بقلم سيهام العدل

موقع أيام نيوز


مرة أخرى وقال بنبرة مکسورة للأسف مش قادر على قد ماحبيتها على قد ما زعلت منها إنها سابتني وأنا ف أمس إحتياجي لها زعلان على فراقها وموجوع منها أنها مفكرتش فيا وفي ولادها وفي مصيرهم من بعدها حپستني في دوامة بتدور بيا من شوقي لها ومن ۏجعي منها على اللي عملته
لأول مرة تراه بهذا الضعف والانكسار لم تتحمل ذلك وانهالت دموعها مرة أخرى عليه وتمنت لو تنهض تأخذ وتخفف عنه كل ذلك العڈاب الذي يعيشه لم تتوقع أنه يعاني كل هذا فقد ظنت فقط أنه حزين على ۏفاة زوجته كأي زوج محب ولكنها اكتشفت أن همه بثقل الجبال فكيف يتحمل أن يرى زوجته وحبيبته شانقة نفسها وحرمت نفسها من الحياة للأبد مجرد التخيل نفض جسدها فكيف به وهو بالطبع يطارده ذلك المشهد كل يوم.

نهض وتركها وأغلق عليه غرفة مكتبه فنهضت هي الأخرى وأعدت له فنجانا من القهوة كما يحبها وذهبت إليه تطرق الباب ثم تفتحه ودخلت عليه وجدته يجلس شاردا مسلطا نظره على صورتها التي تملأ الحائط أمامه فانتبه لدخولها فأشاح بنظره عن الصورة وجاهد أيضا ألا ينظر لغصون فهو يشعر بالخجل فهو لأول مرة يتجرد من قوته ويظهر ضعفه أمام أحد هو لا يعلم ما الذي جعله يفتح قلبه ويحكي لها عما يؤلمه وهو الذي جاهدا أن يخفى كل ذلك للجميع ولكن الذي يعلمه أنه غير نادم على ذلك.
وضعت القهوة أمامه على المكتب وقالت بإبتسامة عملتلك فنجان قهوة أتمنى يعجبك
رد عليها وهو يلتقط أحد الكتب التي أمامه على المكتب وينظر فيه متحججا به متشكر يا غصون
وقفت لثواني وعندما لم يرفع بصره لها علمت أنه بحاجة للبقاء بمفرده فاستدارت تغادر الغرفة إلا أنه استوقفها قائلا غصون
التفتت له وردت بخفوت نعم 
مسح على شعره من فرط التوتر والإرهاق الذي يعاني منهما ثم قال مش محتاجة إني أقولك إن أي كلام بينا ميخرجش لحد
ردت بحماس لا مستحيل اطمن يادكتور ياسر كأنك كنت بتتكلم مع نفسك
زفر بقوة ثم قال قولتلك بلاش دكتور دي ياغصون
هزت رأسها وقالت حاضر 
استكمل قائلا مش عايز يزيد ويزن يكبروا ويعرفوا يوم إن أمهم اڼتحرت لأن وقت 
اقتربت مرة أخرى من مكتبه وقاطعته قائلة أنا مش هسمح إنهم في يوم يعرفوا حاجة تأذيهم أنا عايشة في الدنيا دي عشانهم مش عايزاك تشيل هم لهم كل اللي عايزاه إنك تكون كويس وبس
نظر لها بإعجاب كل لحظة تكبر في نظره كل كلمة وكل فعل تثبت له أنها ليس لها مثيل ابتسم لها وقال متشكر أوي ياغصون.. أنتي فعلا إنسانة جميلة 
مجرد كلمة منه بدلت حالها خجلت وارتبكت وشعرت بالحرج فأخفضت بصرها

