بقلم مياده مأمون
المحتويات
يبيع ويشتري فيكي كده.
ظلت تبكي بوهن ممېت حتى ارتخي جسدها على الفراش وهربت من ۏجعها الي النوم.
وبعد مرور سبعة ايام مضو بالنسبة لها كأيام عجاف لا تشعر فيهم بالراحه لم تدخل قلبها فرحه واحده
ظلت مبتعده كل البعد عنه تقضي يومها بخدمة الصغير وفي المساء تنام على الاريكه معطيه له ظهرها بعد أن امرها بألا تترك غرفته مره اخرى وتنام خارجها
وعلى كل حال هو الآن ولأول مره مستقر نفسيا ولما لا! وها هي الحياة أخيرا بدأت تبتسم له.
كان جالسا بغرفة مكتبه يدرس بعض القضايا المهمه بعد أن انتهو من وجبة الغداء ذهبت بالصغير الي الخارج الله حتى يلهو سويا في الحديقة وظل هو يراقب لهوهم وضحكاتهم عبر النافذة الزجاجية.
ذقنه و هو يدرس تفاصيل وجهها الجميل بالكامل وابتسامتها التي كانت تزيده اشراقا ووجنتيها المتوهجتان كجمرة من ڼار
وصغيره المتعلق بعنقها والمبتهج جدا وتظهر على ملامحه الراحه النفسية.
ليهمس بداخل نفسه
كان معاك حق تحبها وتتعلق بيها يا زياد.
الي ان هب واقفا عندما رأي صديقه وقد حضر اليه دون ان يعرف السبب.
ووقف يتحدث معها دون أن تخشاه او تهابه اوحتى تحاول الهروب منه للداخل.
الفصل السابع عشر
وقفت تتلفت حولها وحملت الصغير بين يديها ليست
زوجها! نعم تعترف بداخلها انه زوجها تهابه نعم ولكنها أيضا تحترم ذلك العقد الذي ربطها به
القى عليهم التحيه ذلك الصديق الغير مرغوب في حضوره وهو يمد يديه للصغير ليحمله من بين يديها...
كويس اسيك يا عمو حسن.
حبيبي انت يا رب ديما تبقى كويس.
ازيك.
رجعتي ليه
واذا بها تقولها له صريحة دون أن تعي معناها بحق
عشان ده بيتي وصاحبك اللي جوه ده
يبقى جوزي وهو الوحيد اللي قادر يحميني.
تبقى غبيه لو فاكره انه ممكن يحبك بيجاد ماعندوش قلب يحب بيه نفسه اصلا.
ساره!
يقف على الدرج أمامها ثابت كجبل صخري
هرولت اليه مسرعه في خطاها ووقفت أمامه متلجلجة في كلماتها...
بيجاد ااااانا كنت بلاعب يامن وفجأه لقيته هنا.
اومئ لها برأسه وهو ينظر لصديقه بريبة.
اطلعي فوق يا ساره.
لاء تعالي نشربه في الجنينه احسن.
جلسو سويا على طاوله تتوسط الحديقة ومازال وجهه عابثا.
جبتهم هنا ليه انا قولتلك حضرهم بس مش جبهم لحد هنا.
انا فكرتك محتاجهم دلوقتي عشان كده جبتهم.
فتح تلك الملفات وبدء يتصفحهم ويلقي عليه سؤاله الغير مباشر عليه..
كنت بتقولها ايه
هي مين!
رفع عينه بملامح غير مبشرة بالخير اعتلت نبرة صوته الحاده بعض الشئ.
انت هاتصيع عليا يا حسن ما انت عارف انا بتكلم عن مين
اندهش من غيرته الواضحه جدا عليها وبدء يحاول ان يمتص غضبه.
الله حيلك يا عم في ايه انا كل اللي كنت بحاول اعمله اني اعتذر ليها
بس انت قولي مالك ثاير كده ليه انت غيرت رأيك والبت حليت في عينك وبقيت تغير عليها اهو
وشكلك نسيت التار اللي كنت ناوي تاخده منها هي ظبتطك ولا ايه
حسسسسسن
ومش عايز ألفت نظرك للحكاية دي تاني سيرتها ماتجيش على لسانك تاني
ومش عايزك تيجي بيتي تاني كمان شغلنا نخلصه في المكتب أو المزرعه لكن بيتي لاء يا حسن.
بتطردني من بيتك يا بيجاد تمام يا صاحبي انا ماشي ولو عايزني اخرج من حياتك كلها ونفض الشغل مع بعض انا موافق.
