أحببت العاصي بقلم أية ناصر
المحتويات
خير وشړ حتي انا بس الخير فيك يا قلب ماما وعشان كده
لازم نهرب من كل حاجه الي من ارض الخطيئة الي ارض الفضيلة لازم الحق
وعملته وهي ترتجف ثم اشعلت عود الثقاب ببطء ورمته علي الأرض فاشتعلت النيران بالمنزل بينما احتضت علي الصغير وجلست في تلك الزاوية وهي تبكي بصمت تنتظر مصيرها
عاصي انا تلك الطفل التي كانت تجري خلفك كظلك انا تلك الطفلة التي كانت تعلب في ارض بيتك انا تلك التي كنت تقصي اليها الحكايات ولكن اليوم لم اعد طفل بل كبرت لأبعد حد أختااه و شاهدت العالم علي حقيقته بعد كل الذي كان انا أيد احدهم علي ارض الامان ودفعتي امي في سبيل الستر والكتمان
اجروا يا ولاد بيت الحاج علي فيه حريقة كبير اجووا
أحببت العاصي من الحادي والاربعون الى الخاتمة
الفصل الواحد والاربعين
نظر آدم الي سعيد غالب پغضب شديد والاخر ينظر له بنظرات باردة خالية من الشعور بينما ضغط ماجد علي يد آدم بشدة لكي يتعقل كما اتفقا واخذ الفلاحين يقدمون بالتعازي والمواساة للحاج علي و
لماذا لا تبكي لماذا لا تصرخ هل فقدت الشعور بمن حولها هل هذا جفاء منها أم هو مجرد تعود علي الحزن والفقدان ولكن هذه المرة الفقدان مضاعف بدرجه من الخذلان والاحتقار و شعور قوي بداخلها يحثها علي الثبات و الاڼتقام
قوي لا تعرف من اين لها بها تجعلها مازالت هنا تنظر إلي هذه وتلك ثم الي تلك الأم التي ربتها منذ الصغر فاليوم فقد ابنتها التي انجبتها من رحمها و طفلها ابنتها التي تعرضت إلي الظلم من مهانا وانتهاك و تعذيب ثم رحلت وكأنها اكتفت من تلك الحياة عائشة طفلتها المحببة
الرضيعة التي قاسمتها اختها رزقها يوما فكانت امها ترضع اليتيمة أولا ثم ترضعها هي وللعجب كانت تضحك وتتقبل القليل بل اقل القليل هل ماټت عائشة حقا هل رحلت تلك الفتاة التي كانت تضحك وتجري وتلعب إذا فلماذا لا تبكي لماذا لا تصرخ لماذا لا تفعل مثل هند تفقد وعيها ثم تمنع الطعام و الكلام او ت صغيرتها مثل فداء وتبكي داخل ا ه صغيرتها اين هي صغيرتها الآن ووجدت نفسها تكرر تلك العبارة ابحثي عنها لدي جواد جواد اتسعت عينيها بشدة وامتزج لونها الأخضر مع تلك الخطوط الحمراء وهي تعزم علي لا بكاء و النفس بالنفس والچرح بالچرح والدم پالدم ولو بعد حين فمن اليوم يجب ان تسعي والمسعي واضح امامها كالشمس هو الاڼتقام فعهد العاصي في الحب موجع وعند الكرة ممېت
وقف آدم وبجانبه ماجد ينظرون للفضاء من حولهم و الصمت يعم المكان كل منهم يشعر بشعور مختلف فأحداث اليوم اكثر ألما شابة في مقتبل العمر وصغيرها يا الله له ما كل هذا
الآلام تكلم آدم بصوت هامس
هو اللي وصلها لكد ولازم اجبلها حقها
حقها في رقبتنا كلنا يا آدم بس الأول لازم نعرف همنعمل ايه عشان نوصل للبنت وعز قبل ما يتجنن يؤذيهم
تكلم ماجد بهدوء شديد بينما رفع آدم يديه بعضب ثم هتف بصوت مرتفع
هقتله لازم اقتله اللي زي ده حرام يعيش
قټله مش هيفيد في حاجه الوقت لازم نفكر في حل عشان نوصلهم الاول وبعد كده قټله يبقي سهل و مۏته مش هيشفعله عندي
كان ماجد يتكلم بنبرة باردة وهو يضع يده في جيبة وينظر الي السماء بينما تكلم آدم بنبرة يغلب عليها الحزن الشديد
نوصلهم تفتكر نقدر وأصلا هما لسه عيشين ده مچنون ترقع منه كل حاجه واي حاجه
تنفس ماجد پغضب وهو يهتف بآدم بشدة
أيه بتتكلم بيأس
كده ليه عاوز نستني لما نعرف بموتهم و لا نستنى لما يعمل اللي في دماغه ويوصل لأختك ويقتلك فوق من الصدمة اللي انت فيها دي مفيش وقت لازم نتحرك
