ارمله حسن شاهين
المحتويات
ذراعه متوجه لسيارته.......
قالت حياة بنبرة اعتراض....
سالم بتعمل إيه الموضوع مش مستاهل انك تشلني انا كويسه.....
رد عليها بإصرار متيقن وهو يفتح باب السيارة
بس انا حاسس انك مش كويسه ياحياة...
نظرت له وفغرت شفتيها بدهشة فهي حقا ليست
بخير تعاني من دوار حاد منذ اكثر من اسبوعين
وهي لم تفكر يوما في استشارت سالم بهذا التعب بما انه تخصص طبيب نسا وتوليد وحتى ان لم يمارس مهانته ابدا من المؤكد ان لديه خبره في بعض الأشياء البسيطة فهو لا يزال يتذكر جيدا ما درس....
بعد ثلاث ساعات وصل سالم امام بيت رافت شاهين وقد حل الليل عليهم..... نظر لها وجدها غفيت على مقعدها بجواره.....دقق النظر لها بحزن ليجد الارهاق اخذ من ملامحها مكان ليسكن به وكذلك الحزن ..
مسد على حجابها وهو يقول بحزن.....
كان ممكن يجرالي حاجه انهارده بسبب
مسد على حجابها وهو يفتح باب السيارة ونهض للخارج ..... وفتح الباب من ناحية حياة
وحملها على ذراعه بخفة.....
دخل البيت بعد ان فتحت له مريم الخادمة....
شهقت مريم وهي تقول
البارت الثاني والعشرين
فتحت عينيها ببطء وتكاسل كانت تعاني من ثقل حاد في جسدها نهضت جالسة على الفراش ..... ونظرت امامها بعيون تفتح بصعوبة من أشعة الشمس المعاكسة بنيتاها....
هتفت بأسمه بصوت مرتفع قليلا حتى يسمعها..
سالم.....
ألتفت لها وهو يلج للغرفة ولا يزال ينفث في سجارته بضيق....
صباح الخير..... بدأ يسعل بعد هذه الجملة بقوة
وصوت متحشرج سألها باهتمام.....
لم ترد عليه بل
نهضت باستياء ناظرة له بعتاب وهي تقترب منه جذبت من بين أصابعه السجارة ...ووضعتها سريعا في المنفضة لإطفائها
وهي تهتف بهدوء...
ممكن تحاول تبطل سجاير شوية إحنا لسه على الصبح... وبعدين الموضوع ممكن يدخل في حاجه صحيه كبيره.... زفرت وهي تقول بسأم
ولغريب اني بنصحك وانت أساسا دكتور.....
بدون مقدمات وهو يحك في لحيته ...
وليد
اتقبض عليه......
بجد ازاي.....
جابر سلمو لأمين شرطه تبعنا.... دخلو القسم هو ولتسجيل اللي فيه اعترافه ودخل بيه لوكيل النيابه
من نص ساعه....... ابتعد عنها وهو يفتح خزانة
ملابسه ليهم بتغير ثيابه... راقبته حياة وهي
تسأله بخفوت.....
القى عليها نظرة
خاطفه لا تخلو من الجفاء...
رايح القسم عشان اكتب اقوالي....
سألته بعدم فهم ولخوف يتربع داخل قلبها...
اقوالك..... اقوال ليه هو انت المچرم....
نظر لها قبل ان يدلف للمرحاض قائلا بنبرة ذات
معنى.....
لا.... بس أخو اللي ماټ على أيد المچرم....
اولها ظهره وهو يسير للوصول إلى المرحاض الخاص بالغرفة ......
انت بجد مضايق انك سلمته للبوليس.. و مش طيقني ولا قبل تكلم معايا زي الأول بسبب
كده....
توقف عن السير مع اول حرف نطقت به ورد عليها
وهو يمرر يداه على شعره پغضب....
اجابها معقبا وهو يوليها ظهره...
يمكن اكون مضايق اني ماخدتش طار أخويه
بايدي ويمكن اكون مضايق منك شويه بس مش عشان اللي فدماغك لا... عشان سبب جنانك في المخزن وتهديدك ليه... تريث برهة قبل ان يكمل..
مهم كانت اسببك ياحياة..مش سهل انسى إللي عملتيه إمبارح....
دلف للمرحاض واغلق الباب بقوة .... انتفض جسدها من اثار صوت اغلاق ألباب لتنزل دموعها بحسرة على علاقة حب كلما تحسنت قليلا تاتي العواصف لتضربها في عرض حائط القسۏة والجفاء ...
وقفت امام المرآة وهي تنظر لنفسها بسخرية
سخرية ليست لوجهها الشاحب الحزين بل السخرية
الحقيقة هي تمزق روحها وقلبها كلما شعرت بالأمان والعشق في حياتها البأسه ياتي حظها التعيس ويدمر اي شيء كانت تنوي بناءه معه !...
عادي ياحياة مانت طول عمرك نحس مستغربه
ليه طرقته معاك.....
شعرت بدوار مرة أخرى جلست سريعا على الفراش بتعب ونظرت الى صورتها المعاكسة في المرآة باعياء وضعت يداها على معدتها بيد ترتجف
قالت بهمس ويقين ضائعة.....
