الذئاب بقلم ولاء رفعت علي
المحتويات
إحنا عايزيين نعرف بيت عيلة عم إسماعيل الله يرحمه
الرجل تجصد إسماعيل الفران ولا إسماعيل الجنايني الي هج من البلد من زمان
ياسين أيوه عم إسماعيل الجنايني أخرج من جيبه بعض أوراق من المال فأعطاها له ف يده
تلفت من حوله وقال هجولك بس أوعاك تجولهم إني دليتك عليهم أصلهم عيلة ماتعرفيش ربنا يجتلو الجتيل ويمشو ف جنازتو وكل همهم الفلوس
الرجل خدامك حمدان يابيه
بص بجي تمشي طوالي وأول شارع ع يدك اليمين تكسر هتلاجيه أول بيت
ياسين يلا يا رجاله
ذهب جميعهم إلي ذلك المنزل المكون من عدة طوابق ليجدوا عم ياسمين وإبنه خميس ف إنتظارهم
خير يا حضرة قالها والد خميس
ياسين أنا جاي أخد ياسمين عشان ترجع القصر
ياسين ما أنا قبل ما هاخدها بطلب إيدها منكو ع سنة الله ورسوله
كاد يتفوه خميس ليوقفه والده وقال
أوعاك تكون الجدع الي غلطت معاه
زفر ياسين بحنق وقال
ياسمين مغلطتش كل الحكاية كانت بتنضف أوضتي وأنا كنت راجع مكنتش دريان بنفسي وحصل الي حصل
والده أخرس يا ويلد صوح الي بتجولو ده ولا أنت بتجدب وبتداري ع غلطها
ياسين والله العظيم ده الي حصل وعارف إن أنا غلطان عشان كده
جاي أصلح غلطي وأتجوزها
خميس وإنت فاكر إحنا هنوافج ونجوزهالك وتعاود بيها ع مصر إياك هو دخول الحمام زي خروجه يا إبن البهوات
ياسين وأنت مالك أنا بتكلم مع عمها
أمسكه ياسين من تلابيب عباءته وصاح به وقال
بتقول أي يا
والد خميس يعني غلطان وبتتهجم ع ولدي نزل يدك قالها وهو يرفع صوب ياسين
نزل الي ف إيدك أحسنلك صاح بها يوسف الذي وصل للتو برفقة مصعب وبعض الحراس
والد خميس وتطلع مين أنت كمان
يوسف أنا أبقي أخوه
يوسف لم نفسك يا زفت أنت أنا جاي أخد ياسمين عم إسماعيل الله يرحمه كان موصينا عليها
قال والد خميس بنبرة سخريه وأخوك ماشاء الله نفذ الوصية زين
يوسف أخويا غلط وهيصلح غلطو فبالذوق كده تقولنا فين البنت
خميس ما جولت لأخوك جتلتها وخلصت من عارها
ألحج يابا ف واحدة عمالة تصرخ ف البيت الجديم قالتها فتاة صغيرة
قالها وأتجه نحو الفتاه وقال فين البيت ده
خميس الي هيهاوب ناحية الدار هطوخو ف نفوخو
يوسف شكلك أعمي ومش شايف الرجاله الي معانا
رفع الحراس أسلحتهم صوب خميس ووالده فأردف يوسف
بص يا راجل أنت وإبنك من الأخر كده البنت هناخدها قولو من الأخر عايزين كام وتنسو إن ليكو بنت أخ
والد خميس مليون جنيه مينجصوش ولا مليم
يوسف خلاص تسلمنا البنت تستلم الفلوس
أخذهم خميس إلي المنزل المهجور وإن فتح الباب ليولج جميعهم وتركض ياسمين نحو ياسين بتلقائية وتستنجد به الحقني يا ياسين
ياسين وهو يتفحص وجهها
أنتي كويسه
ياسمين لاء خدني من هنا إبن عمي عايز يتجوزني عرفي ڠصب وخلاني أمضي ع تنازل عن ورثي
خميس كدابة أنا كنت مخبيها ف الدار أهنا عشان أجتلها زي ما أبوي جالي
ياسين ده أنت تخرس خالص مټخافيش يا حبيبتي محدش يقدر يقرب منك خلاص هتسافري معايا وهنتجوز
وف الطريق أثناء السير
كل الحكاية إن لاقيت عم شكري قالي إنك سافرت لأهل ياسمين وخدت الرجالة فخۏفت ليعملو فيك حاجه وتعرف مين الي قالهم أصلا مامتها والي بلغتها البنت الي إسمها علا سمعتها داده سميرة وهي بتتكلم ف موبايل ياسمين وبتحكيلها الي حصل بس بطريقه تانيه قالها يوسف
ياسين طريقة تانيه إزاي !!