ولم ترد.
تناول فنجان القهوة وارتشف منه وقال تسلم إيدك
رفعت بصرها لوجهه وردت بإبتسامة تسلم من كل شړ ثم نهضت قائلة عن إذنك لو احتجت حاجه انا موجودة 
ابتسم لها برضا فخرجت من الغرفة وسند هو رأسه على ظهر الكرسي وشرد في حاله يتعجب من نفسه وهو يشعر بكل ذلك الإرتياح في وجودها قلبه الذي ظل أشهر طويلة ېحترق أصبح يطمأن ويهدأ في قربها تلك الملاك الذي تعيش بقربه.
ثم اعتدل يرتشف بقية القهوة وبعدها نهض تمدد على الأريكة الجلدية الموجودة على مقربة من المكتب وظل يفكر لدقائق حتى غلبه النعاس الذي لم يزره ليلة أمس.
نام بقى عندنا حاجات كتير بكره قالتها يمنى ليوسف عبر مكالمة هاتفية استغرقت أكثر من نصف ساعة.
رد عليها بحب بصراحة مش عايز اقفل وأسيبك
ابتسمت بسعادة وقالت خلاص هانت وبعد كده مش هسيبك أبدا.. بس دلوقتي لازم تنام ومتنساش تاخد علاجك
استجاب لها وقال حاضر تصبحي على خير 
أجابته وأنت من أهل الخير ثم أنهت المكالمة.
فرك جبينه برفق فقد لازمه الصداع منذ الصباح ولم يستجيب لأي مسكن ثم نهض من فراشه حتى يأخذ دوائه ولكنه وجد زجاجة الماء فارغة فخرج من الغرفة متجها من المطبخ ولكنه عندما مر لمح طيف إمرأة عجوز تجلس في الصالة وبيدها المصحف تشبه أمه التي رآها في الصور أمعن النظر جيدا ولكنها اختفت دخل المطبخ وجلب الماء وهو في حيرة مما رأى ولكن عند عودته لم يذهب لغرفته بل اتجه إلى غرفة والدته وضع الماء بجوار فراشها واتجه دون إرادة يفتح خزانة ملابسها أدخل رأسه يستنشق رائحة ثيابها التي ما زالت عالقة فيها شيء بداخله تحرك وشعر بحنين مختلف وفجأة سمع صوت يأتي من بعيد يناديه يوسف متنساش تصلي قبل ما تنزل فأيقن أنه صوت أمه الټفت لم يجدها جلس على طرف الفراش يفرك رأسه فهناك عواصف بها غير قادر على التحمل استلقي على فراشها ووضع وسادة صغيرة على رأسه لعلها تهدأ واستسلم للحظات غفا فيها ولكنه رأي نفسه يسير في غابة واسعة يبكي كطفل صغير خائڤا ينادي ماما بابا ولكن لا إجابة.. ظل يمشي نفسه بيديه ويبحث عنهما بين الأشجار وبعد مسافة وجد منزلا صغيرا على بعد أمتار منه اقترب منه على أمل أن يجدهما فيه وبالفعل فتحه ووقف على بابه وجده صغيرا لا يسع سوي شخصين وأمه جالسة وأبيه نائم مستلقي على رجليها فابتسم لها وناداها أمي الحمد لله إني لقيتك وبابا نايم ليه كده
رفعت يدها تستوقفه ألا يدخل وابتسمت له قائلة حمد الله على سلامتك يا يوسف أبوك نايم كده من سنين وأنا جيت له ومبسوطة معاه هنا ارجع انت يابني وشوف حياتك
تعجب يوسف ورد عليها همشي إزاي يا أمي وأسيبك مينفعش أعيش في الدنيا بره من غيرك 
ابتسمت وقالت لا.. ينفع ياحبيبي بس خلي بالك من نفسك وخلي رضا الله هو أهم شيء في حياتك وارجع بقى عشان عايزة أنام وارتاح وفجأة أغلق الباب في وجهه وحجبت عنه أمه ظل ينادي أمي أمي 
وفجأة استيقظ وهو ينادي أمي .. ثم نهض وجلس على الفراش وهو يتصبب عرقا وينهج بشدة وكأنه كان في سباق للجري ظل يبحث عنها في الغرفة ثم خرج للصالة وظل يبحث وهو ينادي أمي .. ثم جلس على منضدة الطعام التي كانت تشاركه عليها طعامهما ثم سقطت الدموع من عينيه وهو له بسعادة أن يتقبل الله منه ولم ينتبه لتلك الشاحنة التي اقتربت من السيارة وآخر كلمة رنت في أذنه حاسب يا يوسف
انهالت دموعه وهو يتذكر ما حدث بعد أن أفاق في المستشفي ووجد يمني وأخبرته پوفاة أمه ظل يبكي بحړقة ويقول آآآاااااااااااااااه ياأمي يا ۏجع قلبي من بعدك ياريتني ما كنت افتكرت حاجة
يدق جرس الباب فتتجه ناهد بتذمر تفتح الباب فتحته فوجدت أمامها فتاة جميلة بملابس متحررة تقف بخيلاء وتسألها ده منزل الآنسة سدن
فحصتها ناهد بنظراتها وردت عليها أيوة مين حضرتك 
ردت عليها الفتاة أنا تغريد بينا معرفة قديمة 
نظرت لها ناهد بتعجب وقالت طب اتفضلي وانا هعرفها
ادخلتها غرفة الضيوف وظلت تغريد تتأمل المكان حولها لعدة دقائق حتى دخلت عليها سدن تنظر لها بحيرة وتقول أهلا وسهلا
رسمت تغريد إبتسامة على ثغرها وقالت إزيك يا سدن
جلست سدن تنظر لها بتمعن تتذكر أين رأتها من قبل فسألتها إحنا اتقابلنا قبل كده صح
ردت عليها أيوة فعلا اتقابلنا وبتربطنا أكتر من علاقة
ردت عليها بتساؤل مش فاهمة
اعتدلت تغريد وقالت أنا تغريد اللي كنتي رسمتي صورة لبنتها واتقابلنا في الكافيه
تذكرتها سدن وقالت أيوة..أيوة افتكرتك.. بس

