أصقلها شيطان
المحتويات
لكنها أسلمت أمرها لله وأبتسمت له تطمئنه
مش يمكن ربنا عايز كدا عشان أروح له نضيفة وهو غافر ليا ذنبي متأنبش نفسك بسببي اللي ربنا كاتبة ليا هشوفه المهم تلحق تروح تنقذ بنتك قبل زاهر ما يرجع
صمت يونس قليلا وهو ينظر لها بقوة ثم نهض من ركوعه وأمسك يدها وأمرها
أقلعي بلوزتك دي بسرعة
أتسعت عين سدرة پخوف ورجعت للخلف تحتضن جسدها بړعب
ظل يونس يتلفت حوله حتى وجد غايته فأسرع يمسك به ويلقيه لها
أمسك بسرعة مفيش وقت انا هدور وشي وأنت ألبسي الجلابية القديمة دي وهاتي بلوزتك بسرعة مفيش وقت
تعجبت سدرة مما يطلبه منها ولكنها نفذته بكل طواعية
تنبهت سدرة لسؤال خالتها
وهو كان عايز بلوزتك ليه يا سدرة
جلست سدرة ومسحت عبراتها
خدها وحطها على مليكان قديم كان في المخزن وضړب عليه رصاصة عند القلب وبعد كدا چرح رجله وغرقه ډم عشان يكون دليل يوريه لزاهر ويقوله أنه قتلني وانا بهرب وبعد كدا خدني بعربية ووصلني لأول الطريق وركبني عربية وطلب من صاحبها يوصلني اسكندرية وبس دا اللي حصل معايا
ولعلمك يا ماما كان رافض ياخد الدبلة والحلق وفضلت أحلفه ببنته لغاية ما خدهم ومن بعد الليلة دي معرفتش عنه حاجة ولا حتى عن بنته بس كنت بدعي ليهم ديما أن ربنا يشفيها ويخليها ليهم لأنها جت ليهم بعد عشر سنين من العلاج والعمليات واللف على الدكاترة
ياه سدرة ياه يا حبيبتي شوفتي أن الدنيا فعلا متستهلش ولما زهدتي فيها جاتلك راكعة الحمدلله أن ربنا ألهمك أنك تعملي كدا ويكون سبب في أنقاذك من المۏت
لم تكن ميسرة وسدرة يعلمان أن هارون وحسان كان يقفان خلف الباب ويستمعان لكل حرف قالته سدرة فقد رجع هارون مرة أخرى لكي يعطي ميسرة وحسان بعض الملفات التي نسيها في سيارته لمراجعتها والتوقيع عليها ويخبرهما بضرورة ذهابهما غدا لدار الأيتام فهناك عدة أمور عالقة تخص أدارة الدار وعليهما حلها خاصة أن خالته زهرة مازالت في الإسكندرية وهو يجهل وحده كيف يحلها وعندما توجه حسان لطرق الباب لكي ينادي ميسرة توقفت يداه وهو يستمع لصوت سدرة الذي يغلب عليه البكاء وهى تتحدث وعندما رأه هارون يقف هكذا أقترب منه وأستمعا سويا لكل ما قالته سدرة فأشار هارون لحسان وأمسك يده وأبتعد عن باب الغرفة
عقص حسان حاجبيه متسائلا
ليه يا هارون وفيها أيه لما تعرف
زفر هارون بقوة وهو يشير له بكفه
انا هقول ليها بس مش دلوقتي وياريت كمان طنط ميسرة متعرفش لغاية ما أقولها كمان
أومئ حسان له
خلاص يا أبني زي ما تحب مش هعرفهم
أبتسم هارون له ثم أستأذنه
________________________________________
حسان بعد أذنك لأني مستعجل
غادر هارون بيت سدرة وصوت بكائها وهى تقص لخالتها ما حدث معها يتردد داخل عقله يجعله يغلي ڠضبا وغيظا ولولا أن زاهر قتل في السچن لكان قټله عقاپا على ما مرت به حبيبته فقرر أن يعوضها عما مرت به وظل يخطط داخل عقله كيف يفعل ذلك دون أن ترفضه سدرة وفي نهاية يومه كان في طريقه لقصره لكنه أمر سائقه بالتوقف وطلب منه ترك السيارة له والذهاب لمنزله ثم قادها هارون لمنزل سدرة فقد مل من بعدها عنه وقرر قضاء الليلة بجوارها حتى وأن کرهت ذلك وفي طريقه أبتاع لها ورد الجوري الاحمر والياسمين اللذان تعشقهما كما أبتاع لها الشكولاتة التي تفضلها ووقف يطرق بابها وهو متوترا بعض الشيء من وجود ميسرة وحسان لكنهما سهلا عليه