الجزء الثاني العشق وجوه
العدل أن أتألم لألمك و أحزن لحزنك في الوقت الذي قتلتني فيه بدون أن يحرك قلبك ساكنا لكل ذلك العڈاب الذي أذقتني إياه
فأي لعڼة قد أصابتني لأعشق رجل مثلك ..!
أن يقسو عليك شخصا في عناقه هو أشد أنواع الحب الذي قد تتلقاه يوما .
نورهان العشري
بعد مرور عدة أيام استيقظت كاميليا علي فراشات العشق تتفرق على كامل وجهها فظنت أنها تحلم فارتسمت علي شفتيها ابتسامه حالمه مستمتعة بتلك الأحاسيس اللذيذه التي سرت في جميع أنحاء جسدها لتتفاجئ باختفائها فقطبت جبينها و تململت في نومتها ثم سمعت صوت الباب يغلق پعنف فهبت من نومها تتطلع حولها فلم تجد أحد في الغرفة لتتنهد بخيبة فهي كانت تأمل في ان تراه فهو منذ ذلك اليوم الذي غفت بجانبه لم تره أبدا و أيضا رجوع خالتها إلى الإسكندريه بمثل هذه السرعة التي أثارت ريبتها و كذلك تحججها بقرب مواعيد اختبارات كارما و لكنها تعلم بأنه حدث شئ أجبرها عن الرحيل ....
حتى تستمد منه بعض الشجاعة و لكن لا يوجد أمل بأن يأتي فمن الواضح أنه سأم منها ...
استجمعت شجاعتها و بدلت ثيابها و اخذت تجهز حقيبتها فظهر أمامها قميصه الذي اخذته معها منذ سبعة أشهر عندما قررت الهرب منه فلازال يحمل رائحته التي كانت الأنيس لها في ليلها الطويل و المظلم بدونه فأخذت تقربه من أنفها علها تطفئ لهيب قلبها الذي اشعله الشوق
شكل في حد هنا اشتاقلي
فأسندت رأسها إلى الخلف فوق موضع نبضه و أمالتها للجهه الاخرى قليلا حتي تتمكن من رؤية ملامحه و التأكد من حقيقة وجوده بجانبها فهي تخشى أن يكون حلم يصوره لها قلبها الذي اشتاقه حد الچحيم فارتفعت يدها لتهفو برقة فوق قسماته حتى وصلت إلى منبع هلاكها لتتلقى العشق دفعات رقيقة دافئة علي راحة يدها جعلت قلبها يذوب بداخلها و خرجت الكلمات من فمها دون وعي
لم تتلق سوى ابتسامه جميله من جعلتها تحلق فوق الغيوم حد الذوبان بقربه و أخذت تخرج همهمات
كدا يا يوسف وجعتني !
سلامتك يا قلب يوسف من الۏجع
تحدث يوسف بعشق كبير تجلى بنظراته الزرقاء التي لم تصفو يوما لسواها ثم قام بنثر شغفه مكان ألمها برقه أذابتها ثم نظر بعيونها قائلا
تحدثت بدلال يليق بها كثيرا
تؤ تؤ مش زعلانه .
ضيق عينيه بمكر و قال متخابثا و قد بلغ الشوق ذروته بداخل قلبه
بس انا حاسس انك زعلانه و عايز اصالحك
أخجلتها نظراته و تلميحاته التي تجعل قلبها يدق پعنف فقالت تشاكسه
يوسف انت بتتلكك علي فكرة ..
اقترب منها أكثر و هو يحويها بين طيات صدره قائلا
أضاء وميض الأمل من غفرانه في قلبها لتقول بلهفة
يعني خلاص سامحتني و مبقتش زعلان مني
تنهد يوسف و قد شعر بأنه قد آن الأوان للحديث و وضع المشاعر جانبا فهو علي وشك أن يقود حربا طاحنه و هي درعه و مصدر قوته بها و قد بدأ حديثه الذي تمنى من كل قلبه لو تفهمه و تشعر به
أخفضت رأسها فأعادها إلى مكانها مرة أخرى وهو يقول بنبرة ذات مغزى
_ بالرغم من انك عارفه اني اقدر اخرس سميرة باقيه عمرها بس انت خۏفتي و هربتي . مش بلومك علي دا عشان انا بحمل نفسي الذنب اني مقدرتش احميك منهم .. بس صدقيني اي غلط بعد كدا بالنسبالي مش هيعدي من غير عقاپ ..
لا تعرف هل تفرح ام تحزن فهاهي معه من جديد و لا يوجد مزيد من الألم و العڈاب بعد الآن و لكن هناك عڈاب من نوع آخر فوجودها