عرفتي عنواني منين 
ردت عليها تغريد ده اللي أنا جيالك عشانه 
شعرت سدن بالقلق من نبرتها وقالت ياريت توضحي أكتر 
تنهدت تغريد وقالت أنا ابقى أخت تميم 
ضيقت سدن عينيها بتعجب ويدور في رأسها أفكار متضاربة فسألتها بحدة أظن بقى إن مقابلتنا قبل كده مش صدفة 
ردت تغريد بثقة لا مش صدفة.. أنا حاولت اوصلك بعد ما حكالي تميم عن مدى تعلقه بكي.. وهو طلب مني إني اتعرف عليكي 
ردت عليها سدن وأنتي جاية ليه دلوقتى
نظرت لها تغريد بجمود وقالت جاي اطلب منك نصلح العلاقة تاني أخويا بيحبك لدرجة الجنون واحنا مستعدين نتغاضي عن أي شيء مقابل سعادته 
ردت عليها سدن بإستهزاء تتغاضوا!!.. لا أنتوا مش مجبرين تتغاضوا عن حاجة لأن فكرة الجواز من أخوكي مرفوضة 
حاولت تغريد التحكم في إنفعالها وعدم إظهاره فردت عليها محاولة رسم الهدوء شوفي يا سدن أخويا اختارك وهو حر في اختياره أنا مبقولش انك ناقصك شيء بالعكس أنتي بنت جميلة وملامحك جذابة وكمان أخلاقك عالية زي ما عرفت ممكن تكون أنانية مني أنا وأمي إننا عايزين لأخويا الوحيد أحسن واحدة في الدنيا بس صدقيني لو كان عندك أخ بيحبك وتحبيه كنتي حسيتي إحساسي ورغم كده إحنا مش معترضين عليكي وزي ما قولتلك أهم حاجة سعادة تميم وسعادة تميم متعلقة بكي 
شعرت سدن بالحيرة فلم ترد عليها هي الأخرى تعلم أن سعادتها لن تكون سوى معه ولكن شهور أنها غير مرغوبة من عائلته شعور مؤذي لها نفسيا وإن تحملته اليوم وغدا ماذا ستفعل بعد ذلك مع أمه ومع أخته المتكبرة التي تجلس أمامها .
أخرجتها من أفكارها تغريد التي قرأت أفكارها واستغلت سكرتها وقالت صدقيني يا سدن أنتي كمان بتحبي تميم وعايزاه يبقى ليه تبعدي وتوجعوا قلوبكم وأنا بوعدك إن محدش هيتدخل في حياتكم احنا مش عايزين غير سعادة أخويا
رفعت سدن وجهها تواجه عين تغريد بقوة وتقول موافقة بس عندي شروط
لأول مرة في حياته يكون بهذه الحالة رأسه تؤلمه من ذكرى تلك الأحداث التي عاشها في الصباح مع سدرة سدرة التي دهست كرامته ورجولته وفي نفس الوقت قربها يضعفه وعيناها تأسره يلوم نفسه كيف استسلم لها وضعف معها لقد أوشك على وهي الأخرى إستطاعت بمكرها أن تضعفه وتخدعه ظن أن تلك الدموع ماهي إلا دموع مزيفة كان تستعطفه بها وتضعف قلبه تجاهها حتى استسلم لمكرها الأنثوي فإن كان قد فعلها كان سيظل يتعذب بتلك الحاډثة مدى الحياة فالحل الأمثل هو إبتعادها يكفيه ماعاشه معها من عڈاب وألم وچرح شرخ قلبه سيظل يعاني منه مدى الحياة.
أعاد ولدي أخيه إلى أبيهما وعاد مقررا عدم العودة إلى المنزل حتى المساء حتى تكون قد غادرت إلى الأبد فأصبح غير قادر على التعايش معها ولا مواجهتها.
ذهب إلى المطعم بوجه عابس فقابله صديقه على متسائلا بتعجب إيه يا آسر أنت مش قولت إنك مش جاي النهاردة
رد عليه آسر بإرهاق أنا غيرت رأيي لو عايز أنت تروح ترتاح ممكن تروح
قال له على لا مش هينفع النهاردة أنا عامل عروضات تحفة حتى خد شوف
وبالفعل أعطاه هاتفه ليري فابتسم له آسر بمجاملة وقال جميل جدا 
رد عليه على تمام.. أنا بعتلك كل
 

تم نسخ الرابط