رواية المراه والثعبان
إمرأة عثرت على ثعبان صغير جائع فقررت أن تنقذه مما يعانيه فأخذته إلى بيتها وآوته وبدأت تطعمه حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها حيث كان يتبعها فى كل مكان تذهب إليه داخل المنزل...
وفى نهاية اليوم كان ينام بجانبها على السرير مستمتعآ بدفئها ...
مرت السنوات وكبر الثعبان ...
حاولت السيدة الرحيمة مع الثعبان كثيرا لكي تجعله يأكل
خوفآ عليه من المۏت والهلاك...إلا أن الثعبان كان يرفض
وفشلت جميع محاولاتها معه ...
ظل الثعبان على حاله هذا لعدة اسابيع رافضآ الأكل إلا أنه كان مازال يتبعها داخل المنزل نهارا وينام بجانبها على فراشها ليلا...بل وزاد عن ذلك بأن كان يلتف حول جسدها وهى نائمة طمعآ فى الدفء ...
أخيرا...وبعد عدة اسابيع قررت السيدة أن تأخذه إلى الطبيب البيطري ليفحصه لعله يكون مريضا ويحتاج إلى العلاج ....
- كشف الطبيب على الثعبان ثم الټفت إلى السيدة وسألها :
هل لاحظتى أي أعراض أخرى على هذا الثعبان خلاف قلة شهيته وامتناعه عن الطعام ؟؟
أجابت السيدة : لا
سألها الطبيب ثانية : هل مازال يرقد بجانبك اثناء نومك ليلا ؟؟
اجابت السيدة : نعم فهو متعلق بي كثيرا ويتبعني أينما ذهبت داخل المنزل ، وينام بجانبي فى السرير كل ليلة .
اندهشت السيدة كثيرآ وقالت للطبيب : نعم ... نعم ..
فإنه فى الآونة الأخيرة وأثناء مرضه كان احيانا يلتف حولي اثناء نومي طمعا فى الدفء والحنان...وكان حينما استيقظ يتبعني بعينه فأهرع لتقديم الطعام له...لكنه للأسف كان يرفض الأكل ويظل فى مكانه ...
- هنا تبسم الطبيب وقال لها : سيدتى ... إن هذا الثعبان ليس مريضا بل يستعد لالتهامك !!!
إنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك
كما أنه يحاول كل ليلة أن يلتف حول جسدك ليس حبا فيك
ولا بحثا عن الدفء والحنان كما تعتقدين .. إنه يحاول أن يقيس حجمك مقارنة مع حجمه حتى تستوعب معدته وجبة بحجمك إنه يعد العدة للهجوم عليك فى الوقت المناسب ..
الخلاصة من القصة:
قد يعتقد البعض أنه يستطيع تغيير من حوله بالحب أو العطف أو الأحسان ..صحيح قد تنجح احيانا مع بعضهم .لكن تذكر أن هناك طبائع تكون متأصلة فى البعض
لا ينفع معها الإحسان ولا تعالجها المحبة ..
وهذه النوعية يكون الاقتراب منها خطړ جسيم.
" لنا قومٌ لو أسقيناهم العسل المُصفَّى ما ازدادوا فينا إلا بغضاً، و لنا قومٌ لو قطَّعناهم إرباً ما ازدادوا فينا إلا حُباً "
علي بن أبي طالب عليه السلام