بقلم مياده مأمون
المحتويات
كده هابتدي اغير منه.
ڠصب عني انا كل ما أشوف صورته احس بالزنب واللي قهرني اكتر انه ماټ وهو فاكر اني غدرت بيه يا بيجاد.
احتضنها بيديه وربت على ظهرها قاصدا تهدأتها وابعاد هذه الفكره المركزة داخل رأسها.
كلنا كنا فاهمين غلط يا سارة وتفكيرنا وصلنا لأننا نغلط ونعمل حاجات مش كنا عايزينها يلا بقي كفاية عياط وحزن احنا اتفقنا اننا نحلي أيامنا الجايه بأيدينا ونرجع فرحتنا تاني لينا.
طب يلا بقي البسي بسرعه وانا كمان هالبس وانزل ليامن احسن احنا اتأخرنا اوي عليه ودا ممكن تلاقيه فاتح الباب وداخل علينا عادي جدا
لاء وبيسأل كمان احنا فين وبنعمل ايه كل الوقت ده.
كففت دموعها بيديها وحررت قبضته من حولها متجهه الي غرفة ملابسهم سريعا.
لا وعلى ايه انا هادخل البس بسرعه وننزله انا وانت سوي.
وهو يرى لهو صغيره ويسمتع الي ضحكاته ومرحه معها وهي تطعمه بسعاده وكأنها هي من
انجبته
لتخرجه من صمته وهي تشير الي ذلك الكوب الذي يمسكه بيده.
في حد بردو يسيب كل الفطار الجميل ده ويشرب كوباية قهوة كبيرة بالحجم الله دا بحالها كده
معلش انا متعود على كده مش بحب افطر وبكتفي بالقهوه بس.
ابتسمت واذا بها تمد يدها له بشطيرة صغيره تريد ان يأخذها من يدها ليأكلها.
طب عشان خاطري اكسر العاده دي وافطر معانا.
اومئ لها برأسه ومد يده واخذها من بين اصابعها.
شهق الصغير الذي كان يراقب نظراتهم ووضع كفيه على فمه يداري أبتسامته.
مالك ياض انت مش قادر تمسك نفسك كده ليه
بكل براءه اجابه.
انت اخدت السندوتش من سأله وسمعت كلامها يا بابي!
ضم حاجبيه اكثر بعدم فهم متعجبا مما تلفظ به الصغير!
طب ودي فيها ايه يعني
انزلق الصغير من علي مقعده قاصد الاختباء خلف مقعدها وهو يعبث في اصابعه.
زهلت وجحظت عيناها عندما استمعت لحديثهم سويا وهتفت بريبة في امرهم
ليه هو باباك كان بيحذرك مني يا يامن
أظهر الصغير عينه من خلفها ووجه لها الحديث.
اه وقالي لازم نطمن انك مش غداله الأول مش هي كده طلعت حلوه ومش غداله يا بابي زي ما قولت
لحد دلوقتي ايوه بس لازم هي كمان تثبت انها قد ثقتنا فيها وتحبنا عشان احنا كمان نحبها اكتر واكتر.
بكل ڠضب تركت مجلسهم صاعده للأعلى و جلس الصغير مكانها يكمل طعامه وهو يشير اليه عليها بعدم فهم.
الله هي زعلت مننا ولا ايه
طبعا لازم تزعل يا فالح انا مش هعاملك زي الرجاله تاني واتكلم معاك انت عيل ومش بتحفظ السر على فكره.
ها لاء خلاص مس تزعل مني يا بابي انا اسف.
مش مهم تتأسف ليا انا المهم دلوقتي انك تصالحها عشان انا مش فاضي دلوقتي.
بس هي زعلت منك انت مش مني انا.
لو كنت انت مش قولت الكلام ده
مش كانت هي عرفت حاجه وزعلت يبقى مين بقى اللى زعلها انا ولا انت
عندك حق يا بابي.
طيب انا بقى هاروح شغلي دلوقتي وانت بقي هتطلع تصالحها زي ما اتفقنا تمام يا استاذ.
تمام يا بابي يا حبيبي وعلى فكله انا بحبك اوي عشان مش بقيت تزعلي.
ابتسم له وهو يجذب حقيبة عمله ويتجه للخارج
وانا كمان بحبك يا يامن وحتي زعيقي ليك كان عشان بخاف عليك وبحبك.
سلام يا بابي يا حبيبي.
سلام يا حبيب قلب بابي ثم اغلق الباب من خلفه وجرى الصغير ليصعد إليها ليفعل ما
طلبه ابيه منه.