وقف من علي مقعده يعلو بصوته حتى يسمعه ذلك الذي هم بالرحيل
صدقني يا صاحبي لو وصلتني لاني اعمل كده مش هتأخر ثانيه واحدة خلينا أصحاب احسن وبلاش نخسر بعض يا حسن.
صعد الدرج قاصد غرفته بعد أن اخبره صغيره
بأنها جرت إليها واخبرته ان يجلس بجوار خادمته لتطعمه.
فتح الباب عنوه ليجدها تقف خائفه ومتأهبه لعراكه الدائم معها وقبل ان ينطق بكلمه واحده حاولت هي ان تتحدث.
اااانت ثاير ليه كده هو حصل اي لكل ده
انتي اللي هتقوليلي ايه اللي حصل حالا دلوقتي والا ماتلوميش غير نفسك على اللي هيجري ليكي.
إصابتها رجفه قويه وظهرت على ملامحها معالم الخۏف.
كان بيقولك ايه انطقي
قال جملته وهو ينفضها بين يديه ويلقيها بقوه على الأرض.
احنت رأسها بحزن والدموع ټغرق وجهها.
لنفسك مني وتزلني الزل ده كله و افضل عايشه معاك خاېفه ومهدده زي المجرمين.
انا اذا كنت غيران زي ما بتقولي فداه عشان انتي على زمتي وشايله اسمي بس
لكن اوعي تفكري اني ممكن احبك او افتحلك قلبي وانتي كنتي السبب في مۏت اخويا الوحيد
يعني المفروض اول ما تشوفيه تخافي ټصرخي تهربي منه مش تقفي وتسلمي عليه وتتكلمي معاه بهدوء كده.
ولااا هو عجبك وحابه تجربي الحكايه تاني معاه ولاا انتي اصلا بت ش.....
ومعلش بقى الحكايه دي انا لازم اتأكد منها بنفسي.
لتفزع من داخلها حين تقدم منها وحملها بين يديه
رفع جزعه العلوي عنها ينظر اليها بدهشه متعجبا مما تلفظت به.
وضعت كفيها على وجهها تداريه بالكامل عن عينه لا تعلم أن كانت خجلت او أيقنت تصريحها الحقيقي والذي تفوهت به دون أن تدري ثم اجهشت بالبكاء بصوت مرتفع.
ابتعد عنها كليا وكأنه صعق بماس كهربي جلس على الاريكة لا يفعل شئ سوي النظر إليها لا يحيد عينه عنها وهي على حالتها هذه.
وخرج صوتها منكسر هامس
هاحكيلك على كل حاجه بس لازم تصدقني انا والله بحبك ولما داريت الحوار كله عنك فداه عشان خۏفت منك وخۏفت عليك.
ابتسم ساخرا عندما استمع لتلك الكلمات التي تذكره بزوجته الأولى.
وانا كل ما اتجوز واحده اسمع الكلمتين دول.
لفت الغطاء حولها وتسلحت ببعض من الشجاعه واتجهت نحوه ثم جلست بجواره وتمسكت بكفه.
مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه لكن اللي متأكده منه هي مشاعري نحيتك وحتى ده مش قادره اعرف حصل ازاي برغم كل قسوتك دي عليا.
رفع حاجبه الأيمن مستفهما!
على اساس انك حبيبة اخويا
اجهشت بالبكاء بقوه والتفتت للجهه الأخرى وهي تصرخ
مش عارفه ومش فاهمه ده
حصل ازاي بس انا مش زي ما انت فاهم يا بيجاد والله انا مش غدرت بيه
ولا كنت اعرف انه هايحصل ليه كده.
انا عارف انك مش ليكي ذنب يا ساره و مصدق كلامك.
رفعت وجهها بأبتسامه مشرقه وبحركه سريعه مثل الأطفال بدئت تجفف دموعها بكفيها.
بجد يعني انت عارف اني ماليش ذنب طب ليه كنت كل شويه بتلومني وتحاول تزلني كده.
لاء مانا بردو مش هاكشفلك عن ورقي كله كده مره واحده انا عايزك تحكيلي كل حاجه مخبياها عني الاول وبعدها انا كمان هاحكيلك.
حاضر هاقولك كل اللي حصل من يوم ما هربت من هنا لحد النهارده.
ظلت الكلمات تسترسل من ثغرها الي ان حكت له كل ما تخبئه عنه.
والله هو ده كل اللي حصل يا بيجاد حتى استنى وقفت من جانبه سريعا متجهه الي خزانة الملابس.
مدت يدها بين طيات ملابسها لتخرج من بينها تلك الورقه المدون عليها رقم هاتف المدعو بصديقه ورفيق دربه حسن.