يوسف فهمتها إن ياسمين بتجري وراك ودخلتلك الأوضه والي حصل كان بمزاجها
ياسين يا بنت ال وربنا لما نرجع القصر لأطلعو ع عينيها
يوسف مفيش داعي ماما لما عرفت خلتها تسيب الشغل وتمشي من غير شوشره
نظر ياسين إلي تلك النائمة فأنحني وقبلها فوق رأسها وقال حقك عليا يا روحي
وبعد مرور أيام في قصر البحيري
تحمل العاملات الحقائب وتخرجها إلي السيارات المنتظرة ف رواق الحديقه
تقف ملك أمام المسبح تتأمل كل مكان بحديقة القصر وتبكي بدون صوت
إحساس صعب لما تسيب الحاجه الي أتعلقت بيها وبتحبها خاصة لو المكان الي عيشت وأتربيت فيه قالها مصعب
ألتفت إليه وقالت بتهكم
والي يسيب حد بيحبه وأتعلق بيه طول عمره ده يبقي أي !
مصعب
ساعات الظروف بتبقي أقوي من الواحد فبتجبره أن يتخذ قرارات ڠصب عنه زي ما عزيز بيه أتخلي عن القصر وباعه
ملك وأي ظروفك يا مصعب خاېف
من بابا ويوسف!!
مصعب أنا مبخافش غير من الي خلقني وبس
إبتسمت بسخرية وقالت
بدليل إنك بعتني ف أول الطريق
مصعب
أرجوكي يا ملك كفايه عتاب
ملك أنا مش بعاتب عشان أنت متستهلش إن أعاتبك ولا تستاهل قلبي الي قدمتهولك ع طبق من دهب وأنت رميته ودوست عليه بكل سهوله وعشان طلعت ندل وجبان
لم يدرك حاله وهو يصفعها فأتسعت عينيها بذهول فلم يتحمل ما أرتكبه للتو وقال
أنا بحبك يا ملك ولا عمري هاحب غيرك قالها وأبتعد عنها وأردف
عايزك تعرفي إن مفيش حد بيحبك أدي أنا بمۏت كل لحظه وأنا بعيد عنك وأنتي أدام عينيا ف نفس الوقت عشان كده
دمعت عينيها وقالت
أنت السبب مش أنا
أبتلع ريقه ثم قال أأ أنا مسافر وراجع بعد شهرين
ملك مسافر !!!
مصعب كل الي طلبه منك تديني فرصة لحد ما أرجع وساعتها هاطلب إيدك من عزيز بيه هتستنيني يا ملك !!
قالها وكأنه أحيا قلبها مجددا فأومأت له بفرح وسعاده وقالت
هستناك العمر كله يا مصعب
مصعب أنا بحبك أوي يا ملك قلبي
ملك وأنا بعشقك يا مصعب قلب وروح ملك
قالتها
قاطعها وقال
مش عايز أسمع
ولا كلمه بس عايزك تحطيها حلقه ف ودانك مينفعش إبن الأكابر يتجوز الخدامه أظن إنك فهمتي قصدي من غير ندخل ف مواضيع ملهاش لازمه
أومأت له وعينيها تبكي ف صمت وذهبت
بعد مرور 7 شهور ف شتاء عام 1984 ف إحدي قري الصعيد النائية تهطل الأمطار بغزارة بصوت مختلط بصړاخ زينب التي داهمها آلام المخاض
يلا هانت الراس ظهرت قالتها المولده وتقف بجوارها عمة زينب
العمة إستحملي يا ضنايا
زينب بصړاخ
مش قادره يا عمتي هامووووت
قالتها ليأتيها ألم بقوة لم يتحملها أعتي الرجال فأطلقت صړخة دوت ف الأرجاء ويليها صوت بكاء ذلك الرضيع
المولده ألف مبروك واد كيف الجمر يتربي ف عزك يا بتي
العمه هاتسميه أي يا زينب
نظرت إلي رضيعها وقالت هاسميه محمد
وبعد أيام
تحمل مولدها وع يدها حقيبة
أهربي بسرعه يا زينب جبل ما جدك يعطر عليكي هيجتلك أنتي وولدك قالتها العمه
زينب مليش حد ف مصر يا عمتي
العمة أرجعي الجصر لحكيم بيه وجوليلو إن الي ع يدك ده يبجي إبن عزيز ولده
وعندما ذهبت إلي القصر كانت الصدمة حينما رأت تلك الأنوار والموسيقي ليخبرها إحدي الحراس إنه حفل زفاف عزيز و جيهان إبنة رجل الأعمال زيدان الدالي شعرت وكأن الدنيا تنغلق ع نحرها ركضت وع يدها صغيرها سارت به ف كل الشوارع والحواري والأزقه حتي خارت قواها لتجدها سيده مسنه تعيش بمفردها أخذتها ف منزلها ومرت الأيام حتي كبر ذلك الصغير فقررت الذهاب إلي القصر وعقدت العزم بإن تخفي أمر نجلها إستقبلتها جيهان وجعلتها تعمل بالقصر وعندما رأها عزيز قام بټهديدها إن لو أفصحت عن أمر علاقتهما القديمة وأخبرتها وأخبرت والده بأن لديها طفل منه سوف يأخذه منها عنوة وېقتله ويلقي بها إلي أهلها بالصعيد