الأمر وأقترحا عليه أن يذهبا للدار لكي يتفقدا أمورها وأكمال ما ينقصها بعدما تغيبا عنها ليومان بسبب رجوع سدرة لهما أخبرته ميسرة أن سدرة نائمة وأقترحت عليه أعداد طعاما لها لأنها نامت دون أن تتناول شيء أومئ هارون لها بأبتسامة وأغلق الباب خلفها ودخل لغرفة أعداد الطعام يقف أمام المجمد يختار منه ما يعده وقرر صنع شاورما الدجاج مع البطاطس المقلية والمعكرونة بصلصة الطماطم وأستغرق ما يقرب من الساعة حتى أنتشرت رائحة الطعام الشهية تتغلغل في زوايا المنزل ألتقطت أنف سدرة الرائحة فجعلت معدتها تقرقر جوعا وتوقظها من ثباتها فنهضت تفرك عنقها وتمسح على وجهها ثم وقفت تتجه لغرفة أعداد الطعام حتى تخبر خالتها أنها جائعة لتضع لها الطعام فصدمت حين وجدته يقف يقلب الطعام ونظرت حولها باحثة عن خالتها أو زوج خالتها لكنهما غير متواجدان فعادت تنظر له وتدقق النظر فهى تشعر أنها في حلم ألتفت هارون ليضع الطعام في الأطباق فوجدها تقف والدهشة على وجهها فأبتسم لها وغمز لها بطرف عينه
ظلت سدرة صامتة فأقترب منها بعدما ألتقط قطعة دجاج وقربها من فمها يدسها فيه يرغمها على تذوقها ومضغها ثم مد أبهامه بجانب شفتيها يمسحه برفق ويتذوقه
أوبس في حبة صوص من الفراخ جت على شفايفك ممممم تصدقي طعمه بقى أحلى
خفق قلب سدرة وتلونت وجنتيها بحمرة قانية فقربه منها ورائحة عطره أرجعا إليها ذكريات قربه القليلة منها فأستدارت مسرعة حتى تهرب منه لفضاء غرفتها تحتمي منه فيها لكن يده كانت أسرع من قرارها بالهروب وأمسكت بها تلصقها في الحائط وأقترب منها بوجهه يضع يديه على الحائط خلفها وهمس لها بضعف أضعف قوتها
مفيش هروب تاني يا حبيبتي فاهمة لازم تتغلبي على غضبك وخۏفك وضعفك وتوجهي وجهيني وقولي ليا كل اللي مزعلك مني خلينا نصفى لبعضينا ونبدأ حياة جديدة تكون مليانة بحبنا وشوقنا وخوفنا على بعض
شهقت سدرة باكية فضمھا هارون لصدره
بلاش ټعيطي عشان خاطري لو بتحبيني متخلنيش أشوف دموعك دي تاني
أستجمعت سدرة قوتها ودفعته عنها وصړخت به
يبقى تبعد عني ومتخلنيش أشوفك تاني لأني بكرهك وكل ما هشوفك هفتكر اللي عملته فيا لو صحيح مش عايز
تشوف دموعي خليك بعيد عني
أغمض هارون عينيه مټألما من أجلها
مينفعش يا سدرة تطلبي من البعد وأنت عارفة أن عمر راحتنا ما كانت في بعدنا عن بعض سدرة انا بحبك ومش عايز أبعد عنك انا حاسس بيك ومقدر كل اللي مريتي بيه بس اللي حصلك كان ڠصب عني ومش بإيدي
هزت سدرة رأسها والعبرات تتساقط من عينيها
وانا عمري ما هنسى صوتك وأنت بتقول لزاهر أقتلها هى متهمنيش لأنها خاېنة زيك ولا يمكن متفق معاها تعملوا النمرة دي عليا
أقترب منها هارون يمسك ذراعيها
أنت عارفة كويس أني قولت كدا وانا في وقت ڠضبي وعارفة كمان أني مكنتش هتخلى عنك ليه بتحاسبيني على فعلي اللي كان رد فعل طبيعي لأفعالك معايا
نفضت سدرة يديه وصاحت به
أفعالي انا أفعال أيه دا انا فضلت أكتر من سنة بكفر عن ذنبي وأنت رافض تسامحني أو حتى تسمعني ويوم ما جتلك الفرصة تصدق أن انا لسه مذنبة صدقت عشان ترميني بره حياتك من غير ما تحس بالذنب وانا شايفة أننا كدا أحسن أصل أحنا قربنا من بعض بيخلينا نجرح بعض من غير ما نحس
هز هارون رأسه پغضب وأمسكها يهزها بقوة
اسمعيني كويس يا سدرة بعد مفيش بعد فاهمة لا انا هعرف أعيش من غيرك ولا أنت كمان هتعرفي تعيشي من غيري
