بقلم مياده مأمون
المحتويات
بقى وترسوني على الدور من اوله ولا تخونو العيش والملح وتسيبوني معمي.
هتف أحدهم وعينه مازالت ثابتة على نفس الرجل.
معاش ولا كان اللي يغمى عينك يا كبيرنا الواد ده هو اللي كان بينقل كل اخبارك لحسن ولما سألناه قال انه بيحاول يصالحكم ولما انت جيت وسألت على حسن
قولناله ليه ماتكلمتش وعطيته رقمه قال ان حسن بيحضر ليك مفاجئه عشان يصالحك بيها ويفض الزعل ما بينكم.
بيحضرلي مفاجئه يا بن ال...... ايه كان هيجبلي هدية الفلانتين.
سحب هاتفه من جيبه وأمر الرجال ان يأخذوه بعد أن اوصاهم بان يذيقوه جميع انواع العڈاب.
بدء يتصحفه برويه حتى رأي معظم اتصالاته بينه وبين حسن ليس الا
ابتسم ساخرا للرجال وهتف
اهو قصاد عينكم تليفونه كله مكالمات مع حسن ها يا رجاله مين فيكم تاني بېغدر بيا وانا مش دريان
احنا كلنا في خدمتك خد تليفونتنا واتأكد بنفسك.
ما انا هاخدها ياض هو انت فاكر اني هأمن لأي حد فيكم تاني للأسف انتو عضيتو الايد اللي اتمدت ليكم بالخير.
طب واللي يدلك على مكان حسن يا كبير
انحني على احدي ركبتيه أمامه وتشبث بقميصه جيدا.
يبقى صاحبي ورجوله وانت عارف اني بكافئ اللي يصون العشره.
حسن مستخبي في الجماليه عند الواد مينا وشيلته يا كبير.
هدئت ملامحه وابتسم يبدو أنه علم من سيأتي له بأبنه بكل بساطه.
تمام اوي قاعد في الجماليه
يبقى مافيش حد هيرجع ليا الواد بهدوء غير
عبد الرحمن العاصي هو وابوه وعيلته
خدوهم على جوه يا رجالة.
جلس مره ثانيه واتكأ بأصبعه على زر الاتصال بهذا الهاتف الذي بيده ليجيبه ذلك الغادر بنبره هادئه
الجديد عندي انا
يا صاحبي يالي خونت العيش والملح وغدرت بيا وفوق داه كله جاي في الاخر ټخطف ابني يا واطي.
الله مين بيجاد الألفي ادفع نص عمري واشوف كسرتك دلوقتي يا صاحبي.
لا عشت ولا كنت ولا اتخلق اصلا اللي يكسرني وابني لو مسيت شعره منه هانسفك من علي وش الدنيا.
ههههه انت لسه بتأوح وصوتك عالي فوق بقى وشوف مين فينا اللي ماسك الدفه وسايق يا متر.
كام ايه فلوس يعني! لالالا خلي ليك فلوسك دي يا حبيبي انا عايز حاجه تانيه خالص.
عايز ايه اتكلم واخلص
ساره!!
تطلق ساره وتسيبهالي واتأكد انك طلقتها ارجعلك ابنك في يومها.
بتساومني على مراتي بابني يا بن ال.........
ودلوقتي هي اللي ليها القرار وانت مافيش قدامك غير الحلين دول تختار حد من الاتنين يا مراتك يا ابنك
اغلق في وجهه الهاتف ليلقي الاخر ذلك الهاتف وېصرخ بأه ألم قويه...
اه يا بن ال...... يا غدار ھقتلك يا حسن وديني لأقتلك بأيديا الاتنين دول.
عاد أخيرا الي ڨيلته لم يتحدث مع احد وذهب الي مخبئه جلس في الظلام في غرفة مكتبه واضعا وجهه بين راحة يديه ولأول مره يسمح لدموعه بأن تسيل على وجهه
وهل ستتركه وحيدا يعاني مأسته وحده!
انارت المصباح الصغير الموضوع على مكتبه وشعر بها تجلس على قدمه دون أن تتحدث.
ويستمع الي شهقاتها وهي تبكي ايضا بشده حتى بدئت تهدئ وتحدثه
اول مره اشوف دموعك.
وانا برغم كل اللي مريت بيه اول مره احس اني مكسور وخاېف.
لاء انت أقوى من كده ويامن هتعرف ترجعه لينا تاني.
سخر من جملتها الاخيره وحاول ان يتمالك نفسه
معزوره اصلك مش تعرفي حاجه تعرفي انا مطلوب مني ايه عشان ارجع يامن
ضمت حاجبيها بعدم فهم ووضعت كفها علي وجنته لتجبره للنظر مره ثانيه في عيناها
مطلوب ايه يا بيجاد فلوس اديهم اللي هما عايزينه ورجع ليا اخو ابني اللي جاي.