طول الوقت بكدب وجودك.... بس انا حسى اني اتاخرت من اني اتاكد من خبر وجودك فعلا
يابن سالم...... ابتسمت بحزن سياتي هذا الصغير
بين هواجس حياتهم وعواصف مستمرة بينهم
سياتي ليصلح ام سياتي ليدمر! لا تعلم ولكن
وجود طفل بينهم سيكون له تأثير إيجابي على علاقتهم ببعضهم !....
وضعت وجهها على كف يداها وهي تغمض عيناها بقوة من اثار الدوار الحاد......
ارتدى ملابسه ونظر الى وجهه عبر المرآة وهو يمشط شعره تذكر المشهد للمرة الثانيه لا بل الألف فهو لم يتذوق طعم النوم وراحه منذ لليلة امس بسبب ما اقترفته حياةمعه تلك التي تمتلك اكبر عقل يورث الغباء وتهور.....
زفر بستياء منه ومن تعلقه وحبه لها ....
قد عشق پجنون مهلكه خرقاء تتصرف مثل الأطفال دوما ولا تاخذ شيء ضمن محمل الجدية ولكن
أليس كل ما يمر به بسبب مشاعره وقلبه ذاك...
خرج من المرحاض وهو يهندم ملابسه ليجدها تجلس على الفراش مغمضت العين بقوة ووجهها
شاحب وكانها تحارب شيء وهمي.....
تقدم منها بخطوات سريعة...وحثى على ركبته
امامها وهو يرفع راسها قال بقلق ولهفه..
مالك ياحياه انت تعبانه.....
هزت راسها بتعب وهي تقول....
ااه شويه .....يعني دوخه بسيطه اكيد من قلة
الأكل.....
وجه راسه لناحية الآخره زافرا بضيق وهو يسالها
بحنق.....
تاني إهمال في لاكل انت بتحبي تشوفي نفسك
تعبانه كده دايما ....
سالم هو أنت ممكن تبعد عني في يوم....
رفع عيناه عليها اكثر بتراقب وهو يسألها بغرابه..
مش فاهم اي دخل ده في الموضوع اللي بنتكلم
فيه دلوقتي...
رد عليه ياسالم...... هو اللي انا عملته في المخزن ده .... ممكن يخليك تبعد عني....
تنهد بتعب من الهروب من سؤالها الذي تقذفه في
وجهه بدون تردد......
انا أكتر كمان..
قاطعها وهو يجز على اسنانه مهدد إياها بتوضيح
أكثر....
ما أفسدته البارحة معه ولكن كعادتها فعلت خطأ جديد....
سالم انا مش قصدي حاجه انا فهمت مقصد
كلامك غلط..... انا اسفه.....
طيب...... اكتفى بهذا الرد المستفز لاي امرأه
احتدت عينيها وهي تقول بضيق...
يعني إيه طيب انا بقولك اني اسفه المفروض ترد
عليه بذوق ....
ارتفع حاجباه وهو يسألها بشك..
يعني انا قليل الذوق ياحياة.....
يوووه يادي النيله ... هتفت داخلها بستياء من ان يتغير ردها المشين او كما يقالكلامك دبش
وقفت امامه وهي تكاد تبكي لتستهدف قلبه
بتعاطف ومهارة..... هتفت بحنو..
بص انا
اسفه على اللي عملته.. بس كمان انا كنت خاېفه عليك وعملت كل ده عشانك....صدقني ياسالم
انا عمري ما كنت هسامح نفسي لو حصلك حآجه..
زفر وهو يقترب منها بهدوء...
عارف ياحياة ومقدر...بس بلاش تعملي كده في تاني....لو بتحبيني بجد بلاش الحركات دي..لأنك
عارفه حياتك غاليه عندي قد إيه...
تلاقت أعينهما وأخذت حوار معاتب لا يخلو من الحنان الطاغي والحب المتقد بينهم...
اقتربت منه وشبت باقدامها قليلا واحاطت بكلتا يداها عنقه وهي تقول بحب...
انا آسفه...مش هتكرر تاني ياسالم...أوعدك بكده...
هعمل إيه....قلبي المهزء سمحك كالعادة..
بعد مرور ساعة...
بعد ان ارتدى ملابس كاجول بنطال بني مع تيشرت صيفي يدخل به الون الابيض ولبني.....
كان تطلع عليه بهيام عاشقة وهي تراقب هندمته
لنفسه امام المرآة.......
بتبصي كده ليه..... سألها سالم وهو يتطلع عليها
عبر المرآة بغرابه......
ابتسمت وهي تقول بمشاكسة
عادي يعني.......
عجبك انا صح.... سألها بمكر
طرق على باب غرفتهم ابتعد عنها ببطء وهو ينظر الى بنيتان مسبلتان عليه بضعف يتمذجان بالعاطفية الجامحة !.....
بخشونة....
مين......
ردت مريم بتهذيب من الناحية الآخرة...
انا ياسالم بيه.... الفطار جاهز تحت......
رد عليها
بهدوء....
لا انا نازل يامريم.... هاتي الفطار هنا على الاوضه لحياة......