ساله يا ساله الله ليه طلعتي قعدتي هنا وسيبتينا
اعتدلت من علي فراشها وجلست تمد له يدها ليأتي إليها سريعا.
تعالي يا حبيبي مافيش حاجه انا بس شبعت قولت اطلع استريح هنا شويه.
بس انتي بټعيطي هو انتي زعلتي من كلامي زي بابي ما قال ولا ايه
ضحكة ساخرة خرجت من ثغرها رغما عنها.
باباك قالك انك انت اللي زعلتني
ايوه انا اسف لو مس قولت الكلام ده مس كنتي علفتي حاجه وزعلتي مننا احنا الاتنين.
انا مش زعلانه منك يا يامن انا زعلانه من نفسي!
ليه انتي حلوه.
الحكايه مش ليها دعوه اذا كنت حلوه أو وحشه الحكايه حكاية ثقة بس.
مس فاهم حاجه.
بكره لما تكبر هتفهم كل
حاجه هو باباك في مكتبه
لاء بابي راح السغل بتاعه.
اندهشت مما قاله هذا الملاك الصغير وهمست لنفسها.
يعني حتى مافكرش انو يطلع يراضيني بكلمه واحده قبل ما يمشي.
بتقولي ايه انا مس سمعتك.
هاه بقولك بما انه راح شغله وانا وانت بس لوحدنا في البيت تعالي بقى نلعب سوى في الجنينه ونقضي وقت حلو لحد ما هو يرجع ايه رأيك في الفكره دي بقي.
يا سلام فكله حلوه جدا يلا بينا بسلعه.
الفصل التاسع عشر
جري الصغير امامها و هو يضحك و اتجهت هي خلفه تمازحه بالكلمات و تحاول اللحاق به على الدرج الي ان أمسكته و حملته بين يديها تداعب جسده بأصابعها ليضحك بصوت عالي في مرح.
و قبل ان يفتحو الباب الداخلي للڨيلا استمعت الي رنين الهاتف المنزلي الموضوع على مكتب زوجها
أنزلت الصغير من بين يديها و اخبرته ان يسبقها الي الحديقه و ذهبت لتجيب المتصل لربما يكون زوجها و يريد ان يحدثها ليعتذر منها على ما اغضبها
الو
ازيك
لم يكن هذا صوت زوجها لكنه صوت تعلمه و تبغضه في نفس الوقت لكنها تصنعت اللا مبالاه
ايوه مين حضرتك
معقول مش عارفني و لا عامله نفسك مش عارفه مين اللي بكلمك.
نعم حضرتك تقصد مين بالكلام ده اكيد حضرتك طالب رقم غلط عن اذنك انا مضطره اقفل الخط
استنى ماتقفليش انتي عارفه اني طالب الرقم صح يا ساره و طالبك دلوقتي مخصوص عشان متأكد ان بيجاد هيكون راح المكتب
الو الو
اغلقت الهاتف سريعا حين تأكدت انه ذلك الصديق خائڼ العهد الطامع في ما يملكه صديقه
اصدح رنين الهاتف يعلو ثانية فارتدت للخلف بتوتر
و قررت ان تهرب و لا تجيب عليه لكنها توقفت عند باب الغرفه ربما يكون هذه المره زوجها فعادت ادراجها و رفعت سماعة الهاتف مره ثانيه
االو
ايوا يا ساره
تنفست الصعداء حين استمعت لصوته بدئت أنفاسها تهدأ.
بيجاد
ايوا بيجاد هيكون مين يعني مال صوتك و التليفون كان مشغول مع مين كل ده
ها و لا حد و لا حد
الله في ايه مالك مش على بعضك كده زي ما يكون في حاجه مخوفاكي
حاولت أن تتمالك نفسها بصعوبه قبل أن يكتشف أمرها ذلك اللعېن الذي أصبح يسيطر عليها جيدا
سكتي ليه ساره ردي عليا
مافيش حاجه مخوفاني بس في حاجه مزعلاني
مع انه كان متأكد ان هناك شئ تخفيه لكنه قرر ان يجاريها في الحديث
كده يبقى الواد ماعرفش يصالحك بقى شكله كده مش طالع لابوه
قررت هي الاخري ان تسير علي نهجه و جلست على مقعده و هي تتدلل عليه بالكلمات
ليه هو الواد بردو اللي زعلني ولا باباه
باباه غلبان ومش بيحب يزعل حد
اوي غلبان اوي يا عيني دانت حتى ماحاولتش تهتم بيا وفضلت شغلك عليا ومشيت من غير ما تفكر تشوفني زعلانه ولا لاء
لأ ماليش انا في شغل الدلع ده يا قلبي ومواعيد شغلي مش بتأخر عنها لأي سبب واذا كان على الصلح يا ستي استنيني لما ارجع واوعدك هصالحك زي ما صالحتك الصبح كده.
