أصقلها شيطان
المحتويات
هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق
نظر له غندور مستفسرا
صفقة أيه دي
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على
الخبر الجامد ده
أبتسم زاهر وأومأ له برضا
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج
________________________________________
ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان
أقترب غندور منه لاهثا ينكب على يده يقبلها بفرحة كبيرة
ربنا يخليك لينا يا سعادة الباشا وأن شاء الله ربنا هينصرك على أبن الهرمة دا
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته
الجزء التاسع
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر
أيضا وبعد ساعة قضتها في حوض الاستحمام المليئ بسائل رغوي ذو رائحة عطرية مميزة اكتفت بها ووقفت تلف منشفة قطنية حول جسدها الغض وأتجهت للمرأة بعد أن أخذت منشفة أخرى صغيرة تجفف بها خصلات شعرها برفق ووقفت أمامها تنظر لنفسها ومالبثت أن زفرت بضيق فلم يفلح ما فعلته في أن ينسيها ما حدث من هارون وشعرت بنغزات مؤلمة بقلبها جعلت الدموع تترقرق في عينيها وأنهمرت مخرجة معها أهات حزينة نادمة على ما أقترفته في حق نفسها وظلت لفترة حتى نفذت عبراتها وجفت تمالكت نفسها وتنفست بعمق تستجمع قوتها ثم فتحت صنبور المياه وأخذت القليل منه تغسل وجهها لتزيل أثار الدموع عن وجنتيها وخرجت لغرفة الملابس حتى تنتقي منها بعض القطع القطنية المريحة أنتفض قلبها بصخب حين وجدت هارون يقف على باب الغرفة ينظر عليها بأعين تشتعل رغبة وشوق لم تعيره سدرة اهتماما وقررت تجاهله حتى يذوق من نفس الكأس الذي ساقاها منه اختارت منامة من قطعتين وأخذتها عائدة للمرحاض مرة أخرى لكن صوت هارون أوقفها حين ناداها
سدرة
استدارت تنظر له بضيق
أفندم عايز أيه
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة حاجة من الفلوس دي دي فلوسك ومن حقك أنت مش انا
أمسك هارون يدها رغم محاولاتها بالأفلات منه ووضع بها الورقة
وانا قولتلك أن انا خدت حقي كله ودا حقك أنت وياريت تبطلي مقاوحة واسمعي الكلام من غير مناهدة
أمسكت سدرة يده ووضعت الورقة بها ثم تركته متجة للمرحاض لكنه ترك الورقة تسقط أرضا وأمسك بذراعها يشدها ناحيته وأمسكها من ذراعها الثانية أيضا وهزها برفق
هتفضلي عنيدة ومبتسمعيش الكلام لغاية أمتى أنا قولت لك قبل كدا أني مبحبش العند وتنشيف الدماغ ده متضطرنيش أن أستخدم العڼف معاك مرة تانية
لم تستطع سدرة كبح عبراتها وأنهارت مټألمة بسبب ضغطه القوي على ذراعيها فزاد في هزها بقوة
بطلي عياط مش كل ما أكلمك ټعيطي
نطقت سدرة بصعوبة من بين شهقاتها
سيب إيديا أنت بتوجعني
وكأنه كان مغيبا لم يعي ما فعله الإ حين شعر بتألمها ورأى دموعها فترك ذراعيها ولم يقاوم شعوره نحوها فضمھا له يربت على رأسها التي توسطت صدره ټدفن وجهها به
طب أهدي مخدتش بالي أن كنت ضاغط على إيدك لدرجة أني ۏجعتك
بكت سدرة حتى بللت سترته وظل
هارون يحتضنها وخافقه ينبض پألم على تألمها بسببه
خلاص أهدي بقى ومتزعليش حقك عليا
حاولت سدرة تنظيم أنفاسها والسيطرة على نوبة بكائها وأبتعدت عنه قليلا وأنحت تلتقط ملابسها التي وقعت منها حتى تذهب لارتدائها داخل المرحاض في أثناء ذلك مسح هارون على وجهه كي يقلل من رغبته بها ويجاهد نفسه كي لا يلتقطها مرة أخرى رغما عنها ويذيقها بعضا من العڈاب الذي بات يذوقه كلما لفحته أنفاسها حاول وحاول لكنه بشړ ولديه قدرة
