أصقلها شيطان

موقع أيام نيوز


يا هارون بيه عامل أيه 
أومئ له هارون بابتسامة حانية 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يا عمي بلاش بيه دي عشان محسش أني غريب عنكم ثانيا انا الحمدلله بخير ثالثا أزي حضرتك وأزي صحتك 
أبتسم حسان لتواضعه ومعاملته الحسنة لهم ثم زفر على مضض قائلا 
الحمدلله أدينا عايشين نعافر مع الأيام عشان تعدي بسرعة 

هز هارون رأسه متفهما أحساسه 
عندك حق يا عمي وياريت بتعدي دي واقفة وۏجع الفراق مصعبها علينا أكتر 
رفع حسان كفيه يتدلى من إحداهما المسبحة 
عليك بالدعاء يا أبني أسأل ربنا يمنحك الصبر وأن شاءالله ربك يستجاب 
ثم نظر لزوجته يربت على قدمها 
وحدي الله يا حاجة وأدعي ربنا يردها لينا سالمة لو عايشة 
جاهد نفسه لأخراج تلك الكلمات الثقال فما أشدها قسۏة عليه 
أو أدعيلها بالرحمة
لو ربنا أراد وأسترد أمانته 
صړخت ميسرة پقهر 
أن شاء الله يا حبيبتي مفيش اصدق من أحساس الأم وأكيد أحساسك بيها حقيقي وترجع لينا قريب 
تنحنح هارون كي يلفت انتباههما 
انا عامل مفجأة صغيرة ليكم ولخالتي كمان ومفيش حد يعرف بيها حاليا غير انا وحمدي فا بعد أذنكم ممكن تتفضلوا معايا عشان نشوفها مع بعض 
قطبت ميسرة حاجبيها متعجبة 
مفجأة أيه أنت لقيت سدرة ومخبي عليا صح!! 
زفرة هارون بقوة ثم هز رأسه بهدوء 
ياريت يا طنط دي كانت تبقى أجمل مفجأة في الدنيا دي كلها بس كل اللي أقدر أقوله أن المفجأة ليها علاقة بسدرة وهتفرحكم قوي 
سأله حسان بعدما غلبه فضوله 
هى سر يعني مينفعش تقول لينا عليه دلوقتي 
أبتسم هارون ابتسامة عزبة 
لا هى مش سر ولا حاجة بس لو
________________________________________
قولت عليها مش هتكون مفجأة وانا بصراحة حابب أشوف رد فعلكم لما تشوفوها في وقتها 
لم تستطع ميسرة ولا حسان رفض طلب هارون أمام أصراره ورجائه لهما وذهبا برفقته في سيارته الخاصة لكي يرى تلك المفاجأة الذي أعدها من أجل سدرة وستفرحهما كثيرا وبعد مدة ليست بقصيرة وجدا السيارة تعبر بهم سور ضخم يحيط بمنزل كبير وبجواره عدة أبنية صغيرة لمحت ميسرة تلك اللافتة العريضة المعلقة على البوابة الخارجية مكتوب عليها دار سدرة لكفالة اليتيم وذوي الاحتياجات الخاصة وضعت يدها على فمها تحبس شهقاتها فهى لم تكن لتتخيل أن المفاجأة بتلك الروعة نظرت عبر المرأة الأمامية لهارون وقالت له بسعادة 
أنت عملت دا لسدرة بجد ولا انا قريت اليافطة غلط 
توقف هارون بسيارته بعدما وصل بها أمام الباب الرئيسي للفيلا ونزل منها يفتح باب السيارة ومد يده يساعدها على النزول 
لأ بجد يا طنط انا شغال انا وحمدي في أعداد الدار دي بقالنا أكتر من ست شهور والحمدلله النهاردة الأفتتاح بتاع الدار وطبعا مكنش
هينفع نفتتحه من غيركم لأن انا هسيب أدارة الدار لحضراتك مع عمي حسان وخالتي زهرة كمان تيدروها وتكونوا مسؤولين عنها 
نزلت عبرات ميسرة ولكن تلك المرة هى دموع فرح ونظرت له ممتنة 
انا مش عارفة أقولك أيه غير أني أدعيلك ربنا يسترها معاك ويجازيك كل خير يارب 
أبتسم هارون وشعر بسعادة بالغة لأنه تمكن من أدخال الفرح على قلوب أتعبتها ڼار الفراق 
ودعوتك دي عندي بالدنيا يا طنط وتهون عليا أي تعب شوفته بجد 
أشار هارون لداخل المنزل وطلب منهما الدخول 
أتفضلي من هنا أتفضل يا عم حسان 
ثم قال له 
أكيد حضرتك موافق تمسك الدار مع طنط ميسرة 
أومئ حسان له برضا 
إكيد يا أبني وهى دي حاجة حد يتإخر عنها بس انا ليا طلب شغلي هنا هيكون بعد الضهر على ما معاد شغلي يخلص 
أشار هارون على أحدى الغرف 