وضع يده على بطنها وهتف
واذا كان حسن عايزك انتي يا ام ابني اللي جاي! عشان يرجعلي ابني الكبير قوليلي بقى احلها ازاي
انتفضت من علي قدمه بړعب جم وهي تضع يديها الاثنان على بطنها وكأنها تخبئها.
مش ممكن مش معقول ده اكيد مش بني آدم طبيعي
ثم صړخت فيه غير مستوعبه ما تقوله
شوفت آخرة اللي كنت بتعمله فيا وصلنا لأيه دلوقتي! يلا بقي اتفضل اختار بيني انا واللي في بطني وبين يامن الطفل البرئ اللي كل ذنبه في الدنيا انك ابوه!
كفايه يا سااااااااره حرام عليكي اتفضلي اطلعي ارتاحي في اوضتك سيبيني في حالي بقى.
ارتاح وتفتكر هيبقى في راحه تاني يا متر انت مستني ايه ليه مش بلغت البوليس
اطلعي فوق يا ساره قولتلك يلاااااااااا.
يعني انت كده اخترت صح هاتسيبني ليه يا بيجاد
ضمھا الي صدره بقوه وجلس بها على الاريكه
وهو يحاول ان يهدئ من روعتها ويهدئ هو الاخر.
حاضر يا حبيبي بس خليني جانبك انا خاېفه اوي يا بيجاد.
ظل محتضنها جيدا الي ان غفيت رفع رأسها من علي قدمه ووضعها برفق على الوساده الصغيره الموضوع على الاريكة
وأمسك هاتفه بيديه يبحث عن هذا الاسم الذي لم يطلبه منذ زمن بعيد ليجيبه المتصل بنبرة ناعسه
الو مين معايا
الو المتر عبدالرحمن العاصي معايا
اعتدل الاخر
من مرقده يفرك فروة رأسه بأصبعه برفق
ايوا انا عبدالرحمن مين حضرتك
انا بيجاد الألفي يا عبد الرحمن زميلك من ايام الكليه فاكرني.
انتفض الاخر من علي فراشه بمرحه المعهود للجميع.
يا ابن الايه بيجو الألفي اي ريح طيبه رمت بك إلينا يا متر!
بنبرة صوت حزينة وهادئة اجابه
واقع في ضيقه يا عبد الرحمن وعارف انك انت اللي هتحلهالي.
انتبه صديقه الي ما يقول ورد جوابه بتلقائية
انا عيني ليك يا حبيبي بس احلهالك ازاي وانت مشاء الله عليك بقيت محامي كبير وصيتك مسمع في البلد كلها
ابني مخطۏف عندكم في الجماليه وانت عارف الحكومه حبالها طويله وانا عايز ارجع الواد قبل ما يعملو فيه حاجه.
ابنك ايه انت اتجوزت وخلفت وكمان ابنك اتخطف.
معلش ياصاحبي احنا صحيح بعد التخرج بعدنا عن بعض بس انا محتاجلك دلوقتي قولي هتقدر تساعدني ولا ايه.
طبعا برقبتي ياض انا هاحكي لابويا واخويا كل حاجه وماتخافش انا وعيلتي هانقف معاك
وطالما ابنك هنا في الجماليه يبقى تيجي بكره وتحكيلنا كل حاجه وإنشاء الله هنحلها وكويس حظك حلو بكره اجازه والعيله كلها متجمعه.
تمام بس معلش انا مش هاجي لوحدي! هاجيب مراتي معايا.
اه طبعا تنورو انشاء الله هانكون في انتظاركم.
متشكر اوي يا عبد الرحمن.
بس ياض احنا في بينا الكلام ده بردو ربنا بس يطمنا على الواد ويعترنا فيه بسرعه وماتشوفش فيه حاجه وحشه يا رب.
يا رب يا صاحبي ادعيلي ربنا مايضرنيش فيه وخلي والدك يدعيلي في صلاته هو ووالدتك.
حاضر يا بيجاد مع السلامه دلوقتي وفي انتظارك بكره واطمن انشاء الله خير.
بأذن الله يا عبد الرحمن مع الف سلامه.
انهي حديثه معه وأغلق الهاتف ليلتفت الي تلك الغاية وينحني بجزعه عليها ليحملها بين يديه صاعدا بها إلى الأعلى
ارقدها في فراشها ثم امسك هاتفه مرة أخرى واتجه الي الشرفه ليجري بعض الاتصالات برجاله ويحثهم على الأستعداد للغد.