سمع ذلك الصغير كلمات والده القاسيه فدمعت عيناه ونبتت الكراهيه بداخل قلبه نحوه
ظن حكيم إن ذلك الطفل إبن رجل أخر قد تزوجته زينب عندما طردها من القصر كان يعاملهما بقسۏة خشيت زينب ع إبنها من بطش والده وجده حتي أتي لها الصغير يوما بكي إليها وأشتكي إن أصدقائه لهم أب وهو ليس لديه فاض بها الأمر حتي ذهبت إلي عزيز
أنتي إتجننتي عيزاني أعترف بيه إزاي وأقول لبابا أي ولا جيهان مراتي أي !! عيزاني أقولهم إن مخلف من الخدامه !! صاح بها عزيز
زينب
حرام عليك أنت معندكش قلب مش كفايه لحد دلوقت ملهوش شهادة ميلاد ! أنا مش هاسكت وهاروح أحكي لجيهان هانم ع كل حاجه
صفعها عزيز فركضت تبكي ذهب ليخبر والده وحينها إستمعت إليهم جيهان دون أحد أن يراها فأخبره حكيم بأن يأخذ الصغير ويقوم بطردها بعد إن يحيك لها سړقة المجوهرات الخاصة بجيهان
لم تصدق جيهان مدي قسۏة وجبروت ذلك الرجل وكذلك زوجها
فذهبت تبحث عن زينب لتخبرها أن تأخذ حذرها لكن وجدت حكيم قد سبقها ورأته هو ينهرها ويسبها ويصفعها ويحاول أن يأخذ الصغير من يدها تدخلت جيهان ع الفور خشي أن تعلم شيئا فأخبرها إنه يقوم بتأديبها لإن رأها إحد الخدم وهي تحاول سړقة مجوهراتها
وف تلك الليلة قررت زينب الهروب بعد أن ساعدتها جيهان وأخبرتها ع ماينوي فعله حكيم وإبنه عزيز
هربت هي وصغيرها ذو العشر أعوام ولكن وهي تبحث عن ملجأ لهما صډمتها سيارة وهي تدفع صغيرها لتحميه ترجل ذلك السائق وقال
لا حول ولا قوة إلا بالله مش تاخدي بالك ياست
هاتها يا شفيق ف العربية نوديها المستشفي بسرعه قالها ذلك الرجل الذي يجلس ف المقعد الخلفي ذو مظهر أنيق وراقي
السائق أمرك يا رسلان بيه
بكي ذلك الصغير ويمسك بوالدته فأخذه السائق وأنطلق بهم جميعا إلي المشفي
وبالمشفي وضعت الممرضات زينب ع التخت المعدني المتحرك
السائق رسلان بيه مش هاتطلع تطمن ع كاريمان هانم زمانها ولدت
رسلان هاطلع بس أستني هاطمن ع الست دي الأول
رسلان بيه الست الي عامله حاډثه عايزه حضرتك قالتها الممرضه
ذهب إليها رسلان
زينب بنبرة يغلب عليها الإعيان والوهن الشديد
أرجوك يا بيه تاخد بالك من إبني ده ملهوش حد غيري ف الدنيا
رسلان إن شاء الله هتقومي بالسلامه وتربيه وتفرحي بيه
لم تجيب سوي بدمعه إنسدلت من عينها وهي تحدق بإبنها الذي يمسك بيدها ويقول
ماما مټخافيش أنا مش هاسيب حقك
إبتسمت له وهي تمسد ع خصلاته بدون أن تتفوه حتي جاء إليها ملك المۏت ليقبض روحها إلي بارئها
لا إله إلا الله قالها رسلان وهو يبعد الصغير الذي يمسك ف والدته وظل ېصرخ بها
إصحي يا ماما متسبنيش هاخدلك حقك منهم كلهم بس أصحي
ضمھ رسلان إلي صدره بحنان أبوي وأخذ يربت عليه وف نفس التوقيت جاء إليه سائقه والطبيب يخبره بأن زوجته التي كانت تضع مولدتها قد توفت بسبب إنها مريضة قلب ولم تتحمل حينها جاءت الممرضه تحمل المولوده الصغيره وتعطيها لرسلان وتقول
تتربي ف عزك إن شاء الله هاتسميها أي حضرتك
أخذها ليحتضنها وعبراته أنسدلت
فقال وهو يحدق ف عينين الصغيرة
كارين هاسميها كارين زي ما كانت مامتها عايزه
أنتبه رسلان إلي الطفل لينحني نحوه وقال
متخافش يا حبيبي أنا هاخدك معايا القصر ودي هتبقي أختك مقولتليش بقي إسمك إي
الطفل محمد وماما ساعات بتقولي قصي
رسلان
من هنا
متابعة القراءة