حاضر..... قالتها مريم وهي تبتعد عن باب الغرفة...
ارتفعت عينا حياة ناظرة إليه بتسأل....
وانت هتنزل من غير فطار....
مرر يده على شعرها وهو يرد عليها بخفوت...
لاء ياحبيبتي مليش نفس كلي أنت عشان الدوخه
اللي بتجيلك ديه......
لا مينفعش... انت مش هتمشي غير لم تفطر ماهو انا مش هفطر لوحدي.......
رد عليها بتمهل......
مش هتفطري لوحدك ورد هتطلع تفطر معاك...
زمت شفتيها بعدم رضا...لكنها صمتت فهي لن تجادله أكثر..تعلم انه يحارب لأجل اخفاء المه عنها وعن قرار آخذه عنوة عنه !..
شده وتزول ياوليد...... قالتها ريهام وهي تجلس
بجانب والدتها خيرية وكانو يجلسون في داخل
مكتب وكيل النيابة......
رد وليد پحقد....
سلمني للبوليس ابن ال.....لا وقريب كمان هيعدمني...
هتفت خيرية پخوف ....
بعد الشړ عليك ياضنيا ان شاءالله هو وعيلته كلها
متقلقش ابوك هيقوملك اكبر محامي في البلد..
ابتسم ساخرا وهو يرد عليها بحسرة....
محامي إيه يامااا اللي بتكلمي عنه...
التسجيل بقه في ايد الحكومه يعني القضيه
لبساني لبساني وحبل المشنقه مستنيني .....
ربتت خيرية على كتفه بحزن وهي تبكي بهسترية قائلة..
ان شاء الله هترجع ياضنايا هترجع لبيتك
وحياتك من تاني .....
فتح الشرطي باب المكتب عليهم وتحدث اليهم بعجله وسرعة.....
خلاص ياجماعه الربع ساعه خلصت اتفضله بقه لحسان وكيل النيابه قرب يخلص وقت استرحته ولو لقه حد هنا في مكتبه هيحبسه وهيحبسني معاكم...
خرجت خيرية بحزن ودموع وهي تودع ابنها
بعناق يصحبه الشفقه على ما ينتظره...
سلمت أيضا ريهام عليه بحزن وحسرة من وصول تيار الهواء الخائڼ بهم الى هنا....قالت ريهام بحزن....
خد بالك من نفسك ياوليد.....
نظر لها وهتف
بدون مقدمات..
خدي طاري منه ياريهام انت تقدري تحرمي سالم
من اغلى حاجه عنده ....احرميه من حياته زي ماحرم اخوكي منها .....
فغرت شفتيها بعد ان فهمت مغزى حديثه..
تقصد إيه...
مالى عليها ومن قرب اذنيها قال بفحيح
شيطاني......
احرمي سالم من حياة .....زي ما حرمك من انك تكوني ليه ....واعتبري ده طار
اخوكي اللي هيتعدم قريب.....نظر لها باڼتقام طاغي في عينيه شردت في حديثه بتفكير.....
فاقت سريعا على صوت الشرطي وهو يقول بخشونة وإلحاح .....
يلا ياانسه وكيل النيابه زمان جاي .....
خرجت بعد ان نظرت على وليد نظره اخيرة....
بعد مرور أسبوع على تلك الأحداث.....
بقولك ايه غير موظف الحسابات ده مهو مش كل
مره اسمع غلطات في الحسابات انا صبرت عليه كتير وهو برضه مش شايف شغله كويس.....
خلع ساعة يده وفتح درج المنضدة التي بجوار الفراش ليضع ساعة معصمه بعد ان ابعد تلك العلبة القطيفة عنها...
شد انتباهه سريعا علبة الاقراص وهو لا يزال يتحدث عبر الهاتف كان محتواها اقراص منع الحمل ! ......لم يلبث قليلا حتى يفهم ما نوعها فهو لم ينسى كونه طبيب درس الطب لسنوات ومر عليه مثل هذه الأشياء وحتى ان لم يمارس مهنته لن يجهل تلك النوعيات المعروفة !...
اقفل دلوقتي بعدين هكلمك.....
اغلق الهاتف و القاه بجواره باهمال وهو يتفقد
هذه الاقراص بذهول......تمتم بصوت يخرج من الاعماق وعيون توهجت بنيران القسۏة...
منع حمل ......بتاخدي حبوب منع حمل
حامل مستحيل طبعا.... لا.. مافيش الكلام ده انا اوقت كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا مش ببقى بكلها من الأساس.....
مية مره قولتلك اني مش عيله ....وكمان انا لم قولت مستحيل كان قصدي ان اكيد مافيش حمل
دلوقتي..... ااه كان رد غبي ومينفعش بس هو طلع
كده معايا..... وعلى فكره انا مش باخد حاجه تمنع الحمل.... وسيب ايدي لو سمحت عشان
بتوجعني...
كور كف يده پغضب وصوت كذبها يتكرر في
اذنيه بإصرار.....
فعلت هذا حتى تحرمك من طفل من صلبك
فعلت هذا لانها لا تحبك مزالت ترى
متابعة القراءة