في تمام الثامنة صباحا انتفض من نومه وهو يفرك عينه بقوه أثر سماعه لرنين هاتفه الذي لا يهدئ نفض ذلك الغطاء من عليه وهو يتأفف هاتفا
ايه قلة الراحه دي يا ربي هو انا بقيت مهم اوي كده مصر كلها حالفه تقل نومي النهارده ليه بس
امسك الهاتف واذا به ينظر إلى اسم المتصل ببلاهه ويجيب على المتصل فورا.
البوب حبيب قلبي مبدر ومتصل بيا بنفسه.
انت لسه نايم لحد دلوقتي يا حيوان اقسم بالله لو ما جبت مراتك والعيال بدري وجيت فطرت معانا وصليت الجمعه هنا! ما هدخلك الجماليه تاني مفهوم يا عبدالرحمن
وانا اقدر بردو اتأخر عليك ياحبيب قلبي!
عملتها الجمعه اللي فاتت وجيت بعد الصلاه اعملها النهارده يا عبدالرحمن! وهتشوف الوش التاني وربنا.
خلاص يا بابا والله جاي انا اصلا عايزك في حوار كده ومافيش حد هيحلو غيرك.
حوار ايه في حاجه حصلت بينك وبين طمطم حد من العيال جراله حاجه ماتنطق يلا ساكت ليه
اهدي يا حبيبي ماحصلش حاجه انا وفاطمه كويسين وعاصي وحمزه كمان زي الفل.
اومال في ايه طمني مالك
مش انا يا حبيبي ده واحد صاحبي له حوار كده عندنا في الجماليه وقصدني نقف معاه.
لاء كده لازم تجيلي بدري عشان ترسيني على الموضوع كله.
تمام يا حبيبي تصبح على خير.
ولااااااا.
بابا اقفل التليفون انا هاجيب الدبه بتاعتي هي وعيالها واجيلك حالا سلام.
اغلق معه الهاتف ليري ان الوقت مازال باكرا!
حرام عليك وربنا يا حاج عاصي دي الساعه لسه تمانيه الصبح!
تمدد مره ثانيه على الفراش ممسك بيده الغطاء حتى ينعم بوقت قصير من الراحه قبل الذهاب لأبيه لكنه اندهش لعدم وجودها بجواره.
ايه ده
اومال الدبدوبه بتاعتي راحت فين عالصبح كده
واذا به يلقي الغطاء من يده ويجهر بصوته بأسمها.
بت يا طمطم انتي روحتي فين يا بت
بحث عنها بكل مكان في الڨيلا ولم يجدها وأخيرا ما وجدها بغرفة ولداه التوؤمان حديثي الولاده
كل منهم نائما في فراشه وهي ملقيه ارضا على وجهها شعرها اشعس وتمسك بكل يد حفاضة صغيرة وعلى ما يبدو أنها اغشي عليها من الرائحه!
انحني عليها يحاول افاقتها وهو يضحك بشده علي منظرها هذا.
اهذه زوجته الجميله ذات القوام الملفوف! صحيح انه أصبح ملفوف بشدة بعد الحمل والولاده لكنه الان لا يقوي علي رؤيتها هكذا حقا سيفقد وعيه هو الاخر لكنه سيفقده من كثرة الضحك....
فاطمه طمطم انتي نايمه ولا مغمي عليكي ولا عملو فيكي ايه ولاد الك..... دول.
فتحت نصف عينها اليمين وهمست له
ابوس ايدك يا بوده وطي صوتك! وغطيني عايزه انام خمس دقايق بس.
تنامي كده ازاي بس! قومي يا حبيبتي نامي في اوضتنا وانا هاغطيكي.
وحياتك انا حاسه اني لو اتحركت بس هيصحو تاني! انا تعبت والنبي يا بوده وديني عند مامي وغمزه وسيبني معاهم.
طب بس تعالي براحه نتكلم بره عشان مايصحوش تاني.
حاولت النهوض معه برفق وهي تناوله الحفاضات في يده
ليبتعد وهو ېصرخ
ايه الارف ده انا مش هامسك دول بأيدي.
واذا بالطفلان يفيقان وېصرخان في نفس الوقت.
لتصرخ هي الاخري معنفة اياه
لااااااااء منك لله يا بودااا إلهي تحتاس حوستي يا شيخ وديني عند مامييييييييي...
وقف هو يحاول تهدئتها.
اوك اوك البسي بسرعه ويلا نروح كلنا على هناك.
حاول الهروب من امامها ولكنها أمسكت به من الخلف.
تعالي هنا شيل بقى عيالك واتحمل المسؤلية شويه طلاما ساعتك ارفان وانا بقى هاروح ارمي البامبرز وانام شويه وبعدين ابقى البس ونروح الجماليه.
لاء طبعا
متابعة القراءة