بقلم مياده مأمون
المحتويات
ليه واياكي تجيبي سيرة جده على لسانك تاني
اظن انك سمعتي بنفسك كلام جده وانه هو بنفسه مش عايز يعرف الولد بوجوده.
حرام عليك انت ليه بتعامله كده ده راجل مريض و...
للمره الثانيه يقاطعها بصراخه عليها
شوفتي انك مش هاتسمعي الكلام..
لاء لاء خلاص حاضر والله مش هاقول حاجه بس ابقى سيبني ادخل لعمي مهران انضف ليه چروحه.
ظنت انه هكذا قد أتم حديثه فقررت ان تذهب من امامه.
انا لسه ماخلصتش كلامي!
وقفت مكانها تنتظره ان يكمل.
عشان تقعدي في بيتي يبقى لازم تبقى على زمتي!
ايههههه.
رفع حاجبه الأيمن مستنكرا اندهاشها هذا ليسخر منها قائلا
والله لو مش عايزه بلاش بس تاخدي بعضك بقى يا حلوه وعلى بره.
وكأنه كابوس ولم تفيق منه عقد قرانها على سجانها وباتت اسيرة في بيته الي الابد.
ولن يقترب منها مثلما قال لها عندما اعترضت على مطلبه هذا كما اشعرها بكرهه وبداية زله لها كما قال
ماتفكريش اني عاوز اتجوزك عشان جمالك الفتاك ولا اصلك المشرف.
ولما هو اصلي مش عاجبك وقولت انك مش هاتسلمني للبوليس متمسك بطلبك ده ليه صمتت قليلا ثم اكملت
بس ده مش طلب! دا أمر يا ماما فوقي لنفسك بيجاد الألفي مش بيطلب بيجاد الألفي بيأمر والكل بينفذ كلامه
وانتي كنتي هتبقى مرات اخويا اللي كان بيحبك پجنون واخويا اټقتل بسببك يبقى انتي كمان عمرك ما هاتكوني لغيره طول ما انتي عايشه
وما كان
منها غير الموافقه على الجواز حتى تتفادي الحبس الذي أقنعها انه ينتظرها ولا مفر منه أن ترجلت خارج منزل هذا البيجاد.
انفتح الباب عنوه وهي جالسه علي الفراش بجوار الصغيره الغافي تتذكر حديثه فاحملته بين يديها محتميه به.
انت خضتني على فكره مافيش حد بيدخل على بنت بالطريقه دي.
و هي فين البنت دي!!
انتي نسيتي نفسك يا بت انتي هنا مجرد شغاله مش اكتر وانا ادخل أوضة ابني وقت ما احب والباب ده مش هيتقفل عشان خاطر حد
حطي الكلام ده في دماغك كويس عشان مش هاعيده تاني.
برغم ذلك تتحمله.
حاضر يا بيجاد بيه ابنك نايم اهو في حاجه تاني
ابتسم لها ساخرا من ردها
اه في اصلي متعود ابوس ابني حبيبي قبل ما ينام بس للأسف النهارده مالحقتش فاهبوسه بقى وهو نايم وخلاص.
ارتابت في أمره حين اقترب منهم وانحني بجزعه عليها واقترب بشده من وجهها و تركزت عيناه في عيناها لترتجف أثر هذا الضغط وتغمض جفنيها بقوه.
ابتسم هو على خۏفها منه وقبل صغيره في وجنته واعتدل واقفا
فتحي عنيكي انا قولتلك انك هنا مجرد داده لابني مش اكتر واصلا اللي انتي بتفكري فيه ده مستحيل يحصل بينا
عارفه ليه لأنك اقل بكتير من اني انزل بمستويا وافكر ان واحده زيك انتي تكون مراتي شرعا ده ابعد ما يكون عن تخيلك يا حلوة.
كيف ستقوي على هذا الزل طيلة حياتها ظلت تبكي وتشعر بأختناق الي ان غفيت بجوار الصغير.
وبعد مرور عدة ايام كان يجلس مع صديقه وسط رجاله في المزرعة
صديقه الذي علم بعقد زواجه عليها والذي لا يعلم لماذا ڠضب هكذا.
اتجوزتها يعني ايه وليه اصلا عملت كده
كده يا حسن اتجوزتها وخلاص انت بقى زعلان اوي كده ليه
يا بيجاد حرام عليك البنت دي غلبانه مش زي ابوها.
هو انا بقولك قټلتها انا بقولك اني اتجوزتها يا بني آدم انت وبعدين بقى يا ريت تبطل تكلمني في الموضوع ده
عشان البنت اللي بتتكلم عنها دي بقت مراتي وانا ماحبش حد يجيب سيرة مراتي على لسانه سواء بالحلو او بالۏحش حتى لو كان اعز اصحابي فاهمني يا حسن طبعا.