أبتسمت سدرة ساخرة من بين دموعها
مين قالك كدا ما انا كنت عايشة من غيرك وكنت سعيدة ومبسوطة قوي لولا أنت جيت وحرمتني من السعادة دي
هز هارون رأسه بنفاذ صبر
أنت كنت عايشة عيشة مش عيشتك وكنت بتقنعني نفسك أنك سعيدة لأنك بتشتغلي وتشقي وتسعدي حد محتاجلك منكرش أنك كنت بتبقي سعيدة بس مش دي السعادة اللي أنت محتاجها لأنك واخدة دور مش دورك ووقت ما يخلص وقت دورك فيها هترجعي تعيسة وحزينة
________________________________________
لأنك محتاجة تريحي قلبك وقلبك عمره ما هيرتاح غير مع اللي بيحبه
أشارت سدرة بسبابتها عليه
اللي كان بيحبه دا هو أتخلى عنه في عز أحتياجه له
أغمض هارون عينيه وزفر بقوة
عمري ما تخليت عنك وعمري ما هتخلى والحاجة الوحيدة اللي هتخليني أتخلى وأبعد عنك هى المۏت
رفعت سدرة رأسها لأعلى وقالت بإباء
لكن انا هبعد عنك ولو فكرت تقرب مني انا اللي هروح للمۏت بنفسي لأني بكرهك ومش قادرة اسامحك ومش عايزاك في حياتي وكل ما تفهم دا اسرع كل ما يكون أفضل ليك وليا
أكتسى الحزن ملامح هارون وأجتاح الألم صدره وشعر بنغزات مكان چرح صدره لكنه لم يبدي أمامها ما يشعر ونظر لها بنظرات عاتبة
حاضر يا سدرة انا هبعد عنك وأوعدك مش هخليك تشوفي وشي تاني عشان أريحك
ثم حمل سترته وخرج من منزلها يغلق الباب خلفه بقوة أنهارت سدرة باكية على الأرض وظلت فترة تنتحب حتى نفذت دموعها وجفت عيناها كما جفت معاها مشاعرها ونهضت بعدما شعرت بالبرد يغزو عظامها ويبس عضلاتها فجعلها ترتعش وبحثت بعينيها عن وشاح خالتها لتلتحف به عله يقلل أرتجافها رأت باقة الزهور التي أحضرها هارون تقبع على الطاولة فأقتربت منها وحملتها بين يديها تشم عبيرها الأخاذ فلفت نظرها علبة الشكولاتة أيضا فأمسكت بها تتفحصها فوجدتها نوعها المفضل فأنهارت
جالسه على المقعد تبكي على حظها الذي لا يأتي بما يسعدها غير متأخرا بعد فوات آوانه
الجزء الثامن
عدة أسابيع مضت على سدرة مكثتهم في المنزل حرمت على نفسها الخروج وكانت معظم الوقت تسجن نفسها بغرفتها حتى تكف خالتها عن مطالبتها بالذهاب معها حيث تعمل فميسرة لم تخبرها بعد بمكان عملها فهى تريد مفاجأتها بتلك المفاجأة التي ستفرحها وتسر خاطرها حين تراها ورغم عناد سدرة وأصرارها على عدم الخروج حتى لا تلتقي بهارون ولو مصادفة الإ أن ميسرة صبرت عليها حتى تأخذ كامل وقتها لتكون مستعدة ولا تلومها بعد ذلك قررا زهرة وميسرة أقامت حفل بمناسبة تكريم الدار وحصولها على لقب أفضل دار لرعاية الأيتام هذا العام من وزارة التضامن الاجتماعي وساعدهما هارون في أعداد حفل كبير يليق بأسمه وأسم الدار أخبرت ميسرة سدرة بالحفل الذي سيقام بمكان عملها وطلبت منها حضوره برفقتها في البداية تعجبت سدرة وسألت ميسرة
هو مش بابا كان رافض فكرة شغلك قبل كدا ليه وافق دلوقتي
نظرت لها ميسرة وعلى وجهها ابتسامة عذبة
ما هو أنت لو تعرفي انا شغالة فين هتعرفي هو وافق ليه
عقصت سدرة حاجبيها متعجبة
ليه أنت بتشتغلي فين يا ماما
هزت ميسرة رأسها تمتنع عن إجابتها
مش هقولك فين لأنها مفاجأة مش هتعرفيها غير يوم الحفلة
ضيقت سدرة عينيها محاولة سبر أغوارها
والله يا ماما اللي يشوف فرحتك بالشغل ده يقول أنك أشتغلت في واحد من الحرمين الشريفين
تنفست ميسرة بعمق وسعادة
بصي كل اللي أقدر أقوله ليك أن
شغلي ده
متابعة القراءة