صوت ضحكاته العاليه انار وجهها البشوش وبرزت غمازتيها وهي تستمع له
فوق ما تتخيلي يا روحي يلا سلام دلوقتي وخلي بالك من نفسك ومن ابني لحد مارجع ليكم اه وماتنسيش ترفعي سماعة التليفون بعد ما أقفل معاكي
دقت الساعة معلنة منتصف الليل بالضبط ولم يعود
انشغل قلبها انزعجت روحها خوفا عليه مما اعطي لشيطانها ان يلعب برأسها ويصور لها اشياء مقلقه بل مرعبه
من الممكن أن يكون هذا الغادر قد تربص له و فعل به شيئا
لا لا هو بخير لابد انه انشغل قليلا في عمله فقط
لم يعد للصبر مكان لقد نهش القلق قلبها فتحت باب شرفة غرفتها
و وقفت تراقب الطريق لمده ليست بقصيره الي ان رأت سيارته قادمه من بعيد حتى اقتربت من
الڨيلا وفتح له بابها حماد الحارس
لم تنتظر حتى يلج إليها وجرت هي لتستقبله بكل حفاوه وشوق وكأنه قادم من سفر طالت مدته كثيرا
علي اساس انك زعلانه مني
رفعت وجهها الذي تملئه الدموع وبدئت تجففه بيدها كالأطفال
ايوة زعلانه
منك بس انت اتأخرت اوي وانا خۏفت عليك
خاېفه عليا من ايه بس يا روحي مش قولنا عايزين نعيش حياتنا بهدوء ونبعد عن القلق والخۏف بقى.
بس انت اتأخرت اوي النهارده ودي مش عوايدك
معلش اصل العملا كانو كتير وماعرفتش اسيب المكتب غير لما ابص على كل القضايا اللي جاتلي.
طب سيبني اروح احضر ليك العشا على بال ماتغير هدومك
لاء انتي زعلانه وانا ليا مزاج اصالحك
طب ما انت صالحتني في التليفون
اه صحيح بخصوص التليفون كنتي بتكلمي من الصبح
ها هاكلم مين يعني كلمتك انت بس و انت قولتلي ارفعي السماعه ومن ساعتها وانا رفعتها
نظرة عينه اربكتها فأحنت رأسها سريعا
متأكده ان ماحدش اتصل قبلي
ايوه
طيب انزلي حضريلي العشا وانا هانزل وراكي هو يامن اكل قبل ما ينام
طبعا ونام من بدري
قالت كلمتها وهي تجري للخارج قبل أن ېقتلها بنظراته لها وصلت الي غرفة الطعام وهي تأنب نفسها على غبائها.
انا غبيه ليه داريت عليه وسكت كان لازم اقوله اهو دلوقتي هايشك فيا
بتقولي حاجه يا بنتي
عاااااااا خضتيني يا دادة سعدية حرام
عليكي
يوه حقك عليا انا افتكرتك بتكلميني
ها اه حضري لبيجاد العشا
حاضر من عيني
استمعت الي خطواته على الدرج فوقفت بجانب الجدار تراقب أين سيذهب وجدته قد دلف الي غرفة مكتبه وعنده
وضع سماعة الهاتف الارضي وفتح جهاز الحاسوب المتصل بكاميرات المراقبه وارجع الصوره الي ميعاد حديثه معها وقبلها بدقائق
شاهدها عندما ولجت متلهفه للرد على الهاتف وعندما تغيرت تعبيرات وجهها وعندما همت بالذهاب بعد أن اغلقت الهاتف پعنف وأيضا عندما عادت للرد عليه ولكنها هذه المره كانت سعيده
رفع رأسه وجدها تقف تفرك يدها بعضهم البعض منحنية الرأس
ليه كدبتي عليا
انت قولت مش عايز حاجه تزعلنا تاني
مين اللي كان بيتكلم
ردييييييي عليا حسن مش كده
اااايوه بس انا قفلت في وشه السكه على طول
يعني ماعرفتيش كان عايز ايه
والله ما حاولت اصلا اتكلم معاه عشان خاطري بلاش تزعل نفسك وان كان على التليفون الغيه
انا هالغيه هو من علي وش الدنيا خالص
مرو عليهم شهران بأكملهم
متابعة القراءة