فاهمك طبعا بس الكلام دا لو ماكنتش خدعتها بموضوع القضيه!
لازم تفهم انها عمرها ما كانت هاتقبل بيك لولا خۏفها من السچن زي ما انت مفهمها.
مايخصكش بقى اخدعها او اصارحها دي حاجه بتاعتي انا طلع نفسك من الموضوع ده وخلينا اخوات احسن بدل ما نخسر بعض.
بس احنا كده فعلا قربنا نخسر بعض يا بيجاد.
بقضة يده ضغط على كتف صديقه واجبره على النظر داخل عينه الغائرة.
الراجل اللي يخسر صاحب
عمره عشان واحده ست تبقى خسارته مكسب يا صاحبي.
كانت هي تعد الطعام مع تلك المرأه والصغير يلهو حولهم واذا بحماد زوجها يأتي سريعا اليهم
يا سعديه يا ست ساره انتو فين
احنا هنا يا حماد مالك يا راجل مسروع كده ليه
تعالي معايا يا ست ساره الحقي ال..
بتر كلامه حين لمح الصغير يجري نحوها ويقف منتبه له.
تفهمت هي عليه واومئت له برأسها طيب طيب يا عم حماد انا جايه معاك.
هاتلوحي فين يا ساله خليكي هنا.
انحنت عليه مبتسمه له.
مش هاروح في حته انا معاك اهو بس عم حماد عايزني اروح اخد حاجاتي اللي في المخزن مش كده يا عم حماد.
ايوه بالظبط هو كده.
طيب تمام اقعد انت يا يامن بقى هنا كل طبقك ده كله وانا هاجيب الحاجه ومش هتأخر.
رحلت من أمامه ووقف الصغير صامتا يعي انه هناك شئ يحدث وهم لا يريدو اخباره به.
حملته السيده العجوز لتطعمه وهي تحاول ان تشتت تفكيره
تعالي يا حبيبي اني هأكلك على ما تيجي ساره وتقعد معاك.
حاضل يا داده.
جرت معه إلى هناك وهي تحثه على التحدث
في اي يا عم حماد هو حصل حاجه لعمي مهران
تعبان اوي يا بنتي وعمال يخترف باسامي الأموات كلهم واللي طالع عليه سامحني يا بيجاد خفف حملي شويه يا ابني ويقولي هاتلى فرح هاتلى فرح.
فتحت الباب وجرت عليه وچثت على ركبتيها مقاربه منه.
عمي مهران سلامتك يا عمي حاسس بأيه
لم يراها ساره لكنه راها ابنته التي لم تنعم منه بحنان يوم.
فرح بنتي حبيبتي انتي جيتي عشان تاخديني خلاص انا هاجي معاكي وهاعوضك عن كل العڈاب اللي شوفتيه على أيدي بس سامحيني يا فرح.
انتفضت أثر لمستها لجبهته والټفت الي ذلك الذي يقف خلفها
يا خبر يا حماد ده حرارته عاليه قوي وبيخرف كمان.
طب نعمله كمدات يا بنتي.
كمدات اي ده لازم يروح المستشفى اتصل بي بيجاد خليه يجي.
يا بنتي مش هيرضي
يعني اي مش هيرضي هات تليفونك الراجل بېموت.
أعطاها الهاتف وطلبته وقفت منتظره رده الي ان اتاها صوته من الجهه الاخري.
الو ايوا يا حماد.
انا ساره يا بيجاد.
ساره انتي بتتصلي بيا ليه الواد جراله حاجه عملتي في ابني اي انطقي
تأففت من ظنه السئ بها ولعنت لهجته العڼيفه معها.
ممكن تهدي ابنك زي الفل بس انت لازم تيجي حالا عمك تعبان جدا.
هدأت لهجته معها وانتصب واقفا من جوار صديقه جلس بداخل سيارته وادارها راحلا من المزرعه وهو مازال يحدثها.
وانتي بقى اتكرمتي وكلمتيني عشان كده طب وايه الجديد عمي بقاله خمس سنين تعبان على فكره.
انفعلت أثر بروده و على صوتها بصړاخ
يا اخي انت ايه لوح تلج بقولك الراجل بېموت ولازم يروح المستشفى.
وطي صوتك واقفلي التليفون ده وادخلي الڨيلا مالكيش دعوه بحاجه انا جاي في الطريق.
لاء مش هاسمع كلامك المره دي مش هاسيبه دا مريض ومحتاجني
جانبه.