على التحمل ومنذ رأها
________________________________________
بتلك المنشفة التي لا تخفي كثيرا من جسدها الصارخ بالأنوثة وقدرته بدأت في التداعي نهضت سدرة من أنحنائها البسيط
خير يا بيه بتتصل دلوقتي عايز أيه
أحمر وجه هارون پغضب وجحظت عيناه ونهض يسحب ملابسه كي يرتديها بعد أن وضع الهاتف بين صدغه وكتفه
أمتى حصل دا وأزاي متقوليش
ثم قليلا ثم هدر بصوت مرتفع بعض الشيء
يعني أيه مش عايز تقلقني هتفضل طول عمرك غبي يا حمدي أزاي تبقى خالتي في المستشفى من أمبارح ومتقوليش قولي أنت في مستشفى أيه
أنتهى هارون من ارتداء ملابسه وأنهى المكالمة متوعدا إياه عند رؤيته
متتكلمش كتير حسابك معايا بعدين وسلام دلوقتي انا جاي لك في الطريق
نظر هارون بأرتباك ناحية سدرة التي أنتهت من لف المنشفة حولها ووقفت تحني رأسها بخجل
انا آسف يا حبيبتي مضطر أمشي خالتي في المستشفى ولازم أروح لها بسرعة
تقدمت سدرة منه تمسك ذراعه مستفسرة
مالها ماما زهرة
عبثت ملامحه وهو يخبرها بما أخبره به حمدي
كان عندها غيبوبة سكر والدكتور لحقها الحمدلله
أمسكت يده تطلب منه رجاء
طيب خدني معاك أشوفها وأطمن عليها
هز رأسه برفض
لأ خليك لأن انا هجبها على هنا تاخدي بالك منها على الأقل لغاية ما تتحسن لأن حمدي معظم وقته مشغول معايا في المجموعة وهى مينفعش تقعد لوحدها
أومأت سدرة بابتسامة وأقتربت
منه تقبل وجنته
ماشي وانا أن شاء الله هحطها في عيوني وأخلي بالي عليها متقلقش
ربت هارون على كفها ثم تركها وغادر
تسلم عيونك انا همشي عشان متأخرش عليهم
زفرت سدرة براحة بعد أن شعرت بالرضا يغمرها
مع ألف سلامة يا يا حبيبي
ثم شرعت ترتدي ملابسها وتهندم نفسها وأثناء ذلك استرعى نظرها شيئا يلمع في أرضية الغرفة فأنحنت تلتقطه فوجدته خاتم هارون الفضة ذو الحجر الكريم الأزرق المفضل لديه فتعجبت من تواجده وخمنت سقوطه منه منذ قليل أخذته وذهبت لغرفته لكي تضعه مع باقي متعلقاته الشخصية أتجهت سدرة لخارج غرفته لكنها توقفت عندما لمحت الكثير من الأوراق مبعثرة على الطاولة فجلست على الأريكة تعيد تنظيمهم وترتيبهم ثم وضعتهم داخل الملف الأحمر الذي وجدته بجانبهم دخلت حكمت عليها ومعها أحدى العاملات تعجبت من وجودها في غرفة هارون فهى تعلم أنها لا تدخلها ونظرت إلى ما تحمله بيدها وسألتها بأهتمام
خير يا هانم في حاجة
نظرت لها سدرة بضيق ووقفت تضع الملف على الطاولة بضيق
أفندم أيه خير دي أنت هتمنعيني أدخل أوضة جوزي ولا هتفتحي ليا سين وجيم
أحنت حكمت رأسها بأسف
مقصدش يا هانم انا آسفة
ثم رفعت وجهها تنظر لها بنزق
انا بس مش متعودة على وجود حضرتك هنا وعلى العموم دا وقت التنضيف لو تحبي نرجع ونيجي لما تخلصي
زفرت سدرة وبراكين من حمم غاضبة تتفجر بداخلها
لأ أتفضلي خدي راحتك انا خلصت وكنت خارجة
تركتهما سدرة وذهبت لغرفتها وهى تتوعد لتلك الشمطاء بالعقاپ على معاملتها الفظة لها وستبلغ هارون بذلك حتى يضع لها حدود في تعاملها معها وأمسكت هاتفها تتصل منه على رقم غير مسجل عليه وحين استمعت للصوت صاحت بسعادة
عندي ليك خبر بمليون جنيه اللي كنت عايزه حصل وقريب قوي هنجح وهثبت ليك ده
وأنهت المكالمة واسترخت في فراشها تغط في نوم عميق بعد قضائها لليلة
متابعة القراءة