقلقيش من النهاردة مفيش فراق تاني أوعدك اني مش هغيب عليك وهكلمك علطول في الموبايل خليه معاكي عشان أطمن عليك
يامن هترجع صح
أبتسم يامن وقال
أوعدك إني خرجت يا براء أنا ما صدقت لقيتك خليكي واثقة فيا بس
ماشي خلي بالك من نفسك ولما توصل طمني عليك
أبتسم لها يامن ثم أستقل سيارته ومعه ياسر وأنطلق بها ظلت براء تنظر له للحظات حتى اختفي من أمامها أبتسمت ثم دخلت إلى بيتها واتجهت إلى حنين وقبل أن تدخل إليها سمعتها تقول
حاضر مش هتأخر بأذن الله
متابعة القراءة