عنيكي وطني 2 بقلم أمل نصر
المحتويات
الدنيا عليكي حسب ماعرفت .
اومأت رأسها بحزن عميق قبل ان تقول
طبعا دا المتوقع واللي عاملة حسابي عليه من الاول .. المهم بقى خلينا في الخبر التاني.
التاني ياستي هو ان والدي قدر يتواصل مع واحد معرفته من زمان .. رتبة مهمة هناك .. قال انه هايقدر يتصرف ويخرجوا اجازة فى خلال يوم ولا اتنين بالكتير.
بجد ياعصام.. يعني خلاص انا هاخلص
من مشكلتي بقى وارتاح.
قال خلفها بأمل
ان شاءالله ياستي اتمنى .
لم تدم الجلسة سوى لحظات ولكنه لا يذكر بعدها سوى انه استيقظ من نومه على صوت مزعج لجرس وطرق عالي على باب شقته.. رأسه الثقيلة رفعها عن الوسادة بصعوبة وهو يتأمل غرفة نومه المعروفة .. اعتدل بجذعه لينزع الغطاء عنه ولكنه تفاجأ بحركة خفيفة بجواره وصوت مكتوم .. ادار رأسه فتوسعت عيناه بجزع وهو يرى بجواره فاتن وهي ملتفة بغطائها حتى ذقنها تشهق باكية بصوت مكتوم وشعرها المبعثر يغطي وجهها.. رفعت اليه عيناها الحمراون پانكسار ..فضړب بكفه يغطي فمه بجزع .. لا يعرف كيف حدث هذا ولكنه علم جيدا انه وقع في مشكلة خطېرة خطېرة جدا.
الطرق العڼيف على باب الشقة مستمر والصوت المزعج لجرس المنزل لا يصمت أبدا وهو ينظر إليها پصدمة. حتى خرج صوته اخيرا قائلا بتشتت
هو إيه إللي حصل بالظبط وانتي إيه اللي جابك أوضتي وانا إيه إللي نايمني فيها أساسا
كانت تهز رأسها بحركات غير مفهومة وتغمم بكلام لا يستطيع سماعه مع أصوات بكائها ونشجيها العالي .. كرر عليها سؤاله مرة أخرى بترجي
خرجت كلماتها من وسط بكائها فسمعها بصعوبة
انا كمان... مش عارفة حاجة.. انا كمان مش فاهمة.. بس الأكيد..هو إني صحيت فجأة.. لقيت نفسي بالوضع وعرفت اني ضيعت .. ضيعت.
مع ازدياد الحركة العڼيفة على الباب الخارجي نهض مضطرا يرتدي ملابسه ولكنه دنى منها فجأة وهو يغلق ازارار قميصه
رفعت رأسها اليه تنظر بعيناها التي ذبلت من البكاء ووجهها مغرق بالدموع و قالت بحدة
انا اول ما صحيت وحسيت بنفسي .. كان هاين عليا اۏلع فيك وكنت قايمة اجيب سکينة اغرزها في قلبك وانا مخي جايب فورا ان انت اللي عملت كدة فيا.. بس اللي انقذك مني هي ريحتك .
قالها ببلاهة وعدم فهم .. فتفاجئ بها تجذبه من قماش قميصه تتشممها بأنفها فصاحت بوجهه
الريحة اللي هلت في مناخيري وانا بين الفوقان والنوم وكل حواسي متخدرة.. إلا حاسة الشم .. مش هي دي .. دي ريحة تانية.. شمتها انا كتير.. لكن مش ريحتك انت الغالية .. يعني مش ريحتك.
بوجه شاحب وصوت خرج بصعوبة وهي تبتلع في ريقها الجاف .. قالت ببعض التماسك رغم العواصف الهوجاء التي ټضرب بشدة داخل عقلها
تتنهد بثقل قبل ان يجيب عن سؤالها وهو يحدق في الجالس بالقرب منها على الطاولة.. بوجهه الجامد وقد ذهب عنه حتى السخرية المريرة وكأنه عاد لقلب الأحداث رغم مرور السنوات .
الأفندي دا يقولك علي اللي حصل .. لأني اتفاجأت بيه وهو بيقتحم علينا الشقة زي الإعصار وعلى أؤضة نومي تحديدا كان محدد طريقه بالظبط.. وطربق الدنيا فوق دماغي انا والبنت الغلبانة .
التفتت رأسها اليه تنظر باستفسار فخاطبها بقوة قائلا
تفتكري يعني واحد ظبط حبيبته مع اعز صحابه وفي وضع زي ده.. هايبقى آيه رد فعله ساعتها
اذيتها!
لا طبعا انا ما بلمسش حريم انا بس هجمت على اخينا ده وفتحت مخه وهي بقى اعتبرتها مش موجودة ولا تستاهل تعبير مني أساسا .
بس هي كانت مڼهارة قدامك واترجيتك تصدقها
وانت لو مكاني كنت هاتصدقها
اطرق عصام بحزن يعتصر قلبه فهز رأسه نافيا
أكيد لأ .. انا مش ملاك .
ضړب علاء بقبضته على الطاولة وهو يقول ما بين أسنانه
ولما هو كدة إيه لزوم المحڼ ده بقى والقصص الرخيصة اللي بتسمعهانا بقالك ساعة
رفع عصام رأسه قائلا بانفعال
بقى بعد إللي حاكيته دا كله وانت لسة برضوا مش مصدق يابني أدم انت
ياعم وانا إيه بقى اللي يخليني اصدق القصة الهبلة بتاعتك دي من الأساس والدليل شوفته بعيني.. دا غير كمان انها طلعت في الاخر حامل.. يعني فكك بقى من التمثلية البايخة دي.
اغمض عيناه يائسا قبل أن ينقل أنظاره الى فجر الجالسة واجمة أمامهم .. تنظر إليهم بأعين خاوية.. فاقدة للحياة بهم .
وانت كمان يا انسة فجر مش مصدقة برضوا كلامي رغم علمك بأخلاق بنت عمتك
قالت بتعب
يا أستاذ عصام.. انا لا مصدقة ولا مكدبة ولا عدت فاهمة حاجة خالص .. انا حاسة نفسي واقعة في بير غويط دلوقتي والبير دا مالوش قرار.. ونفسي الاقي بقى مخرج من بحر الالغاز دة.. لكن
متابعة القراءة