الورقه دي هو اللي كتبلي رقمه عليها لما وصلني لحد محطة القطر قالي اول ما اوصل القاهره هلاقي واحد مستنيني هناك
بس انا بعد ما مشي مش رضيت استنى في القطر ورجعت ليك تاني.
امسك يدها واجلسها بجانبه محتضنها بقوه هاتصدقني لو قولتلك اني استغربت نفسي ساعاتها.
هاصدقك مش عارف ليه بس هاصدقك.
قومي البسي هدومك وانزلي اقعدي مع يامن انا خارج ومش هارجع دلوقتي
جلست محبطه من حركته المفاجئه لها تهمس له بحزن والدموع ټغرق وجهها.
يعني بردو قاصد تزلني وتعاقبني!
فتح باب الغرفه قاصد الخروج لكن قبل أن يبرح فتحته قال
لاء خلاص من النهارده مافيش عقاپ و لا زل.
طب رايح فين عشان خاطري خليك هنا ولا اقولك انا عارفه اني ماليش خاطر عندك ورحمة زياد وحياة يامن عندك ما تخرج خليك هنا يا بيجاد.
ارتد للخلف خطوه وأغلق الباب و فتح يده لها بحب
وسريعا ما ألقت نفسها بين احضانه مغلقا يديه عليها.
ساره.
نعم.
لو عايزه يبقى ليكي خاطر عندي بجد يبقى لازم تسمعي كلامي.
حاضر بس انا خاېفه عليك خليك معايا هنا بلاش تخرج وانت مدايق كده.
لازم اخرج عشان ابعد عننا اي حد ممكن يحاول ېهدد حياتي انا وانتي
وعشان نبدء حياتنا مع بعض على نضافه من غير ما حد يحاول يعقدها تاني.
جالسا وسط أصدقائه بوجه محتقن يطفئ سېجارة ويشعل الاخري.
الي ان اوقفه أحدهم قائلا
ما كفايه بقى يا حسن انت عارف انك غلطان.
ولاااا اقطم بلا غلطان بلا عيان دا واحد اناني عايز يكوش على كل حاجه لنفسه
وانت مالك يا اخي وبعدين هي لو مش طيقاه هتوافق على الجواز منه ليه ولو زي ما بتقول صحيح كان ضاحك عليها
عشان غبيه فاكره انها هتقدر تغير اللي في دماغه
ماتعرفش ان ده واحد عايش في الدنيا بس عشان يكره ويحاسب ويطلع عقده على اي حد سواء كان صاحبه او عدوه مابقتش فارقه معاه خلاص.
وصل الاخر والډماء تكاد تنفر من عروقه واستمع الي نصف الجمله الاخيره وبوجه لا يبشر بالخير صاح
ولما انت عارف كده كويس لسه قاعد هنا ليه يا حسن
وقف من
علي مقعده مستديرا له حين استمع الي صوته الغاضوب.
جاي ورايا لحد هنا عشان تطردني من مزرعتك كمان يا بيجاد حاضر يا صاحب عمري يا خويا انا عايزه انا هامشي
بس مش عايزك تنكر فضلي عليك وان لولايا ماكنتش قدرت تحط ايدك على شبر واحد من المزرعه ولا اي حاجه من املاكك دي كلها.
لاء يا حبيبي احسبها انت كويس واوعى تنسى انت او اي واحد فيكم انا ماحدش ليه فضل عليا وكله كان بحسابه
انا لمتكم في بيتي بعد ما الملجاء طردكم في الشارع واي شغل كان اي واحد فيكم بيشتغله كان بيكسب اضعافه.
وعمري اللي ضاع جوه السچن عشان افديك ولا ده كمان نسيته يا متر
التزم الصمت لبعض الدقائق ليقرر ان يتلاعب بعقله وضحك ضحكة ساخرة.
ضم الاخر حاجبيه الكثيفين بعدم فهم.
قصدك ايه
قصدي اني كنت بدور عليها زي اي حد فيكو ما كان بيدور ولما لقتها كانت قاعدة في محطة القطر ولما شافتني خاڤت مني وراحت تركب القطر بسرعه لكن انا لحقتها واخدتها وحاولت
حاكتلها عنك وقد ايه انت اتظلمت في حياتك وانا اللي طلبت منها ترجعلك وتحاول تقف جانبك.
اخرج من جيبه تلك الورقه وفردها أمامه
وعشان كده بقى عطتها رقم تليفونك!
واذا به يكور يده بقوه ويعطيه اللكمه الأولى.
انحني بجزعه للأسفل وهو يضع يده على مكان الضربه اعتدل ثانية ونظر له بغل.
ليناوله الكلمه الثانيه
متابعة القراءة