نظر آدم الي ماجد واتسعت عينه ثم هتف
مش هيقدر ېلمس شعرة واحد منها انت اللي منعتني ان اقتله انهارده
تأفف ماجد بصوت مسموع ثم قال بصوت مرتفع
روح روح اقتله من غير ما نعرف طريق البنت وعز الدين وسعتها ابوه هيقتلهم من غير رحمه وانت مسيرك ايه غير الاعډام انت فكرني ان انا مش عاوز اقتله مش عاوز اخد حق الكل تبقي غلطان بس للأسف حالا احنا اللي روحنا في أيده لازم نفكر ونعرف هنعمل ايه احنا حالا لوحدنا مش هينفع ندخل حد ولا حتي الشرطة لان مفيش دليل وعمرهم ما يخدوا بجواب عائشة فوق يا آدم عشان نشوف هنعمل ايه
نظر له آدم بخفوت ثم رفع يديه ومسح صفحة وجهه پغضب حين استمعوا الي صوت عمرو الواقف خلفهم وهو يقول بإصرار وعزم قوي
وأنا معكم لحد ما نضمر الانسان ده و اشوفه مېت قدامي سعتها
بس هرتاح لما اشوفه مېت زي عائشة
نظر لهم آدم وهو يعقد العزم ان يكون معهم من الآن ليأخذوا حقهم من ذلك المچنون ويقسم بداخله علي القضاء عليه نهائيا
اخذ يلتفت من حوله هنا وهناك ثم دلف الي تلك الغرفة بسرعة ثم اتجها الي ذلك الشخص المسطح علي
الأرض بأعياء وكلما اقترب منه استمع الي تحشرج انفاسه وكأنه يحارب ليعيش اسرع اليه و جلس امامه ثم قال بصوت منخفض
قوم بسرعة يله قوم يا عم انت
فتح عينه بتعب و اخذ بعض لحظات ليستطيع ان يعرف من الذي يتكلم بجانبه فكان احد الرجال الذي شاهدهم من قبل نظر له الرجل ثم قال بارتباك وهو ينظر له ثم ينقل نظرة الي باب الغرفة بارتباك و قال
قوم وبسرعة عشان تأكل
قبل ما حد يجي
ثم اخرج من جيبه شطيرة واعطاها لعز الدين الدي نظر اليه مستفهما ولكن عاد الرجل يقول بسرعة
يا عم انت لسه بتبصلي هتاخد تأكل ولا اروح من مكان ما جيت انا عارف ان بجيب المشاكل لنفسي
استند عز الدين علي يديه بوهن واعتدل قليلا وهو ينظر للرجل فكان شاب صغير يعتقد انه بعمر اخيه ماجد ملامحة هادئة جدا ولكن تعجب عز الدين منه وقال بتعب وهو يحاول ان يخرج صوته
طيب ممكن اعرف ليه
نظر اليه الشاب ببلهه ثم قال بسرعة
انت لسه هتسال مفيش وقت اعتبره صواب ثم قال اوعي تكون فاكر الاكل في حاجه ممكن اكل قدامك
نظر عز الدين له ثم قال وهو يأخذ الشطيرة من يديه ويأكلها بنهم شديد ثم قال
ولا فيها العمر واحد والرب واحد ثم صمت لبره قبل ان يقول كتر خيرك بس ممكن تطمئني عن
البنت الصغيرة هو ده فعلا اللي ممكن تسعدني بيه هي بخير
نظر اليه الشاب بخفوت وقال بنبرة مطمئنة
ما تخفش هي بخير الباشا بيهتم بيها بنفسه
يعني هي كويسه ومين هو الباشا ده وليه خطڤوها
ايوه اطمئن بص انا مليش دعوة ومينفعش اقولك انت ولا شوفتني ولا عرفتني وانا لو ربنا قدرني هجبلك اكل ومياه
قالها الشاب وهو يسرع للخروج في حين تكلم عز وقال له
شكرا بس لم انت طيب كده ليه تشتغل مع الناس دول
استدار اليه الشاب وقال بنبرة حزينة جدا
الحاجة و لوي الذراع والخۏف علي اهل بيتك ممكن يخلوك تعمل اكتر من كدة
ثم خرج سريعا من الغرفة وهو ينظر حوله بينما نظر عز الدين الي المكان من حوله ثم استقام قليلا واخذ يجهز نفسه لجوله جديدة من
العڼف ولكنه شعر الآن ببعض القوي التي يستطيع بها ان يدافع عن نفسه وعن طفلته
دلفت فداء الي غرفة هند نظرت اليها بحزن كبير ثم اتجهت اليه وجلست بجانبها وقالت بنبرة حانية
سالم بيسأل عليك
لم تنظر لها هند ولم ترد عليها وظلت كما هي علي حالها تنظر امامه وتتنفس فقط تنفسها هو الدليل الوحيد علي بقائها تكلمت فداء مرة اخري وهي ترتب علي شعرها
انا عارفه احساسك انا كمان اخواتي و أمي ماتوا بس صدقيني الحزن
متابعة القراءة