قصة أصحاب السبت
على شواطئ بلدة تسمى أيلة تقع على سواحل بحر القلزم البحر الأحمر حاليا بين مدين والطور. وقعت أحداث هذه القصة العجيبة والتي ذكرها الله في كتابه يقول تعالى
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون
حيث كان يقيم أصحاب السبت وهم قوم من اليهود خصص الله لهم يوم السبت للعبادة وحرم عليهم أن ينشغلوا بأمور الدنيا لأنهم قوم لا يحافظون على العبادة في باقي الأيام كان بنو إسرائيل يمتنعون عن العمل والتجارة والصناعة والصيد يوم السبت إذ كان هذا الأمر حراما في شريعتهم ابتلاء لهم من الله وكذلك حرم عليهم صيد السمك عقاپا وامتحانا لهم فكثر السمك في هذا اليوم فلم يطيقوا الصبر وتحايلوا وحبسوه فيصطادوه بعد ذلك.
قال ابن عباس وغيره إن اليهود كانوا متمسكين بدين التوراة في تحريم السبت في ذلك الزمان فكانت الحيتان قد ألفت منهم السکينة في هذا اليوم وذلك أنه كان يحرم عليهم الاصطياد فيه وكذلك جميع الصنائع والتجارات والمكاسب فكانت الحيتان يكثر عددها في ذلك اليوم فتأتي ظاهرة آمنة مسترسلة فلا يهيجونها لأنهم كانوا يصطادونها بقية أيام الأسبوع حتى اختبرهم بكثرة الحيتان يوم السبت فلما رأوا ذلك احتالوا على اصطيادها.
وفي يوم من الأيام اشتهى أحد أهل القرية أكل السمك فأغواه الشيطان وزين له القيام بحيلة للصيد فأتى إلى شاطئ البحر يوم السبت ورأى سمكة كبيرة تسبح فربط ذيلها بحبل ووضع الطرف الآخر في وتد على الشاطئ وذهب فلما انقضى النهار عاد وأخذ السمكة وشواها فانبعثت رائحتها فأتاه جيرانه يسألونه عن ذلك فأنكر ما فعل ولما أصروا عليه قال إنه جلد سمكة وجدته وشويته فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك فلما سألوه قال إن شئتم صنعتم كما أصنع وأخبرهم ففعلوا مثله.
وتفنن بنو إسرائيل في استعمال الحيلة للصيد يوم السبت الذي نهاهم عنه فقام بعضهم يوم الجمعة بحفر حفر متصلة بالبحر بواسطة ممرات يسهل سدها وكثر هذا وفعله الكثيرون ووصل بهم الأمر إلى أن اصطادوها يوم السبت علانية وباعوها في الأسواق فكان هذا من أعظم الاعتداء ورأى الناس أن من صنع هذا لا يبتلى فعمرت الأسواق بها وأعلن الفسقة بصيدها لما جاهر الفساق بطريقتهم قام علماء بني إسرائيل ونهوهم وخوفوهم فلم يقبلوا فجعلوا بينهم وبين الفساق