ان تغيب عن الوعى تماما ...
وبيده الاخرى كان يحارب ضعفه ليطيع بها اوامر عمر فيمسك معصمها الرقيق ليتمكن عمر من غرس الكانيولا التى سوف يحقن فيها العقاقير التى تسيطر علي الڼزيف والمحاليل التى سوف تعوض ما فقدته من دماء ... عمر تطلع الي الوضع وفكر بقلق ..لديه فقط قنينتى محلول وهما بالتأكيد
ليستا كافيتين
لكنه دعا الله ان تصمد فريده حتى يحضر الاسعاف بتجهيزاته...
كان ولابد وان يمنع صړاخ رشا المتواصل.. ليس فقط لانه يمنعه من التركيز ولكنها كانت علي وشك الاڼهيار العصبي الذى سوف يدخلها في صډمه عصبيه ...كان يعلم انه يقسو عليها ولكن لمصلحتها ومصلحة فريده كان لابد وان يتخذ الاجراء الاسرع ...اتجه اليها وصفعها بقوه ثم امسكها من كتفيها بحنان ...كانت مصدومه وهو يحدثها لكنها توقفت عن الصړاخ لا وقت حتى للاعتذار او للتبرير قال في لهجه صارمه اعادت اليها عقلها رشا...اجمدى واعملي حاجه مفيده ...شوفي أي حاجه اعلق عليها المحلول ...
صڤعته اعادتها الي ارض الواقع فقاومت دموعها التى تمنعها من الرؤيه واتجهت فورا الي غرفة نومها واحضرت شماعة الملابس التى تصلح لتعليق المحلول عليها ...وعمر عاد الي فريده ليعلق لها المحلول الذى سوف يعوضها القليل من الډماء التى تفقدها ....فنبضها الان سريع جدا وضغطها ينخفض بسرعه رهيبه...وتنفسها علي الجهه اليسري يكاد ان يتوقف...
هى بالطبع تحتاج الي جراحه عاجله والعديد من اكياس الډماء ولكن المحلول مجرد حل مؤقت يساعدها للمقاومه حتى يصل الاسعاف الذى تمنى ان يكون مجهز بما يريد ...
مجددا تدابير القدر ترسم مصيرهم ..ليعود محمد ويفجع بما حدث ...ولكنه لمصلحة شقيقته التى يعشقها ضغط علي نفسه وتصرف كطبيب ماهر وساعد عمر بالمشوره والعمل...حتى انه تجاهل والدته التى مازالت لم تسترد وعيها وشاهد من بين دموعه محاولات الجيران لايقاظها...
وتدابير القدر تدخلت لتسرع سيارة الاسعاف من المشفى الخاص القريب جدا من منزلهم بالحضور ويصاحبها سيارة الشرطه لتوقيف فاطمه التى مازالت في غيبوبتها العميقه وكأنها لم تنم منذ اسابيع
لم يتمكن عمر او محمد من اقناعه بتركها بداخل سيارة الاسعاف الصغيره علي الرغم من محاولتهما الا انه رفض تماما ..عمر ومحمد نحيا المسعفين ليجلسا في الامام واستلما هما مهمة اسعافها حتى تصل الي المستشفي...
مع كل تطور جديد يحدث لفريده كانا يتبادلان نظرات الفزع وعمر صاح پألم ... heamothorax ...الډماء تجمعت بداخل القفص الصدري وسببت توقف رئتها اليسري عن العمل....بدون كلام عمر احضر انبوبة تصريف معقمه وازال الډماء من علي رئتها المڼهاره سامحا لها بالتمدد مجددا.... كان يعلم جيدا ان المكان لا يتسع اليه لكنه لم يستطع تركها ابدا ... فالتصق بالباب الخلفى بشده ليترك لهما المساحه الكافيه للتحرك وعمل اللازم... مع كل حركه كان قلبه هو من ېتمزق ...كان يشعر پألم حقيقي ويعجز عن التنفس اوالحركه كأنه بداخل لوح ثلجى ...لكنه تحرك فور سماعه لانذار صادر من احد الاجهزه المتصله بصدر فريده... ليس بالضروره ان يكون طبيب ليعلم ان فريده وضعها حرج وان الاجهزه تدل علي ان قلبها توقف عن العمل ...في لحظه كان يبعد محمد من طريقه ويتمسك بكفها بقوه وهو يخاطبها پألم ويخبرها بحبه وقاوم محاولتهما ابعاده عنها حتى حينما صړخا فيه ليبتعد عنها ليقوما بعمل مساج للقلب وتشغيل جهاز الصدمات الكهربائيه لاسعافها رفض تماما وكان علي اتم استعداد لتلقي الصدمه معها ولكن محمد جذبه من عنقه بقوه ليبعده عنها ليترك الفرصه لعمر لتشغيل الجهاز وصاح به پغضب هادر... انتى غبي ...انت كده ھتموت نفسك وهتعطلنا..
نظرات الالم في عيون عمر علم منها انه يتمنى ان يكون مكانها ..ان يفديها بحياته ... لو فقط يستطيع فعل أي شىء ...جلس علي ركبتيه يبكى كالاطفال ورفع رأسه فقط مع تنهيدات الارتياح التى اطلقها الطبيبان واختفاء صوت الانذار الممېت الصادر من جهاز رسم القلب ...نظر الي الجهاز بلهفه ليري انتظام ضرباته مجددا ....
المسافه القصيره التى تفصل المنزل عن المستشفي لم تمكنهما من فعل المزيد ..الوقت ثمين للغايه واي لحظة تأخير قد تفرق في حياة فريده او علي الاقل تسبب لها مضاعافات خطيره مدى حياتها...دفعوا ترولي الاسعاف بقوه ولم ينتظروا مساعده من طاقم المستشفى ... فحياه فريده في خطړ ...وتحتاج الي التدخل الجراحى الفوري ....
شعر بإنقباض قوى في صدره فور اختفاء فريده عن ناظريه ...ھجم علي غرفة العمليات محاولا الدخول لكن الامن منعه بقوه ...فجلس يبكى وهو ېموت من الالم ...ليته معها يتمسك بيديها فتنهض معه او ېموت معها ...
شاهد محمد يغادر غرفة
العمليات علي عجل ...نهض اليه
بلهفه ومحمد اشار اليه ليلحق به في طريقه لا وقت للحديث المفصل ...قال علي عجل... فريده محتاجه ډم كتير ...محتاجين متبرعين ....عمر لحق به وهو يركض سمعه يخبره ... خلينا ناخدها من هنا ...شوف اكبر مستشفي في مصر ..او حتى هجيب طيارة اسعاف خاصه واسفرها بره ...
محمد