أتفضلوا هنا دي أوضة رئيس الدار 
ثم وجه حديثه مرة أخرى لحسان 
طيب ممكن تاخد أجازة عشان تفضى للدار كليا وأكيد هتاخد مرتب هنا بدل مرتبك 
هز حسان رأسه برفض 
لأ معلش أعذرني يا هارون يا أبني انا شغلي في الدار هيكون لله وبدون مقابل وكل الحكاية الساعتين بتوع الصبح وعلى الضهر هكون هنا وميسرة والست زهرة خالتك شطار وميتخافش عليهم أكيد مش هيغلبوا في الساعتين اللي هغبهم 
أومئ هارون له ممتنا 
تمام يا عمي زي ما حضرتك تحب 
دخلوا ثلاثتهم لغرفة الإدارة فوجدوا زهرة تجلس خلف المكتب المتواجد بها تمسك بعض الأوراق تطالعهم بدقة وتركيز ألقى هارون عليها التحية لكي تنتبه لهم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
رفعت زهرة رأسها ثم نزعت نظارتها الخاصة بالقرأة ونظرت لهم فأرتسمت على وجهها ابتسامة عذبة فور رؤيتها لميسرة ونهضت برفق وهى تفتح ذراعيها تستقبلها بحفاوة 
ميسرة أزيك يا حبيبتي عاملة ايه 
أقتربت منها ميسرة تضمها بحب 
الحمدلله بخير يا مدام زهرة أزيك أنت عاملة ايه وصحتك أزيها 
هزت زهرة رأسها برضا 
انا الحمدلله بخير يا حبيبتي وفي نعمة 
ثم عاتبتها بلين 
بس أيه مدام زهرة دي هو انا عشان أكبر منك كام سنة هتعملي فرق 
نفت ميسرة بابتسامة 
لأ يا حبيبتي مش فرق دا تقدير واحترام وعلى
العموم انا هقولك يا أم حمدي عشان سامحيني مش هقدر أقولك زهرة كدا 
أومأت لها زهرة متفهمة 
خلاص نمشيها أم حمدي 
ثم نظرت لحسان وحيته بإيمائة 
أزيك يا أستاذ حسان عامل أيه 
أبتسم لها حسان وهز رأسه برفق 
الحمدلله بخير يا أم حمدي الحمدلله أننا شوفناك بخير 
زفرت زهرة برضا 
الحمدلله على كل حال 
ثم نظرت لهارون وفتحت ذراعيها تضمه بحنو 
أجمل مفجأة عملتها يا حبيب قلبي انا ساعة ما حمدي جابني هنا من شوية مكنتش مصدقة نفسي 
ضمھا هارون برفق يقبل كتفها بحب 
كان نفسي أكون موجود في استقبالك وأشوف فرحتك بالدار بنفسي لكن هعمل ايه هو حمدي طول عمره كدا 
ابتعدت زهرة عنه ضاحكة ثم لكزته برفق في ذراعه 
هههههههه طول عمره عسل وقمر كمان تقدر تنكر 
أبتسم هارون قائلا بسخرية 
اه قمر بس أمر بالستر 
ثم نظر لخارج الغرفة 
المهم هو فين عشان عايزة 
أومأت له زهرة تغمز بأحدى عينيها 
راح يجيب سهيلة من المستشفى بعد ما جلستها مع الدكتور النفسي خلصت 
هز هارون رأسه متفهما 
أخبارها أيه يا خالتي يا ترى مستجيبة للعلاج 
تنهدت زهرة براحة وهى تشيح بيدها 
كتير كتير موضوع الدكتور ده فرق معاها وخلاها ترجع لطبيعتها تاني 
أبتسم هارون لها والټفت ناحية ميسرة حين بادرته بسؤالها الذي شعر فيه بغيرتها وحزنها لظنها أنه سيخلفها في حياته خلفا لسدرة 
مين سهيلة دي يا هارون 
أقترب منها هارون ووقف في مقابلها ونظر لها 
دي بنت حمدي صدمها بعربيته يوم الحاډثة بتاعتي وهو جاي ليا المستشفى رمت نفسها قدام عربيته عشان ټموت نفسها بس ربنا قدر ولطف الحمدلله والدكتور طلب من حمدي أنها تروح تتعالج عند دكتور نفسي لأنها ممكن تكرر الموضوع ده تاني وخالتي جابتها عاشت معانا عندي في القصر عشان تراعيها لغاية ما تخف وترجع طبيعية 
نظرت ميسرة بحزن وعتاب لزهرة فشعرت بها الأخيرة من دون أن
________________________________________
تتحدث فأقتربت منها تربت على ذراعها 
مټخافيش يا ميسرة مفيش حد هياخد مكان سدرة في حياة هارون حتى لو ملكة نزلة من السما والبنت انا جبتها لأنها غلبانة والدنيا جاية عليها بزيادة وانا لا يمكن كنت اسيبها وقررت اساعدها لأني أعتبرتها بنتي ربنا يعفو عنها ويشفيها 