اغلقت الهاتف في وجهه وجلست بجوار ذلك الكهل المړيض تنتظر الي ان يعود وحشها الذي تعلم جيدا انها اغضبته.
ماتخافش يا عمي انا مش هسيبك هاتلى شوية تلج وفوطه نضيفه بسرعه يا عم حماد.
حاضر يا بنتي حاضر
جري من امامها وبدأت هي تحاول انت تجفف عرقه وتقيس له النبض
الي ان اتي لها بطلبها وحاولت أن تزيل تلك الحراره العاليه بوضع تلك المنشفه المثلجه أعلى رأسه.
الي ان استمعوا لتوقف سيارته بالخارج وبعد لحظات وجدته يقف اعلي رأسها بوجه متهجم.
وقفت في مقابلته تحسه على سرعة التصرف.
اتصل بالاسعاف بسرعه يا بيجاد عمك بيدخل في غيبوبه دا تقريبا بېموت.
فجأها برده عليها بصفعه قويه على وجنتها امالتها للجهه الاخري.
اسمي بيجاد بيه!
فاكره نفسك مين عشان تكلميني بالطريقه دي لأ وكمان بتشتميني وتقفلي التليفون في وشي
انا قولتلك اني عمري ما مديت ايدي على بنت لكن انتي شكلك هاتخليني اعمل اكتر من كده كمان.
بابي!!
اړتعب الصغير عندما رأي ابيه بذلك الوجه الذي يبغضه كثيرا وجرى على تلك التي جلست ارضا باكيه.
احتضنها بيديه الصغيرة ناظرا اليه پغضب والقى عليه السؤال الذي كان لا يريد سماعه أبدا ولكنه ادهشه حين قال
بتضلب ساله ليه دي كانت حبيبة زياد اوعي تضلبها تاني وليه مس عايز تودي جدو للدكتول حلام عليك ده تعبان يا بابي.
اړتعبت هي من كلام الصغير وعلمت انه سيظن انها هي من أخبرته.
لاء يا حبيبي ده مش جدك ده...
سااااااره.
خدي يامن وادخلي جوه يلااااا.
حملت الصغير ومسحت عبراتها وتقدمت نحوه بهدوء.
حاضر بس ورحمة الغالي ما تسيبه كده ده لازم يروح المستشفى.
ودي جدو للدكتول يا بابي انا عايس ابوسه واتكلم معاه عسان خاطلي.
تنهد بقوه وهو ينظر إليها ثم اعطاها صغيره واشار لها بعينه بأن تذهب.
حاضر يا حبيبي هاعملك اللي انت عايزه.
أخذته منه وذهبت من أمامه وجلس هو مكانها.
يامن عرف انك موجود شافك وعارف انك جده وعشان كده بس مضطر احافظ على حياتك لو مكانش شافك كنت سيبتك لحد ما ټموت يا عمي.
لم يتلقى منه سوي ذلك الطلب الذي لا يكف عن ترجيه له.
سامحني يا بيجاد خف الحمل عني يا ابني.
رمقه بنظرة مستهزئه وسحب هاتفه من جيبه طالبا له سيارة إسعاف.
وفي غضون لحظات كانت السيارة تقف داخل حديقة الڨيلا ورجالها يحملوه علي السرير النقال.
تحركت السيارة وركب هو أيضا سيارته وذهب خلفها.
كانت هي تراقب كل شئ من الأعلى بعد أن غفى الصغير على كتفها من كثرة البكاء.
رجعت فكرة الهروب تراودها مره ثانية حين رأت البوابة الخارجية مازالت منفرجه على مصرعيها ولا يوجد أحد بجانبها
فاجرت للأسفل سريعا ثم بدأت تأخذ حذرها الي ان وصلت إليها وبالفعل تخطتها جرت وجرت حتى أبتعدت
عنها ووجدت نفسها في الخلاء وحيده
وأخيرا ما شعرت بأنها استردت حريتها
عاد هو ليلا بعد أن اوصل عمه الي المشفى وقد وضع علي الاجهزه في غرفة العناية المشدده
ولكنه تفاجئ بالصغير يجلس بالداخل وحده يظهر على وجهه الحزن ويبكي بشده.
اقترب منه وجثي على ركبتيه أمام مقعده محاولا تهدئته رابتا على ظهره وسأله
بټعيط ليه بس يا حبيبي ما انا عملتلك اللي انت عايزه اهو.
تملص الصغير من بين يديه و هاجمه برده
ساله مسيت بسببك! كل اللي بيحبوني مسيو وسابوني بسببك انت يا بابي.
ونفض يده الموضوعه على
متابعة القراءة