أومأت لها زهرة بابتسامة وعيناها تلمع بالعبرات ثم نظرت لهارون الذي وجدته يبتسم لها بحنو 
بنات الدنيا كلها ميملوش عيني لأني مش شايف ولا هشوف غير سدرة وبس 
نزلت دموع ميسرة وهزت رأسها برفض 
انا لو حاسه أن سدرة لا قدر الله ماټت مكنتش هزعل لأن
دا من حقك بس احساسي بيها أنها عايشة بس معرفش هى فين ولا أيه اللي حايشها عني ولو رجعت ولقيت في غيرها في حياتك هتتجرح قوي يا هارون دي حبيتك أكتر من نفسها 
زفر هارون بحزن 
وانا كمان حبيتها أكتر من حياتي ولا يمكن غيرها يدخل حياتي وأن شاءالله سدرة عايشة وهترجع لينا وقريب 
في سيارة حمدي جلست سهيلة بجواره شاردة تنظر من زجاج السيارة لا تعي لنظرات حمدي المتابعة لها وعندما وجدها غير مبالية له ولا بأحساسه الذي تكون داخله ناحيتها في بداية الأمر ظن أنه مجرد شفقة عليها لما تمر به من ظروف غامضة دمرتها نفسيا جعلتها تقرر أنهاء حياتها في لحظة يأس تملكتها لكنه تيقن بعد ذلك من شعوره بالأنجذاب ناحيتها وسعادته برؤيتها وخفقان قلبه الذي لم يشعر به سابقا حتى مع سدرة فكان إحساسه بها مختلفا عن سهيلة فهى جعلته يتمنى قربها في كل وقت أما إحساسه بسدرة كان خوف عليها وشفقة على ما مرت به ليس أكثر لذا قرر وضع حد لحيرته والتأكد ما أن كانت تبادله نفس شعوره أم أنه يتوهم ذلك أوقف حمدي السيارة بجوار الممشى الحجري بجوار النهر مما جعل سهيلة تنظر له متسائلة عن سبب توقفه نظرت له وقالت برقتها المعهودة 
حضرتك وقفت ليه يا أستاذ حمدي 
أنتفخ داخل حمدي بالغيظ لوضعها دائما حاجز بينهما 
سهيلة ممكن تبصيلي 
رفعت سهيلة عسلتيها اللامعة تنظر له وسرعان ما أخفضت نظراتها أرضا 
في حاجة انا عملت حاجة 
نقر حمدي بأصابعه على عجلة القيادة 
اه فيه في أني معجب بيك ومش بس كدا لأ انا كمان بحبك 
أتسعت عين سهيلة بفزع وأمسكت بقفل
الباب تفتحه لتخرج من السيارة لكنها وجدته مغلقا فتوسلت لحمدي وهى تبكي 
أفتح الباب أرجوك يا حمدي بيه أرجوك أرجوك 
تعجب حمدي من رد فعلها على ما قاله فسألها 
في أيه يا سهيلة هو انا قولت أيه يخليك ټنهاري كدا 
هزت سهيلة رأسها پخوف 
لأ انا منفعش صدقني منفعش شوف ليك واحدة غيري نزلني وخليني أمشي وأنساني أرجوك دا عشانك مش عشاني 
شعر حمدي أن هناك ما يؤرقها وجعلها تعاني هكذا لذا أمسك معصمها ونظر في عينيها بقوة 
ليه رميتي نفسك قدام عربيتي وكنت عايزة ټموتي نفسك 
ثم أشار له بسبابة يده الأخرى 
ويكون في علمك مش همشي بالعربية ولا هسيبك غير ما تحكي ليا كل حاجة وكمان عايز أقولك أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا 
تجرعت سهيلة ريقها بصعوبة وهى ترتعش فطمأنها حمدي وهو يربت على كفها بين يديه 
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك 
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف 
أاااااا ان انا قټلت واحد 
جحظت عين حمدي بدهشة 
قټلتي دا بجد 
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب 
أيوه قټلته لأنه يستاهل القټل هههههو هو أقنعني أنه بيحبني ولما صدقته حاول يتعدى عليا ويغتصبني فقمت قتلاه وهربت ولما فوقت من الصدمة قررت أموت نفسي عشان مشيلش أمي همي كفاية عليها هم أخواتي الأيتام اللي بتشقى عشان تربيهم 
ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها 
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه 
أتسعت عين سهيلة پخوف 
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا 
ربت حمدي على كفها يطمأنها 
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها
 

تم نسخ الرابط